استطاع الدكتور "نيرودا بركات" تفعيل دور مركز المهارات والتوجيه المهني في جامعة "تشرين"، وتقديم الدعم لطلبة الجامعات والخريجين؛ من خلال صقل مهاراتهم ونشر ثقافة سوق العمل والدخول فيه بجدارة، سواء في شركات القطاعين العام والخاص أو مشاريعهم الخاصة.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29 تموز 2018، الدكتور "نيرودا بركات" مدير مركز المهارات والتوجيه المهني في جامعة "تشرين"، فتحدث عن حياته ونشأته قائلاً: «ولدت في حيّ شعبي من أحياء "اللاذقية"، وكان والداي يعملان موظفين من ذوي الدخل المحدود، وقد ركزا على تعليمي وإخوتي اللغة الإنكليزية؛ وهو ما ساهم في صياغة مستقبلنا نحن الثلاثة، وبدأت تعلّم اللغة حين كنت بعمر السادسة، حيث أضافت التميز إلى حياتي ومسيرتي التعليمية والمهنية والاطلاع على المعارف المتنوعة، ولاحقاً شبكة الإنترنت. درست المرحلة الابتدائية في مدرسة "الكرمل" الخاصة، والمرحلتين الإعدادية والثانوية في مدرسة الشهيد "رفيق اسكاف"، وبعد نجاحي بالثانوية العامة انتسبت إلى كلية الهندسة الميكانيكية».

علاماتي في الثانوية العامة حددت دراستي الجامعية، ولم تكن هناك رغبة بها، لكن بعد مرور السنة الأولى تعرّفت إلى هندسة الميكانيك وأهمية هذا الاختصاص، فأحببته وعملت على النجاح والتفوق، وفي السنة الثانية تفوّقت على دفعتي وحصلت على الترتيب الأول، ونلت جائزة "الباسل"، وبقيت مثابراً على هذا التفوق في كل سنوات الدراسة الجامعية، ونلت عام 2000 جائزة الباسل للتفوق والتخرج، وصرت معيداً جامعياً

ويتابع قوله: «علاماتي في الثانوية العامة حددت دراستي الجامعية، ولم تكن هناك رغبة بها، لكن بعد مرور السنة الأولى تعرّفت إلى هندسة الميكانيك وأهمية هذا الاختصاص، فأحببته وعملت على النجاح والتفوق، وفي السنة الثانية تفوّقت على دفعتي وحصلت على الترتيب الأول، ونلت جائزة "الباسل"، وبقيت مثابراً على هذا التفوق في كل سنوات الدراسة الجامعية، ونلت عام 2000 جائزة الباسل للتفوق والتخرج، وصرت معيداً جامعياً».

نيرودا بركات أثناء المحاضرة

وعن دراسته الدكتوراه في "بريطانيا"، يقول: «سافرت في عام 2004 لدراسة الدكتوراه ضمن اتفاقية المركز الثقافي البريطاني وبعض الجامعات البريطانية، ووزارة التعليم السورية، وكنت من الطلاب القلائل الذين تمّ قبولهم، وأعدّ الخريج السوري الوحيد في "بريطانيا" من بين 140 طالباً في كلية هندسة الميكانيك والكهرباء في جامعة "تشرين"، حيث كان للغتي الإنكليزية الدور الأساسي في دراستي وحصولي على الدكتوراه. ساعدتني دراستي في "بريطانيا" في التعرّف إلى حضارات كثيرة وثقافات مختلفة، كثقافة العمل والتطوع، وثقافة المعرفة والبحث عن المعلومة».

ويضيف: «عدت في العام 2009 إلى جامعة "تشرين"، وبدأت العمل في كلية الميكانيك والكهرباء محاولاً استخدام طريقة التفكير في التعليم والتعلّم التي تعرّفت إليها أثناء دراستي الدكتوراه، وأطبقها بما يتيسر لي، خاصة أن كل شيء مختلف، كما أعمل بالتدريب على أمور عدة، كاللغة الإنكليزية وطريقة إجراء البحث العلمي، وشاركت بمؤتمرات عدة محلية ودولية، وأخذت بمؤتمر أُقيم في "لبنان" لعلوم المواد -عرفت فيه بواسطة الجامعة- جائزة أفضل بحث عُرض في المؤتمر. وفي عام 2011 تسلّمت إدارة مركز المهارات والتوجيه المهني في جامعة "تشرين"».

من أحد النشاطات

تمكّن في سنوات قليلة أن يجعل من المركز منارة للطلبة الراغبين بدخول سوق العمل، ويتحدث عنه قائلاً: «مركزنا جزء من الجامعة، ونعمل وفق خطة استراتيجية تربط الطلاب مع سوق العمل من خلال عدة أمور رئيسة؛ حيث نرسل طلابنا إلى الشركات ليشاهدوا العمل على أرض الواقع كل حسب اختصاصه لمدة شهرين، ونقوم بتقييم للطلاب على هذا الأساس، ونقوم بدورات تدريبية للطلاب بالجامعة على المهارات التي يتطلبها سوق العمل، ولا تدرّسها الجامعة من كتابة "CV"، وكيفية إجراء مقابلة عمل، وكيفية البحث عن عمل، وكيفية تأسيس عمل بمفردي. ونستضيف سوق العمل في المركز، حيث بلغ عدد المستفيدين نحو عشرة آلاف شخص».

وعن إضافاته في المركز أيضاً، يتحدث قائلاً: «استطعنا كسر قالب فكرة الحصول على عمل وإخراجها من قلة الخيارات والتقييد، ونشر ثقافة سوق العمل وآلية الوصول إليه، حيث يستطيع الطالب أن يدرس ويعمل، ونشرت ثقافة التطوع بين الطلاب من أول يوم في المركز من الأساتذة والموظفين والطلاب، وتوظيف التطوع بتقوية مهاراتهم والتشجيع على تعلّم اللغة الإنكليزية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة فعالة في تطوير المهارات وتحسين سيرتهم ومهاراتهم، فقد وصل عدد الطلاب المتطوعين 40 متطوعاً من اختصاصات مختلفة، وباب التطوع والتدريب مفتوح أمام الجميع».

مريم فيوض

وعن رسالته في هذا المجال، يقول: «فكرة ومفهوم التوجيه المهني -بصرف النظر عن موقعي كمدير- رسالة كبيرة ومهمة أنقلها وأساعد أي طالب، والتوجيه المهني يجب أن يبدأ بمراحل مبكرة من العمر، وتغذية طموحات أبنائنا بالاطلاع على المهن والأعمال المختلفة، وتشجيع الانتساب إلى المدارس المهنية، وعلينا ألا نربط التوجه إلى الدراسة بالمدارس المهنية بفشل الطالب وعدم قدرته دخول التعليم العام، وتأمين البيئة المناسبة للنجاح في دراسته وعمله، بذلك نخلق مجتمعاً عاملاً منتجاً بعيداً عن البطالة والاستهلاك».

المهندسة "مريم جودت فيوض" رئيس فرع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية – فرع "اللاذقية"، تحدثت عنه قائلة: «استطاع مدير المركز المتميز "نيرودا بركات" نسج شراكات استراتيجية لمركز المهارات والتوجيه المهني مع مختلف القطاعات التي تتقاطع مع المركز بنوعية أداء ممتازة، فكانت الشراكة النوعية التي قام بنسجها مع الجمعية، وتم تقديم مجموعة من المحاضرات النوعية التي قمنا كجهتين تتقاطعان بالأهداف؛ من ناحية دعم الشباب وتمكينهم من استخدام قدراتهم لخدمة مجتمعهم، إضافة إلى مجموعة من الدورات النوعية، حيث قدمت الجمعية في هذا الإطار العديد من دورات المعلوماتية العالية المستوى، التي تعدّ رافعة لأداء الراغبين في الدخول إلى سوق العمل في هذا المجال، إضافةً إلى تبادل خبرة كوادر المركز والجمعية في الأعمال التطوعية التي تعدّ أداة مهمة لتمكين حسّ المسؤولية المجتمعية لدى الشباب، حيث تم التشارك بتنظيم العديد من الفعاليات الخاصة بكلا الكيانين، ليتم تبادل خبرات الكوادر العاملة والاستفادة من الاحتكاك، وقد حقق ذلك نجاحاً متميزاً؛ وهو ما دفع بالإدارتين إلى وضع استراتيجيات واضحة لاستمرار العمل».

الجدير بالذكر، أن الدكتور "نيرودا بركات" من مواليد "اللاذقية" عام 1978، وهو منسّق لبرامج التبادل الطلابي مع الاتحاد الأوروبي منذ خمس سنوات.