ارتبط اسم مدرّسة اللغة الإنكليزية "غفران خضرة" بإمكانياتها في إيصال اللغة وكيفية إتقانها خلال مدة زمنية محددة، حيث رافقها منذ طفولتها حلم إنجاز مخبر لغويّ تطبق به العطاء اللامشروط بأساليب بسيطة وفعّالة.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 أيار 2018، المدرّسة "غفران خضرة"، فتحدثت عن نشأتها قائلة: «ولدت في مدينة "جبلة" عام 1974، ودرست في مدارسها، وكنت من الطلاب المتفوقين في صفوفي، كما كانت اللغة الإنكليزية تستهويني وتجذب اهتمامي على الرغم من قلة انتشارها في ذلك الوقت، فقد كنت أسمع الأغاني الأجنبية في الصف الخامس، وأقلّدها بكل تفاصيلها من حيث اللكنة واللهجة والصوت، وأتدرّب مرات عدّة عليها وألفظ الكلمات بأساليب مختلفة، وبعد نجاحي بالثانوية العامة لم أتمكن من السفر لمحافظة "حلب" لأدرس التجارة في جامعتها، خاصة أنني كنت الفتاة الوحيدة لأهلي مع خمسة إخوة، فسجلت معهد إعداد مدرسين اختصاص لغة إنكليزية في "اللاذقية"».

ولدت في مدينة "جبلة" عام 1974، ودرست في مدارسها، وكنت من الطلاب المتفوقين في صفوفي، كما كانت اللغة الإنكليزية تستهويني وتجذب اهتمامي على الرغم من قلة انتشارها في ذلك الوقت، فقد كنت أسمع الأغاني الأجنبية في الصف الخامس، وأقلّدها بكل تفاصيلها من حيث اللكنة واللهجة والصوت، وأتدرّب مرات عدّة عليها وألفظ الكلمات بأساليب مختلفة، وبعد نجاحي بالثانوية العامة لم أتمكن من السفر لمحافظة "حلب" لأدرس التجارة في جامعتها، خاصة أنني كنت الفتاة الوحيدة لأهلي مع خمسة إخوة، فسجلت معهد إعداد مدرسين اختصاص لغة إنكليزية في "اللاذقية"

وتتابع: «التزمت بالمعهد، حيث كنت أنهي محاضراتي، وأذهب إلى دار "الألسن" في "اللاذقية"، الذي أسّسه عمي "غسان خضرة" آنذاك، وبدأت التقاط اللغة بسرعة، فاكتشف عمي مَلَكة اللغة التي أتمتع بها، فقد كنت أتحدث اللغة بطلاقة، وأصبحت متدرّبة في الدار، وهو الذي علّمني أن أكون صادقة وحقيقية، وعلّمني معنى الصدق بالعمل والالتزام، وبعد تخرجي في المعهد لم أكتفِ بذلك، بل تقدمت للثانوية العامة مرة ثانية، وسجلت في فرع اللغة الإنكليزية في الجامعة، إضافة إلى تدريس اللغة لكافة المستويات، ثم درست دبلوم ترجمة فيما بعد، وسافرت بعد زواجي إلى "الأردن" من عام 2003 حتى عام 2006، فكانت خبرتي ومقدرتي اللغوية جواز سفري للتدريس في قسم البرامج البريطانية في مدارس "فيلادلفيا" الوطنية. وبعد ذلك عدت إلى التدريس في "اللاذقية"؛ في معهد اللغات في جامعة "تشرين"، ومركز التدريب والتأهيل».

من المخبر اللغوي

تعاملها مع الطلاب وأسلوبها في التعليم كانا مختلفين، وتضيف: «علاقتي مع الطلاب تركت أثراً إيجابياً لافتاً ترجمته من خلال النجاحات التي حصلوا عليها، وأصبحوا متفوقين في اللغة، كنت أحرص على التعامل المبني على العطاء اللامشروط والتفاني في سبيل تحقيق النتيجة المرجوة، وهذا ما ألمسه الآن عندما ألتقي الطبيب أو المهندس أو المحامي أو المدرّس، ويخبرونني بأنني درّستهم وعلّمتهم اللغة. فتعلم اللغة لا يعطى من شخص لآخر، وإنما هو عمل تفاعلي وضمن مجموعة، وكنت أعرف أن طلابي بعد شهرين ونصف الشهر سيتكلمون اللغة في المستوى الذي يتدربون عليه، وأركز على اللاوعي في اكتسابهم اللغة والتفاعلية في اللغة، وأمتلك القدرة والطاقة لإحداث الاختلاف والنتائج الإيجابية تحفزني دائماً، ولا أعطي دروساً خصوصية، ولا أؤمن بدروس خصوصية للغة أو التعلم عن طريق شبكة الإنترنت لأنها تحتاج إلى تواصل وتفاعل».

وعن مشروعها تقول: «مشروع المخبر اللغوي لم يكن مجرد حلم، بل كان هاجساً رافقني منذ معرفتي للغة ودراستها وتعلقي بها لخلق مدرسة تعليمية للغات تكون مثالاً للصدق والعطاء والمهنية العلمية، وأن يكون الحب والاحتضان شرطاً أساسياً للانتماء إليها، والمخبر مكان يشعر فيه المدرّسون والطلاب بأنه بيت لهم ونحن عائلته. ولم يكن الربح المادي دافعي لإنجاز المشروع، وإنما إيصال رسالتي وترك بصمة في عالم اللغة ونشرها بمهنية عالية، حيث بدأت محاولاتي في إنجاز مشروعي عام 2009، تأخرت سنوات بسبب الظروف، لكن حين أصبح هاجساً ملحاً في حياتي حققته هذا العام، وساهم في ذلك بيئة النجاح التي أحاطتني منذ طفولتي ضمن عائلتي، إضافة إلى دعم زوجي في تحقيق حلمي».

آرميك خودانيان

المدرّسة "آرميك خودانيان" تحدثت عنها قائلة: «عندما يُطلب منا أن نتكلم عن أحد، عادة نمدحه أو نذمه، أو نرفض التكلم حسب مشاعرنا وعلاقتنا به. وبما أنني على علاقة جيدة مع "غفران" حيث عرفتها أول مرة عام 1998، كانت مدرّسة في معهد أدرس فيه، وأحاول أن أتقن اللغة أكثر، حيث كنت في سنتي الأولى في قسم اللغة الإنكليزية، وبعد مدة قصيرة صرت زميلة لهم في المعهد.

كما عند جميع الناس شيء ما يميز كل واحد عن الآخر، شيء ما عند "غفران" لا يمكنني تحديده وتسميته، لكن يمكنني وصفه بأنه شيء ذكي لمّاح أصلي، مرن ومحبّ لا يخفي نفسه أبداً، أحبّت مهنة تعليم اللغة الإنكليزية وأتقنته، وأحبّها طلابها وزملاؤها وأحبّتهم، هذا التفاعل الجميل المُعدي الحيوي جعل حلمها يتحقق، ويفرض نفسه تكراراً في واقعها، وكانت محاولاتها مستمرة لسنوات عدّة للمضي بمشروعها وافتتاح مخبر لغوي، وتغلبت على كل العوائق والظروف التي اعترضت مشروعها حينئذ، واللافت منذ الافتتاح حتى الآن تفاعل الأصدقاء والمحبين».