صعب على "ازدهار درويش" أن ترى المرأة ضعيفة أو مكسورة الجناح على الرغم من كل المحن التي مرّت بها خلال الأزمة وهي تنتظر القادم من دون عمل؛ فأسّست مجموعة "سوريات جديرات بالحياة" لتعليم النساء مهنة حياكة الصوف، وتصبح مصدر رزق لهنّ.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 نيسان 2017، التقت "ازدهار درويش" رئيسة مجموعة "سوريات جديرات بالحياة"، التي قالت: «بدأت الفكرة في ذهني عندما رأيت مجموعة من السيدات المهجرات يقفن بانتظار الحصول على صندوق الإعانة ليسعفن به أسرهن التي أنهكها ما مرت به من محن لتصل إلى مكان آمن، ففكرت باستقطاب هؤلاء السيدات وتعليمهن حياكة الصوف ليصبح مصدر رزق لهن، وبدأت الفكرة مع "جمعية إيثار" عن طريق إقامة دورة لتعليم حياكة الصوف استمرت لمدة تسعة أشهر، واستهدفت نحو ستين عائلة من ذوي الشهداء والوافدات إلى "اللاذقية"، وتمت المشاركة في عدة معارض عُرضت فيها المصنوعات المنفذة بأيدي المتدربات، والترويج لأعمالهن، ولم أقف عند حدود الجمعية، بل انتقلت إلى تدريب الوافدات في مراكز الإيواء، ومع ازدياد الإقبال عمدت إلى فتح مشغلي الخاص بالخياطة وإقامة دورات للتدريب أيضاً».

في بداية الأزمة التي حلت على البلد، وفي الوقت الذي كانت تُنقل الصورة الخاطئة إلى الدول الخارجية، سافرت مع مجموعة الوفود الأهلية والمدنية إلى "موسكو" لمقابلة القيادة الروسية، وتمكّنّا من مقابلة المسؤول الروسي "ميخائيل بوغدانوف" الذي أبدى إعجابه واستغرابه بالوقت نفسه من تصرف تلك الوفود وتكلفها مشقة السفر لأجل بلادها

وتتابع "درويش": «لاقى المشروع نجاحاً لافتاً، وأصبحت هؤلاء النسوة منتجات ومستقلات بالعمل، وقامت مجموعة منهن بنقل الخبرة التي اكتسبنها إلى سيدات أخريات، فيما عمدت أخريات إلى تعليم أفراد أسرهن وتكوين ورشات صغيرة تعيلهن؛ فقد قامت امرأة من محافظة "الرقة" بتعليم أفراد أسرتها صناعة البسط؛ لتتعاون العائلة من أجل إنجاز أكبر عدد منها، بأقصر وقت».

مها طفران

أما عن العمل، فقالت: «أقوم في البداية بتمويل السيدات عن طريق تقديم المواد الأولية لهن من الصوف وأدوات الحياكة، وأعطيهن التصميم المطلوب تنفيذه، وأقوم بمراقبة عملهن حتى إتمام العمل بإتقان، ولقيت تجاوباً كبيراً من قبلهن على التعلم وتطوير العمل. ومن الصعوبات التي واجهتني أنني لم أملك مكاناً خاصاً للعمل؛ لذا نعمل حالياً ضمن مشغل الخياطة الخاص بي».

من جانب آخر، كانت "ازدهار" ضمن الوفود المدنية والأهلية التي سافرت إلى "موسكو" لإيصال حقيقة ما يحدث ضمن "سورية" من إرهاب، وقالت: «في بداية الأزمة التي حلت على البلد، وفي الوقت الذي كانت تُنقل الصورة الخاطئة إلى الدول الخارجية، سافرت مع مجموعة الوفود الأهلية والمدنية إلى "موسكو" لمقابلة القيادة الروسية، وتمكّنّا من مقابلة المسؤول الروسي "ميخائيل بوغدانوف" الذي أبدى إعجابه واستغرابه بالوقت نفسه من تصرف تلك الوفود وتكلفها مشقة السفر لأجل بلادها».

مشغولات نسائية بعد الدورات

"مها طفران" مهجرة من "ريف اللاذقية"، واستفادت من الدورات التي أقامتها "درويش"، عنها قالت: «وصلت مع أسرتي إلى مدينة "اللاذقية" بعد أن خسرنا كل ما نملك، وعندما سمعت بدورات حياكة الصوف انضممت إلى المجموعة التي تقوم "ازدهار درويش" بتدريبها، كانت دائمة الابتسامة، لا تبخل علينا بالمعرفة، وبما أنني كنت أعرف القليل عن الحياكة، فقد عملت على صقل وتطوير معارفي. تعلّمت العديد من أنواع القطب في الصوف، وحياكة الأنواع المتعددة من (قبعات وشالات وسترات)، وأصبحت أعمل لحسابي الخاص، وأساعد زوجي في مصروف المنزل، وأعمل على تعليم أختي المهنة لتساعدني أيضاً بالعمل».

يذكر أنّ "ازدهار درويش" من سكان مدينة "اللاذقية"، مواليد عام 1965، وكان لها دور في العديد من الفعاليات الأهلية في البلاد، حيث ساعدت في حياكة أكبر علم لـ"سورية".

سوريات جديرات بالحياة