الكاميرا رفيقته في كل مكان، والعين الثالثة التي يرى من خلالها مواطن الجمال، فالمهندس "باسم عبد الله" ابن البحر يصوّر بعين قلبه الذي يسبقه لالتقاط الصورة، ويوظف هواية التصوير في مسح صور الحرب على طريقته، ويعنون صوره بـ: "هنا سورية".

مدونة وطن "eSyria" التقت المهندس "باسم عبد الله"، بتاريخ 3 ايار 2017، فتحدث عن بعض تفاصيل حياته وهوايته قائلاً: «عشت في عائلة كان العلم والنجاح حليفها، وتحملت مسؤوليات مع إخوتي في مرحلة الشباب بعد وفاة والدنا، وهي الفترة الأصعب بالنسبة لي آنذاك، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية قررت السفر لإكمال تعليمي، فالهدف والإصرار على تحقيقه حاضران، وأثناء دراستي الجامعية لهندسة المعلوماتية في "أوكرانيا" بين عامي 1998 و2003، تعرّفت إلى تلك البلاد، وأكثر ما كان يشدني طبيعتها التي تفوق الوصف، ورغبتي في التقاط الصور لكل ذلك الجمال الذي ذكرني بطبيعة بلدي المحفورة في ذاكرتي، حيث البحر والريف في "اللاذقية" و"بانياس" اللتين عشت فيهما، والحياة الريفية التي عاشها أجدادي».

يمتلك إحساساً عالياً بالجمال، وهو شغوف بالتصوير، ولديه موهبة متميزة بالتقاط اللحظة، وعلى الرغم من أنه يحمل كاميرا متواضعة جداً لا تساعد على تلبية احتياجات اللقطة، إلا أنه يتحايل على ذلك، وينجو بلقطات جميلة تنال إعجاب الكثيرين، كما أنه يسير بخطى قوية وسريعة، وأظنّ أن القادم بالنسبة له هو الأفضل، وقد يشهد قفزة نوعية جديدة فيما يشتغل عليه فوتوغرافياً

ويتابع القول: «بعد عودتي ركزت على موضوع التصوير وكيفية صقله، فقد تأثرت بالمصور "أنس إسماعيل"؛ فهو الأب الروحي لي في عالم التصوير، والتحقت بورشات التصوير التي كان يقوم بها نظرياً وعملياً، فالطبيعة هي المساحة الكبيرة التي احتضنت أفكارنا وتدريباتنا، وكل أسبوع كنا نحدد موضوعاً من الطبيعة، ثم انتقلنا إلى التفاصيل الصغيرة من مكوناتها، وفي عام 2008، كانت مشاركتي الأولى في معرض "ناي كافيه"».

من صوره

كما أنه وظّف هوايته في التصوير خلال سنوات الحرب من وجهة نظره، وعلى مبدأ الكاميرا أداة حياة وجمال، حيث يقول: «في ظل ما تعرضت له "سورية" من حرب لم توفر وسيلة لتشويه صورة الحياة والعيش فيها، حيث تسارعت أغلب المواقع والقنوات التي كانت أداة رخيصة في نقل صور الدمار والقتل، واستخدام تلك الصور في نشر ثقافتهم اللا إنسانية، فقد عملت بدوري على تصوير كل منظر جميل في بلدي من طبيعة وتراث وآثار تحكي قصة حضارتنا، ومن خلال أصدقائي في بلاد أجنبية، وإتقاني اللغتين الإنكليزية والروسية أعمل على إيصال صورة جمال وعراقة بلدنا، فنحن شعب يستحق العيش وجدير بالحياة. كما ابتعدت عن تصوير ما اقترفته الحرب في البشر والحجر، وأغمضتُ عين كاميرتي أمام تلك المشاهد، وفي عام 2012، عملت مع "الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق -أنا السوري" لمدة أربع سنوات، فهم يوثقون الأماكن والمحميات بالصورة والمعلومات، وزرنا محافظات سورية عديدة، وتعلمت كيفية التعايش والتأقلم مع ظروف الطبيعة التي انعكست إيجابياً على هوايتي».

ويتابع القول: «البحر مثّل جزءاً كبيراً في صوري، فقد عشت مرحلتي الطفولة والشباب على شواطئه، ولونه الأزرق جعل مني عاشقاً للون السماوي، إضافة إلى ذلك يستهويني تصوير علم بلدي المرفوع، ولم أوثق لهذه الحرب بصوري إلا لعيون أمهات الشهداء ونظراتهن وملامح وجوههن. ومن يتابع هوايتي في التصوير التي أعطيها من قلبي وروحي لا بدّ أن تترك صورتي لديه ردة فعل حسنة؛ وهنا أكون حققت هدفي بإيصال رسالتي، وتركت بصمة لدى من رآها».

باسم عبد الله

المصور "أنس إسماعيل" يتحدث عنه قائلاً: «يمتلك إحساساً عالياً بالجمال، وهو شغوف بالتصوير، ولديه موهبة متميزة بالتقاط اللحظة، وعلى الرغم من أنه يحمل كاميرا متواضعة جداً لا تساعد على تلبية احتياجات اللقطة، إلا أنه يتحايل على ذلك، وينجو بلقطات جميلة تنال إعجاب الكثيرين، كما أنه يسير بخطى قوية وسريعة، وأظنّ أن القادم بالنسبة له هو الأفضل، وقد يشهد قفزة نوعية جديدة فيما يشتغل عليه فوتوغرافياً».

الجدير بالذكر، أن المهندس "باسم عبد الله" من مواليد "اللاذقية" عام 1977، وعضو مؤسس في جمعية "نحن سورية".

البحر بكاميرته