برزت هوايته في تربية النحل منذ طفولته، فعمل على صقلها بالدراسة والبحث، واليوم، ما إن يذكر اسم الدكتور "عبد الله حاطوم" حتى يتبادر إلى الذهن تربية النحل.

التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29 أيار 2016، الدكتور "عبد الله حاطوم"، فتحدث قائلاً: «تخرجت في كلية الهندسة الزراعية بجامعة "تشرين" عام 1977، وبإيفاد من قبل وزارة الزراعة السورية إلى "بلغاريا" للتخصص بتربية النحل، حصلت على شهادة الدكتوراه في تربية النحل من المعهد العالي للطب البيطري وتربية الحيوان في "بلغاريا" عام 1982، وعينت خبيراً اختصاصياً في تربية النحل في مديرية زراعة "اللاذقية"».

قمت باكتشاف أمراض عدة؛ ففي أول زيارة لي إلى "سورية" أثناء دراستي عام 1979 اكتشفت مرض "فاروا" أو ما يسمى "قراد النحل"، ونبهت إلى خطورته وكيفية مكافحته، وفي عام 1990 اكتشفت مرض "الذبابة اللاحمة"، ولاحقاً مرض التكلس والأمراض الفطرية في القناة الهضمية لشغالات النحل

في عام 1982 عمل على إنشاء منحلة صغيرة مكونة من خمس خلايا بلدية موضوعة في جرار فخارية، مات اثنتان منها آنذاك، واستمر المشروع بثلاث خلايا لمدة عام، يضيف: «في العام التالي قسمتها إلى خلايا جديدة، وكان لابد من تحويل الخلايا البلدية إلى خلايا فنية من أجل سهولة الكشف عليها، والتعرف إلى الأمراض إن وجدت ومعالجتها، وتسهيل نقل خلايا النحل من مكان إلى آخر؛ وهو ما يؤدي إلى زيادة الإنتاج وانخفاض سعر التكلفة، ثم تطورت "المنحلة" تدريجياً حتى بلغت عدد الطوائف "الخلايا" نحو 300 خلية عام 1990، وتم تدريب عدد لابأس به من أفراد العائلة، وبعض الشباب من الأقارب والجيران لتربية النحل والإشراف عليه، ووجدوا فرص عمل لهم في هذه المهنة الممتعة، وهناك عدد كبير من طلابي امتهنوا مهنة تربية النحل، فنحن نعمل كخلية النحل، ونمثل نموذجاً للتعاون والمثابرة على مدار العام لنحافظ على مصداقيتنا واسمنا».

منتجات عبدالله حاطوم

بلغ عدد الخلايا حتى يومنا هذا ما يزيد على 500 خلية، فالاختصاص والمعرفة العلمية ووجود البنى التحتية لهذه المهنة (المصادر الرحيقية، والنحل السوري المتأقلم مع البيئة منذ آلاف السنين، وتوفر الخلايا) أدى إلى النجاح والاستمرارية في هذه المهنة، يضيف الدكتور "حاطوم": «قمت باكتشاف أمراض عدة؛ ففي أول زيارة لي إلى "سورية" أثناء دراستي عام 1979 اكتشفت مرض "فاروا" أو ما يسمى "قراد النحل"، ونبهت إلى خطورته وكيفية مكافحته، وفي عام 1990 اكتشفت مرض "الذبابة اللاحمة"، ولاحقاً مرض التكلس والأمراض الفطرية في القناة الهضمية لشغالات النحل».

وعن البيئة السورية وعلاقتها بأنواع العسل يتحدث الدكتور "حاطوم" بالقول: «تتميز البيئة السورية بتنوع الغطاء النباتي الذي أتاح إنتاج أنواع عديدة من العسل، منها: (عسل أزهار الحمضيات، وعسل أزهار الكينا، وعسل أزهار اليانسون وحبة البركة، وعسل جبلي ناتج من أزهار الزعتر والطيون والعجرم)، ويتم نقل النحل حسب تزهير هذه النباتات، وبعد انتهاء موسم الحمضيات يتم نقلها إلى محافظات أخرى "حماة" و"حمص" طلباً لمراعي اليانسون وحبة البركة ودوار الشمس والقطن، كما يتم النقل إلى المناطق الجبلية الساحلية في "كسب" و"صلنفة" و"القدموس" طلباً للمراعي الجبلية».

في العمل

تعدّ "اللاذقية" من المحافظات التي تحتل المرتبة الأولى في تربية النحل وإنتاج العسل والغذاء الملكي، حيث يبلغ عدد النحّالين في المحافظة نحو 500 نحال، وبعدد طوائف 100 ألف خلية، وإنتاج 400 إلى 500 طن سنوياً.

كان لتربية النحل الأثر الإيجابي من الناحيتين المعنوية والمادية، يتابع القول: «إن في تربية النحل متعة للنفس، وطاقة إيجابية لمربي النحل، وتحثهم على المثابرة والإنتاج والتفاني في سبيل الآخرين، وتنعكس إيجاباً على سلوك المربي إلى حد كبير، فتربية النحل تتطلب الهدوء والعمل بصبر في طبيعة غنية بالأوكسجين والروائح الطيبة، إضافة إلى الفائدة الاقتصادية لتربية النحل التي يتم الحصول عليها من خلال تسويق العسل وبقية المنتجات التي أنتجها (حبوب الطلع، والغذاء الملكي، والعكبر، وسم النحل، والزيوت النباتية) في الأسواق السورية والأسواق العربية سابقاً، ولهذه المنتجات استخدامات واسعة في المجال الغذائي والعلاجات الطبية، حيث ينشر سنوياً الكثير من الأبحاث الواردة في المراجع العلمية حول استخدام منتجات النحل طبياً "Apitherapy"، وساعد عملنا بحصولنا على حماية ملكية باسم "حاطوم" عام 2010».

من المزارع

وفي حديثنا مع المهندس "سليم روميه" رئيس فرع النقابة يقول: «يعد الدكتور "عبد الله حاطوم" من المؤسسين لجمعية النحالين السوريين عام 1988، فقد قام بالتعاون مع الزملاء في البلد على إنشائها، وأدخل مفاهيم وأساليب جديدة إلى تربية النحل، وتحويلها من التربية التقليدية إلى التربية الحديثة، وإقامة دورات سنوية لمربي النحل في المحافظة وكيفية التعرف إلى الأمراض ومعالجتها، وإقامة ندوات ومؤتمرات تفيد بكل جديد في تربية النحل، فخبرته ملك للجميع ويقدمها من دون مقابل، كما يقدم العسل مجاناً للجرحى المتضررين من الأزمة السورية الراهنة لفائدته في العلاج، ولديه المعرفة الكافية في رسم خرائط للمراعي حسب الفصول لنقل النحل، وعمل بالتعاون مع جهات من المجتمع الأهلي بحملات تشجير لتستخدم كمراعٍ للنحل في وقت لاحق».

يذكر أن "عبد الله حاطوم" من مواليد "اللاذقية" عام 1951، ودرّس مادة تربية النحل في المعهد الزراعي لمدة سبع سنوات، ودرّس في مدرسة الزراعة بـ"اللاذقية" لمدة خمس عشرة سنة، وصاحب مناحل "الدكتور حاطوم"، والمشرف العام على الإدارة والإنتاج والتسويق، وشارك في معارض في "سورية" ودول عربية، وفي معارض دولية منها: "ألمانيا"، "فرنسا، و"اليونان، ومؤلف كتاب "الدليل العلمي في تربية نحل العسل"، وشارك في تأليف كتب حول تربية النحل في المعاهد المتوسطة الزراعية في "سورية".