آمن "عدي عباس" بأن ثنائية العلم والإرادة قادرة على صنع المستحيل؛ فقاده حلمه إلى مجال الاختراع لدراسة الطبيعة من حوله، مسخراً ما فيها من طاقة لخدمة مجتمعه، ليسجل 17 اختراعاً في مجالات متعددة.

مدونة وطن "eSyria" التقت المهندس المخترع "عدي عباس" بتاريخ 17 كانون الثاني 2016؛ الذي تحدث عن مسيرته في مجال الاختراع قائلاً: «المخترع هو شخص يمكن اختراعه؛ بمعنى أن مجموعة مبادئ عامة وعلوم فيزيائية ورياضية قد تكون دليلاً يُسهِّل الطريق أمام الشخص الذي يمتلك بالأصل بذرة الاختراع التي تجعله قادراً على ذلك بسنّ مبكرة، وتطوير اختراعاته من تطور عمله. كما أؤمن بأنه إذا اقترن العلم مع الإرادة يكون الإنجاز، وهذا ما سعيت إليه؛ حيث بدأت مسيرة الاختراع لدي في العاشرة من العمر، وكأي طفل في مثل هذا السن كانت تستهويني الألعاب التي تتعلق بالأسلحة؛ لذلك كان أول اختراع قمت به صناعة "بندقية" من الخشب شبيهة بالبندقية الحقيقية مع كل ملحقاتها، حيث لاقت إعجاب كل من شاهدها، وبتطوير معارفي توالت اختراعاتي وكانت كلها بمجال الأسلحة؛ إلى أن كان التحول الأهم بحياتي عند دراسة منهاج "الفيزياء" في الثالث الثانوي؛ حيث استطعت فهم "نظرية الكمون"، وعلاقة الطاقة بالقوة؛ فكانت الطريق للدراسة الجامعية؛ حيث اخترت مجال هندسة الإلكترون، وخلال دراستي كانت أغلب اختراعاتي تحوي دارات إلكترونية من تصميمي».

الاختراع هو شغفي في الحياة؛ حيث يشغل جزءاً كبيراً منها، ودائماً لدي أفكار جديدة؛ وقد تمكنت من تسجيل سبعة عشر اختراعاً في مجالات متعددة، إضافة إلى اختراعات أخرى لم أعلن عنها بعد، وأهمها ما يتعلق بمجال الأسلحة، وخصوصاً المؤتمتة منها، لكن دائماً كان لدي استقراء للمستقبل بضرورة إيجاد بدائل في حال الأزمات، وبوجه عام اختراعاتي لتحسين حاجات المجتمع ككل في مجال الطاقة والزراعة، وغيرها

وعن علاقته بالاختراع يتابع قائلاً: «الاختراع هو شغفي في الحياة؛ حيث يشغل جزءاً كبيراً منها، ودائماً لدي أفكار جديدة؛ وقد تمكنت من تسجيل سبعة عشر اختراعاً في مجالات متعددة، إضافة إلى اختراعات أخرى لم أعلن عنها بعد، وأهمها ما يتعلق بمجال الأسلحة، وخصوصاً المؤتمتة منها، لكن دائماً كان لدي استقراء للمستقبل بضرورة إيجاد بدائل في حال الأزمات، وبوجه عام اختراعاتي لتحسين حاجات المجتمع ككل في مجال الطاقة والزراعة، وغيرها».

بعض اختراعاته بمجال الطاقة

وإيماناً بأهمية تأمين بدائل للطاقة في ظل الحاجة المتزايدة إليها، يضيف: «كما هو معروف فإن مصادر الطاقة تتناقص باستمرار؛ لذلك كان لا بد من إيجاد البدائل؛ حيث لجأت إلى الطبيعة بما تحتويه من طاقات متعددة؛ كالرياح والشمس وغيرها، ففي مجال الرياح تمكنت من تصميم "عنفة ريحية ذات بوقين"؛ حيث تستطيع تأمين الطاقة من خلال بوقين بحجمين كبيرين؛ تقوم بتجميع الهواء وإيصاله إلى عنفة صغيرة تدور عند وصوله إليها، وعند خروجه من الجهة المقابلة يولد طاقة يمكن استخدامها في أكثر من مجال، وقد تم تطبيقها، والنتائج رائعة.

أما في مجال الطاقة الشمسية، فقد كان لي أكثر من اختراع، منها استخدام "العواكس القطعية" في المعامل لتسخين الهواء، فكما هو معروف هناك معامل تحتاج إلى حرارة عالية، كما هو الحال في المخابز ومعامل "القرميد"؛ حيث تحتاج إلى ألف درجة مئوية، وهذا ما يتطلب طاقة كبيرة، ولتأمين ذلك قمت بوضع عدة عواكس على سطح المعمل مرتبطة مع بعضها بنظام تحريك، وفي محرك العاكس توجد حجرة شفافة تحوي مادة تقوم بامتصاص أشعة الشمس، وتسخن الهواء داخل الحجرة؛ حيث ينقل بأنابيب إلى داخل المعمل، فإذا كانت حرارة الهواء 700 درجة وكانت الحرارة المطلوبة 1000 درجة؛ فإننا نحرق وقوداً لرفع درجة الحرارة من 700 إلى 1000، وهنا نكون قد وفرنا 70% من الوقود».

المهندس إبراهيم حميدوش

ويضيف قائلاً: «لم تقتصر اختراعاتي على مجال الطاقة وحسب، إنما تعدى ذلك إلى مجال الزراعة لكون تأمين الغذاء يمثّل تحدياً كبيراً قادماً، فإذا نظرنا إلى البادية السورية نرى أن لدينا معضلة بين مدينتي "حمص" و"تدمر"؛ حيث توجد أمطار لكن التربة رملية، وما بين "تدمر" و"دير الزور" الأمطار أقل لكن التربة أجود، لذلك قمت بتجربة "الإبذار المظلي" وهي تجربة ناجحة كما أنها رائدة وغير مسبوقة، حيث قمت بتجهيز البذار من خلال تغليفها بطبقة من الطين، ومن ثم طبقة من الأملاح المعدنية، وتكرر العملية أكثر من مرة، وبعد ذلك توضع البذور في الطائرة وتلقى منها، وعند ملامستها لأرض رطبة يبدأ الطين والأملاح المعدنية الذوبان لتكوّن ما يدعى "البقع الملحي"، وهذا ما يؤمن إنتاش البذور، حيث تتغذى على الأملاح التي جلبتها معها لتنمو نمواً كاملاً، وباستخدام الطريقة سنجد بعد مدة من الزمن وجود غابات في الصحراء السورية، ولأن مكان عملي الوظيفي في منطقة صحراوية قمت بتجربتها؛ وكانت النتائج رائعة والمردود جيداً».

بدوره تحدث المهندس "إبراهيم حميدوش" مدير الصيانة في شركة متخصصة بالأعمال الانشائية والدراسات الهندسية عما أنجزه "عباس" بالقول: «من خلال معرفتي الطويلة به وبعمله أعلم أن ميول الابتكار والاختراع ظهرت لديه في سن مبكرة، وخلال دراسته الجامعية صمم العديد من الدارات الإلكترونية والتحكمية، حيث شهد أساتذة الجامعة بنبوغه وتميزه، ومن خلال عملنا الوظيفي معاً استطاع أن يترك بصمات واضحة في حل المشكلات الصعبة التي كانت تعترضنا أثناء العمل، كما أنه من الأوائل الذين درسوا تنفيذ معمل الغاز في "إيبلا"؛ حيث شهد الخبراء الكنديون آنذاك بقدراته الذهنية العالية في حل المشكلات بطريقة غير نمطية، وهو من المتعاونين مع المهندسين الجدد بقصد نجاح العمل.

لديه شغف كبير بمجال الاختراع؛ وحياته سلسلة من الاختراعات، فلم أجلس معه يوماً إلا وكانت لديه فكرة لاختراع جديد، أفكاره قابلة للتطبيق وآثارها مباشرة وإيجابية بكل من المزارع والصناعي والمجتمع ككل».

يذكر أن المهندس "عدي عباس" من مواليد "القطيلبية" التابعة لمنطقة "جبلة" 1973، حائز على الميدالية الذهبية عن مشاركته في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" لعام 2011 و2013، كما حصل مؤخراً على شهادة تقدير في ختام المعرض "البيئي الثالث" عام 2015 عن اختراعاته بمجال البيئة. وإلى جانب اهتمامه بمجال الاختراع فهو من محبي البحر؛ حيث يمارس رياضة "الغطس" إضافة إلى "اليوغا".