"كوكب مكنّا"؛ سيّدةٌ سوريّةٌ وضعتْ نفسَها ككلّ سوريّ في خدمةِ بلدها الحبيب، فجاءت مساهماتها الخيريّة عفويّة، لتدخلَ الفرحةَ والسّعادةَ إلى قلوبِ الكثيرين.

مدوّنة وطن "eSyria" التقتها في منزلها بقرية "العيدية" بتاريخ 7 تشرين الثاني 2014، للحديث عن عملها التّطوّعي، حيث ابتدأت حديثها بالقول: «كمواطنةٍ سوريّةٍ يبدأ دوري بحبّ هذا الوطن وناسِه، وقد كنتُ أعتقدُ أنّ ما يمرّ ببلدنا من ظروف هي عابرة كالخيالِ، لا يمكن أن تستمرّ طويلاً. وكنتُ دائماً أنتظر أن أستيقظَ ذاتَ صباحٍ، لأجدَ غيومَ الحزنِ قد تفرّقتْ، وعادتْ سماءُ "سورية" صافيةً، كصفائها السّابق».

كمواطنةٍ سوريّةٍ يبدأ دوري بحبّ هذا الوطن وناسِه، وقد كنتُ أعتقدُ أنّ ما يمرّ ببلدنا من ظروف هي عابرة كالخيالِ، لا يمكن أن تستمرّ طويلاً. وكنتُ دائماً أنتظر أن أستيقظَ ذاتَ صباحٍ، لأجدَ غيومَ الحزنِ قد تفرّقتْ، وعادتْ سماءُ "سورية" صافيةً، كصفائها السّابق

وتضيف: «عندما بدأ بعضُ الشّباب من أبناء جيشنا، إلغاء حجوزاتِ أعراسهم، وبعضهم يؤجّلها حزنتُ كثيراً. وبصفتي أملكُ معرضاً للعرائس، شعرتُ بأنّ من واجبي أن أقومَ بأيّ عملٍ يثبتُ انتمائي لبلدي، فقدّمتُ الكثيرَ من بدلاتِ الأعراس، مجّاناً لأبناء الجيش، وقمتُ بطهو الطّعامِ، وإرساله إلى أماكنِ تواجدِ الجنود، حيث تجاوزتُ مُحافظتي، ليشملَ العملُ الكثيرَ من تراب الوطن الحبيب. ومع افتتاحِ المدارسِ قدّمت بدلاتٍ مدرسيّةً، وجميعَ مُستلزماتِ الدّراسة لأبناء الشّهداء، ولم أكتفِ بهذا بل كنتُ أزور الجرحى، وأقدّم لهم المعونات المادّيّة والمعنويّة، وقد اضطّرني هذا العملُ التّطوّعيّ الشّاملُ إلى بيع سيّارتي وأساوري وأحد معارضي للأعراس».

لم تكتفِ بما قامتْ به، حيثُ تابعتْ نشاطَها بالمشاركة بثلاثةِ أعراسٍ جماعيّة. وعن ذلك تحدّثتْ: «وضعتُ إعلاناً على محطّة "أمواج" لتقديم بدلةِ عرسٍ مجانيّة، لكلّ عريسٍ في الجيش، شرطَ ارتداء العلم عند بداية الزّفاف. وبعدَ ذلك تلقّيتُ مجموعةً من الاتّصالات من بعض الشّباب الرّاغبين بذلك، حيثُ تمّ أوّل عرسٍ بمشاركةِ السّيّدة "عبير عادل باشي" في 10 آب 2013، وشهد هذا العرس 14 حالة زفافٍ. وشهد ثاني عرس 8 حالات زفاف بمشاركةِ "سيّدات الخير" في 7 تشرين الأوّل 2014، وتمّ العرس الثالث في 15 تشرين الأوّل 2014، في "طرطوس" بمشاركةِ "جمعيّة الوفا"، حيث شهد 35 حالةَ زفافٍ من 6 محافظاتٍ: "اللاذقيّة، طرطوس، حلب، حماة، إدلب، دير الزّور"».

وقد ختمتْ حديثها بالقول: «لم يقتصرْ عملي التّطوّعي على بدلات الأعراسِ، وإنّما تحوّلَ لسلوكٍ اجتماعيّ، حيث لا يزال مقرّ عملي في "جبلة" مكاناً، ألتقي فيه أهل الحاجةِ، لتقديم كلّ ما يمكنني فعله، كأمٍّ عاشقةٍ لأبناء الوطن، حيث يكفيني شكرُ النّاس، وسعادتهم، كثناءٍ وتقديرٍ على مُجمل مُساهماتي».

"سعدو اللّولو" المعروف بـ"أبي الشّهداء الأربعة" من "مصياف - دير الصّليب" مواليد 1942م، قال: «أراها حياةً كاملةً دونِ مالٍ، وهي مُناضلة بقلبها وعقلها وأخلاقها، لكونها متربّيّة في المدرسة السّورية. سمعتُ عن أعمالها الخيريّة كثيراً، فقرّرتُ التّعرّفَ إليها شخصيّاً، حيث زرتها في مقرّ عملها في مدينة "جبلة"، وشعرتُ في حضرتها بقيمةِ البنت الّتي تحترمُ، وتقدّس عظمةَ الأب؛ هكذا تراني أباً مُناضلاً وشجاعاً. وكم أنا سعيدٌ لوجود مثل المرأة السّوريّة "كوكب مكنّا"».

"فاتن بريدي" الموجّهة الموسيقيّة في فرقة "كورال جبلة" قالت: «أتمنّى أن تكونَ في كلِّ قريةٍ ومدينةٍ، امرأةٌ بقيمِ ونبلِ السّيدة "كوكب"، لأنّ البلد سيكون عندها بألفِ خيرٍ. ومن النّادر أن تتركَ مناسبةً وطنيّةً أو حفلَ تكريمٍ للشّهداء أو الجرحى، دون أن يكون لها دورٌ فيه، وكم كانت سعادتنا بالغةً كفرقةٍ موسيقيّة، عندما فاجأتنا بـ"قالب كاتو" أثناء إقامتنا لحفلٍ موسيقيّ في المركز الثقافيّ بـ"جبلة"».

يُذكر أنّ السّيّدة "كوكب مكنّا" من مواليد "جبلة، بيت ياشوط".