اللغات شغفه، فتحت له أبواب الحياة على التعليم والترجمة والتأليف والإعلام، إنه الإعلامي "عدنان محمد" متذوق الفن والرسام والعازف الهاوي، والشاعر الحساس.

مدونة وطن "eSyria" التقت الإعلامي "محمد" في مكان عمله بتاريخ 20 آب 2014، للحديث عن بدايات طريق نجاحه الطويل، فقال: «أنا من مدينة "اللاذقية"، ترعرعت في "دمشق" بحكم عمل والدي الذي كان يعمل في الجيش، في المرحلة الإعدادية عدت إلى مدينتي "اللاذقية"؛ وكان لي آنذاك ميول للأدب والشعر والرسم والموسيقا، أي كل ما ينطوي تحت عنوان "فن"، إضافة إلى شغفي بتعلم اللغة الفرنسية التي كان لها الأثر الأكبر في مسيرة حياتي المهنية، في المرحلة الجامعية تبلورت هواياتي فعزفت على عدة آلات موسيقية "كالعود" و"الكمان"، لم أتعلم العزف بطريقة أكاديمية؛ بل كان اجتهاداً شخصياً نابعاً من حبي للموسيقا الشرقية التي تتمتع بسحرها الخاص ومداها الواسع، أما بالنسبة للرسم لي محاولات في رسم الطبيعة الصامتة، والرسم بالفحم وغيرها، كتبت خمسة دواوين شعر لم أقم بطباعتها ونشرها إيماناً مني بأن الفن تسقط عنه صفته الفنية إذا ما أصبح مأجوراً، لكن شاركت في عدة أمسيات شعرية في الجامعة، أما بالنسبة لشغفي الأكبر، فقد تابعت دراستي ودخلت الأدب الفرنسي إلى أن تخرجت، وبدأت حياتي المهنية من هنا».

إنسان متواضع، يحترم الجميع ويلاحق حقوق موظفيه، محب لعمله، يتبنى الأفكار ويحب الإبداع، كما يعطي الفرص لمن يستحقها، ويطمح دائماً للأفضل

وعن تعلقه الكبير باللغة، الذي قاده لتعلم لغات عديدة وكان السبب الرئيسي في نجاحه، حدثنا قائلاً: «بدأ حبي للغة الفرنسية في المرحلة الإعدادية، وكان السبب وراء ذلك معلمة اللغة الفرنسية التي اختارت لنا اللغة الفرنسية رغماً عنا، واعدة إيانا بالنجاح فيها وحبنا لتعلمها، وبالفعل جعلتني بأسلوبها هذا أدرس اللغة بطريقة محببة ومبدعة، أدخلتني من خلالها عوالم اللغة، فأكملت دراستي حتى نلت إجازة في أدب اللغة الفرنسية، كما تعلمت اللغة الإنكليزية وغدوت أتحدثها بطلاقة، من ثم تم إرسالي من قبل جهة حكومية لتعلم اللغة العبرية وأتقنتها بدقة، وما زلت حتى الآن أتعلم لغات أخرى، فلغاتي الثلاث لا تكفيني؛ وفي كل يوم أتعلم لغة جديدة كي أغني بها رصيدي اللغوي ومفرداتي الكثيرة التي أفادتني فيما بعد في مجالات عملي المختلفة من تعليم وتأليف وترجمة وإعلام».

المذيع ضياء ألتاي القاسم

عمل السيد "عدنان محمد" منذ تخرجه وحتى يومنا هذا في العديد من الأعمال ذات الصلة المباشرة بتخصصه في اللغات الأجنبية، وعن هذا حدثنا: «عملت في بداياتي مترجماً ومن ثم كبيراً للمترجمين باللغتين الفرنسية والعبرية، بعد ذلك درّست مادة الترجمة الطبية باللغة الفرنسية لطلاب كلية "الطب" في جامعة "دمشق"، وكنت مدرّساً لقواعد اللغة والنحو والترجمة باللغة العبرية في المعهد العالي للغات، وهنالك مؤلف مسجل بصوتي مازال يدرّس حتى الآن؛ كما عملت في مجال التعليم الخاص لبعض المعاهد الخاصة للغة، وصار لي اسم في هذا المجال حتى أصبحت مديراً لأحد المعاهد مدة 7 أعوام، بعد ذلك دخلت مجال الإعلام كمترجم للغة العبرية، فوجدت أن هذه اللغة تحتاج إلى دعائم أقوى مما هي عليه في الإعلام، فافتتحت صفوف تقوية في اللغة العبرية لمن يعملون في هذا المجال، وهكذا قمت بهيكلة اللغة وأتيحت لي الفرصة كي أنتقل من وزارة إلى أخرى، حتى وصلت إلى وزارة الإعلام ونقلت إليها بشكل رسمي، ومع خبرتي وقدمي الوظيفي أصبحت مديراً للإذاعات العربية والأجنبية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وما زلت حتى الآن، مع هذا بقيت قريباً من الميكروفون، حيث أترجم الأخبار ولي برامج إذاعية وتمثيلية باللغة العبرية اسمها "حديث الناس" من تأليفي، تحاكي المجتمع الإسرائيلي وتلقي الضوء على مشكلات هذا المجتمع وفساد مؤسساته، وما يشجعنا على المضي قدماً في هذه الأعمال أن إذاعتنا متابعة في جميع الدول الغربية التي يصل بثنا إليها؛ وبشكل لافت جداً، وتؤكد لنا ذلك التعليقات والرسائل التي تصلنا من الناس، والتي تحثنا على تطوير ما وصلنا إليه، لنحوز ثقة أكبر عدد ممكن من المستمعين حول العالم».

"ضيا ألتاي القاسم" مذيع في التلفزيون السوري؛ تحدث لنا عن السيد "عدنان محمد" وعلاقته بمحيط عمله قائلاً: «السيد "عدنان" ليس كغيره من المديرين، فهو يتابع عمله بيده لا من خلف مكتبه، دقيق في مواعيده، يتابع أدق تفاصيل الموظفين ويساعدهم في حل مشكلاتهم بشكل مباشر».

المذيع مكسيم قاجو

كما حدثنا الإعلامي "مكسيم قاجو" عن السيد "عدنان" فقال: «إنسان متواضع، يحترم الجميع ويلاحق حقوق موظفيه، محب لعمله، يتبنى الأفكار ويحب الإبداع، كما يعطي الفرص لمن يستحقها، ويطمح دائماً للأفضل».

من الجدير بالذكر أن للسيد "عدنان" مؤلفات عدة منها: "أصول الترجمة"، "قواعد التخاطب اللا سلكي عند العدو"، "نحو وصرف قواعد اللغة العبرية"، "أسس تعليم اللغة العبرية" ويدرّس في جامعة دمشق. إضافة للمؤلفات، قام بترجمة أكثر من خمسين كتاباً من اللغتين العبرية والفرنسية إلى العربية، وحالياً هو يكتب ديوان شعر رباعيات، وهو عبارة عن مقطوعات شعرية، كل منها مؤلف من أربعة أبيات، فيقول في إحداها:

قانون العشق بفلسفتي.... لا أرضى فيه مناقشتي

قانون يرقى بشعوري.... بل يحيي دوماً قافيتي

ما كان العشق تفاهات.... العشق عظيم سيدتي

عانقتك بالجسم ولكن.... للروح أساس معانقتي.