فنان مبدع، طرق الفن بكل أبوابه، فتعلم العزف على عدة آلات وأبدع في ذلك، وعمل في مجال التأليف والتلحين والغناء، وهو مدرس للخط والرسم والموسيقا، إضافة إلى كونه أحد مؤسسي فرقة "صدى شرقي".

لمعرفة المزيد عن الفنان "عقبة جمعة" التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 23 أيار 2013، فحدثنا عن بداياته في عالم الموسيقا قائلاً: «عشقت الفن مذ كنت صغيراً، فقد طلب والدي من صديقه صناعة آلة العود لأخي، فاعتدت وجودها في المنزل، وابتدأت محاولاتي الخجولة في العزف عليها، فكنت أمسكها وأحاول إخراج نغمات ذات معنى منها رغم أنها كانت تفوقني حجماً، وعندما لاحظ والدي رغبتي تلك سجلني وأخي في معهد موسيقي ليصقل لنا موهبتنا محققاً من خلالنا حلمه بالعزف على هذه الآلة العظيمة».

علّمت "عقبة" العزف في بداياته، ووجدت فيه الطالب المجد المحب للموسيقا، فالموسيقا تعطيك بقدر ما تعطيها، والاجتهاد من أهم خطوات النجاح وهو السبب الذي جعل "عقبة" مبدعاً

وتابع: «تعلمت مبادئ الموسيقا بعمر تسع سنوات على آلة "الأورغ"، ولكن واجهتني العديد من الصعوبات كصعوبة فصل الحواس بين اليد اليمنى واليسرى، وسُحرت بآلة "الكمان"، فطلبت العزف عليها، وفي تلك الأثناء تعلمت المبادئ الأولية "للعود" وتابعت بجهد شخصي تدريباتي، وكنت أشارك في الأمسيات التي يقيمها أستاذي في المعهد وتعلمت من خلالها العزف على الآلات الإيقاعية ومنها: "الطبلة"، "الرق"، "الكاتم"، "البنغوز"، وفي عمر الثانية عشرة حصلت على آلتي التي أعشق "الكمان"».

مع طلابه

وعن موهبته في الغناء أسهب "عقبة" شارحاً: «بدأت الغناء بعمر عشر سنوات واكتشف أستاذي "رشيد صباغ" حبي للغناء وأدائي السليم برفقة الموسيقا، وإحساسي العالي على خشبة المسرح الذي يميزني عن الكثيرين، فرشحني للمشاركة في مهرجان "شبيبي"، وانضممت بعدها إلى "كورال المعهد"، وغنيت في العديد من المهرجانات والحفلات التي يقيمها معهدي "جمعية العمل الثقافي"».

وفي مجال التأليف والتلحين تحدث "جمعة" مضيفاً: «بدأت موهبة التأليف والتلحين لدي في الرابعة عشرة من عمري، عندما شاركت في مسابقة "أمواج مسار" بتأليف وتلحين مقطع موسيقي بفكرة الشباب والمستقبل، وكتبت أغنية "هيدي سورية" وعملت مع أخي "قتيبة" على تلحينها، وحصدت أصداء طيبة أدخلت السعادة إلى قلبي لأنها أولى تجاربي الحقيقية في كتابة كلمات معبرة ومغناة، ثم ألفت نشيد فرقتنا، وتتالت الأعمال بعدها فكتبت أغنية للشبيبة أُديت على خشبة المركز الثقافي، ولَحنت نشيد "المقاومة السورية الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون"، وأُديت من قبل شباب وصبايا الفرقة، وعرضت على شاشات الفضائيات السورية الخاصة، ثم شاركت في تلحين أغنيتين وطنيتين لحزب "شباب سورية"، وغناهما الفنان "فادي شريقي"».

مع فرقة صدى شرقي

وعن تأسيس فرقته الموسيقية أسهب شارحاً: «شكلنا فرقة من أصدقائنا ومعارفنا تضم حشداً من شباب وشابات موهوبين، وأطلقنا عليها اسم "صدى شرقي الحب بيجمعنا" وابتدأت فيها نشاطاتنا، وكان أول ظهور لنا كفرقة في جامعة "تشرين" بحفل لمجموعة "بكرا أحلى" ومنها سطع اسم الفرقة، ثم شاركنا في فعاليات الجامعة، وحفلات تكريم أسر الشهداء مع طفلة غنت للوطن وللشهيد، وشاركنا بعدة حفلات في المركز الثقافي جعلت اسم لفرقة قوياً، وكان آخرها احتفالاً بالذكرى الرابعة والستين لعيد الطالب العربي السوري، وحازت أصداء باهرة من القيّمين والحضور».

"عقبة جمعة" مدرس للخط والرسم والعزف، تحدث عن تجربته في التدريس مضيفاً: «بدأت التدريس عندما خصصت غرفة خارج المنزل، فعملت على استثمارها فنياً في تعليم مبادئ الموسيقا والخط والرسم، ثم بدأت أعلم عزف "الكمان" في معهد "دار الأوركسترا"، وأدرب في النادي الموسيقي الجامعي، وأنا أسعى إلى تعليم طلابي حب الفن بالدرجة الأولى وعشق الآلة والإحساس بها، وأعمل على تشجيعهم بشكل دائم وأحاول إخراج الفنان الموهوب من كل طالب».

بعض التكريمات

وعن المشاركات والتكريمات التي حصل عليها "جمعة" تحدث قائلاً: «شاركت في عمر عشر سنوات بمهرجان الشبيبة بمدينة "مصياف"، وكانت تلك أول مشاركة لي بالغناء على المسرح، وشاركت في جميع الحفلات التي كان يقيمها أستاذي في المركز الثقافي بالعزف على "كمان"، أو "إيقاع"، أو "كورال"، أو "عود"، وفي الثالثة عشرة من عمري شاركت في مهرجان "حماة" وعزفت على آلة "البنغوز"، وحصلت على جائزة على مستوى المحافظات وعلى درع من وزارة التربية مديرية - المسرح المدرسي والمناشط من مهرجان الفنون المركزي الثاني والثلاثين، وكانت فرحتي لا توصف عندما تسلمت الدرع من الوزير شخصياً، وفي الثامنة عشرة تسلمت جائزة من "أمواج مسار" في مسابقة تأليف وتلحين مقطع موسيقي بفكرة الشباب والمستقبل وحصلنا على المركز الثاني، إضافة إلى مشاركتي في معسكر للأنشطة والفنون التابع لاتحاد شبيبة الثورة».

وعن الصعوبات التي يواجهها بالفن أضاف: «هناك ضعف في التغطية الإعلامية التي تعمل على تسليط الضوء على الشباب المبدعين والهواة والرواد في مجال الفن، والأهم من ذلك الغلاء وضعف الدعم المالي، فالفن بحاجة إلى دعم مادي كبير، والفن أصبح في وقتنا هذا عبارة عن فرص ومصالح، وأنا أواجه صعوبة بالتنسيق بين دراستي التي تشكل عائقاً في حال الضغط الفني».

الأستاذ "رشيد صباغ" قال في طالبه: «علّمت "عقبة" العزف في بداياته، ووجدت فيه الطالب المجد المحب للموسيقا، فالموسيقا تعطيك بقدر ما تعطيها، والاجتهاد من أهم خطوات النجاح وهو السبب الذي جعل "عقبة" مبدعاً».

قطب الفرقة الثاني "قتيبة جمعة" قال في شقيقه: «"عقبة" مبدع في كل المجالات، ولديه قدرة فريدة وانسيابية في العزف على آلته أو باقي الآلات، ويتمتع بأذن موسيقية نقية ونظيفة أعطته القدرة على الـتلحين، فكنا نتشارك في تلحين الأغاني التي يكتبها وأساعده في التوزيع بحكم خبرتي في هذا المجال، وهو دؤوب في عمله فتراه إما يدرس أو يعزف وإما يرسم أو يكتب، لا يعرف الفراغ مكاناً في حياته، وهو من الناس المهووسين بالفن».

أما المطرب "فادي شريقي" فوصفه بقوله: «هو إنسان طموح ويعشق الموسيقا، ويملك إحساساً عالياً بالفن، ويكتب جملاً موسيقية متناسبة ومتناسقة وبطريقة بسيطة يسهل دخولها إلى الناس ودغدغة مشاعرهم، وممزوجة بحلو الكلام، وما ساعده في ذلك أنه مطرب في الفرقة، ومتعاون جداً وحاضر دائماً لإعطاء أي معلومة أو ملاحظة».

يذكر أن، "عقبة جمعة" من مواليد "اللاذقية"، ويدرس الهندسة الزراعية في جامعة تشرين، ويضع اللمسات الأخيرة على أغنية بعنوان "حب بلا أمل" التي ستبصر النور قريباً.