بدأت "سماح الجندي" حياتها مدرسة في مدارس وزارة التربية قبل أن تعمل مع الأمم المتحدة ومن ثم تسافر خارج "سورية" لسنوات وتعود إليها من بوابة العمل التطوعي، وتقود العديد من المبادرات الهامة ذات الفائدة للمجتمع المحلي.

يصفها الفنان "شادي نصير" قائلاً: «إنها رائدة في العمل التطوعي، ونموذج مثالي في التدريب والنهوض بالمبادرات. هي ذات خبرة كبيرة في استنهاض الطاقات وزرع الأمل في نفوس المتدربين، وتعمل على بلورة الفكرة من خلال تبسيط المعلومة وترسيخها في الذهن، ومن خلال الحوارية والتشاركية».

هيئة غير ربحية تضم أكثر من 20000 مربي، وأكثر من مليوني طالب في 130 دولة يتعاونون جميعاً من خلال مشاريع صممت على الشبكة تهدف إلى إتاحة الفرصة لدمج التكنولوجيا بالتعليم من خلال التعلم بواسطة المشاريع

تعتبر "الجندي" "دينامو" الهيئة الدولية للتربية والمصادر في "سورية" (iEARN)، وهي متطوعة كمنسق لعملها في "سورية" منذ سنوات، وتشرح عن الهيئة قائلة: «هيئة غير ربحية تضم أكثر من 20000 مربي، وأكثر من مليوني طالب في 130 دولة يتعاونون جميعاً من خلال مشاريع صممت على الشبكة تهدف إلى إتاحة الفرصة لدمج التكنولوجيا بالتعليم من خلال التعلم بواسطة المشاريع».

عمل طوعي

وقد تحدثت لمدونة وطن "eSyria"، في 5 شباط 2014، عن تجربتها مع (iEARN)، وما أنجزته قائلة: «بدأنا العمل في "سورية" منذ 2003 من خلال دورة تدريبية على مفهوم التعليم بواسطة المشاريع التعليمية تم في نهايتها انتخابي كمنسقة للشبكة في "سورية"، ومن ثم ترأست الوفد السوري في مؤتمرات: (الأردن، مصر، لبنان، وأميركا)، يشارك الفريق باللغتين العربية والإنكليزية في 8 مشاريع تهتم بالشباب وتمكينهم في الأعمال التربوية والبيئية والاجتماعية، وينهي كل مشاركاته بجملة: "تحية طيبة من مهد الأبجدية، اللاذقية"».

وتضيف متحدثة عن المناطق والدول التي وصلت إليها إنجازات الفريق السوري: «العمل مستمر منذ عقد كامل حتى الآن، وأطمح أن يبقى علم "سورية" مرتفعاً على الشبكة المنتشرة في مدارس 40 دولة، وأن تصل جداريات الشباب السوري إلى كل المدارس المشاركة، والآن هناك جدارية في مدرسة "بانتوفيل" في ميسوري في الولايات المتحدة الأميركية، وأخرى في مدرسة "الريان" في الخليل في فلسطين».

أثناء التدريب

المدربة التي أشرفت على تدريب المئات، أوضحت أن المدرب الناجح يجب أن يتمتع بمجموعة من الصفات، وقالت: «المدرب يجب أن يمتلك النزاهة، لا يمكن للمدرب أن يقول ما لا يفعل، ناهيك عن الكاريزما، والرغبة وحب العمل، والخبرة والقدرة على التواصل مع الناس، والتأثير بالقدوة. علينا ألا ننسى الإنصات الفعال، قلة من المدربين يجيدون هذه المهارة، يوحون أنهم ينصتون إليك ولكن سلوكهم يؤكد عكس ذلك! المدرب يعتمد على قاعدة معرفية غنية ومتنوعة ويمتلك قدرة على التطور ويمتلك أدوات التطور، وبالنسبة إلي لا أقتنع بمدرب لا يجيد مهارات البحث الإلكتروني مثلاً. المدرب يستطيع إدارة حوار دون أن يتدخل بمحتواه، فقط يستطيع أن يدير الدفة بدقة ملاحظته وخفة دمه؛ حيث يشعر الجميع بأنهم يتمتعون بالجلسة على أساس "رابح - رابح"».

وتابعت: «بالنسبة إلي التطوع يحقق لي الرضا الداخلي والسعادة بتقديم العون للآخرين، خصوصاً بعد نجاح المبادرات، فالعمل الطوعي يقوم على التعاون بين الأفراد الذين فهموا حاجات مجتمعهم وأحبوه وأخلصوا في محبته، وأيقنوا أن الجهد المتواضع الذي يقدمونه يسهم في دفع عجلة التنمية، وهو ضرورة لمواكبة العصر خصوصاً أن الناشطين في هذا المجال على تماس مباشر مع المشكلة، كما أن الحكومات لم تعد قادرة وحدها على سد حاجات أفرادها، من هنا لم تعد الجمعيات الأهلية ترفيهاً، بل أصبحت حاجة».

سماح الجندي

ثم أضافت: «يجب إدخال المفاهيم النبيلة للعمل الطوعي في ثقافتنا اليومية و بذلك يغيب من شارعنا: "الأعمى طبو، مانك أرحم من ربو"، وهذه مهمة الجميع: (الوالدان، المعلم، الموظف، وقادة الرأي فوق منابرهم، والإعلام في كل قنواته). الآن نحن بأمس الحاجة إلى مبادرة "نشر ثقافة التطوع بين طلاب المدارس"، ودراسة قانون الضرائب حيث تقدم حوافز للشركات الخاصة التي تدعم العمل الطوعي، ووضع قانون يحمي المتطوع ويحفزه على المزيد من العمل المجتمعي، إلى جانب إتاحة الفرص لطلاب الجامعات للعمل الطوعي في المراكز الحكومية والشركات الخاصة».

وتقترح "الجندي" إنشاء مرصد وطني وموقع على شبكة الإنترنت يعنى بالتطوع وشجونه، وترى أن ذلك من شأنه تحويل الطاقة الكامنة إلى طاقة منتجة عن طريق فسح المجال أمام المتطوعين لاستثمار الوقت لبناء المزيد من المهارات، وإشباع الحاجات النفسية (إثبات الذات، الحاجة إلى الانتماء) والاجتماعية.

المدربة "هبة خيربك" قالت عنها: «إنها تتبع أسلوب تدريب فيه متابعة (shadow training)، وبهذه الطريقة تعزز مهارات المتدرب بشكل متواصل ومستمر، تواكب التطورات في مجالها التدريبي، وفي طرائق ونظريات وأساليب التعليم والتعلم (التعلم بواسطة المشاريع PBL)».

أما صديقتها المتدربة "رنيم كنعان"، فتقول: «أكثر ما يميزها هو أسلوبها العملي والتطبيقي، أحب فيها عشقها للعمل الإنساني والتطوعي؛ فهي من الأشخاص الذين يقدمون دون انتظار مقابل، وأشعر بطاقة إيجابية تحيط بها، وبمجرد الالتقاء تكتسبها حتى لو لم تتكلم بأي كلمة».

فيما يقول "يوسف حايك: «حقيقة هي من أهم العاملين في الشأن التطوعي ومن أكثر المبادرين قدرة على العطاء، علاقتها بفرق المبادرات أو بالمتدربين لا تنتهي بانتهاء الجلسة ومسح السبورة أو إغلاق الحاسوب، لأنها تعتمد على التعامل والتدريب المستمر بالقدوة».

يذكر أن "سماح الجندي" أطلقت العديد من المبادرات التطوعية، منها:

مبادرة التعلم بواسطة المشاريع - التعلم التشاركي وكل النشاطات الموازية -

إضافة إلى حملات تنظيف "دمشق"، وحملة إحياء بردى بالتعاون مع جايكا،

حملات الدعم النفسي للأطفال العراقيين، ومن ثم للأطفال اللبنانيين،

وحالياً، هي شريكة في العديد من المشاريع والمبادرات على مستوى محافظة "اللاذقية"، و"سورية"، وأهمها مشروع (iEARN).