منذ طفولته وفي غمار السنين العشر الأولى تميز بحبه وعشقه لكرة القدم ولوحظ اختطافه الملفت لألوان الموسيقى المنفردة،

ولابد أنك ستشعر حين تكون معه أنك أمام عملاق قادم وتمعن النظر في حركاته داخل المربع الأخضر كيف يصنع من أشباه الفرص أهداف مؤكدة.

كل من يشجع حطين اعترف به كلاعب لا يحب التمركز في نقاط ثابتة بل تراه يتنقل ما بين اليمين واليسار وتراك ستشاهده في وسط الملعب أو تراه وكثيرة هي اللحظات التي يركض فيها فرحاً بأهدافه الجميلة.

اللاعب مروان سيدة مهاجم حطين الشاب صاحب 23عام عاش وترعرع في أزقة اللاذقية، أحبها وعزف لها كثيراً على غيتاره الصغير، أذنه الموسيقية تذخر بالإبداع وعيناه كثيراً ما تريك تطلعه الجميل نحو المستقبل الناجح.

elatakia حلت ضيفاً وصديقاً مقرباً من المبدع مروان حيث استقبلنا في الغرفة التي يمضي وقته فيها مع إخوته والتي حولها إلى استوديو موسيقي وإخراجي ضخم بمعدات بسيطة وتقليدية فحاورنا بكلامه الناعم والمهذب وحدثنا بكل سعة صدر على الرغم من رعونة الأسئلة إلا أنه تميز بقوة أعصاب رائعة.

وخلال زيارتنا له راح يرينا الكثير من أعماله وأعمال إخوته المبدعين أيضاً وكيف لا وهم أولاد أب مبدع وأم سهرت كثيراً لتكون هي في كل أمنياتهم.

منذ سن السابعة ومروان يلعب مع حطين حيث بدأ يترعرع بين ساحاته فأحبه ورهن قلبه وعقله له حتى أمسى بعد 10 سنوات وهو لاعب بين رجاله وزاد طموحه ألقاً حين استدعي لمنتخبات الوطن الغالي كذلك لعب في منتخبي الناشئين والشباب طموحه أكبر من أن يصل النجومية من على شرفة ناديه حطين وإنما سعيه الكامن وراء نظراته العميقة في أرض الملعب خلال تدريباته التي يجري أكثرها لوحده أو بصحبة أخيه الأكبر والذي وقف معه منذ نعومة أظافره.

الكلام يطول عن صاحب الرقم 10 في فريق حطين والرجل الأكثر شعبية على الساحة الكروية إلا أن المعاني تبقى رهينة بقدميه في الملعب وبين أصابعه على أوتار الغيتار الصغير.

مروان سيدة شاركنا أمنياته القادمة والتي يرغب فعلاً بتحقيقها على الساحة العملية على الرغم من غموضه التام عن قيمة عقده في حطين واعتراف خجول بأن مرتبه الذي يتقاضاه قد يجاور حدود 30 ألف ليرة سورية ولوهلة تلاحظ مدى حبه الكبير لناديه وخصوصاً حينما سألته عن النادي القادم لمروان فرد علي بعفويةٍ تامة ( لن أترك حطين مهما جرى....)

من ثقافته القليلة والتي بدت أنها أكبر من أن يكون صاحبها لم يحصل على الشهادة الثانوية بسبب ظروف التدريب مع منتخب الشباب وعبر عن ذلك بزفرة حزن واضحة لأنه لم يحصل على الشهادة ومع هذا تراه يجلس متعمداً مع الكبار ليتعلم منهم العلم القديم لحكايا التراث ويلمس من تجاربهم كل مفيد.

الاسم الذي شغل الصحف وسطورها من خلال مهاراته وأخلاقه العالية لم يثني صاحبه من الإقتراب من الشارع وسماع النصائح التي ربما لا يراها هو بل يراها المشاهدون من المدرجات وشاشات التلفزة.

مروان سيدة مفكر كروي من الطراز الثقيل يفهمك لأنه ذكي، يرعب خصمه لأنه مبدع يطمح لأن يلعب في أوروبا من بعد حطين فقط ليقال أن حطين صدّر هذا اللاعب الكبير أمنيته الوحيدة أن يلعب بين نجوم منتخب وطنه ويرفرف بين يديه علمه الغالي.