منذ طفولته حلم يوسف بدران ابن مدينة جبلة بالتميز والتفرد، فكان قلمه الرصاص صديقه المخلص لتجسيد حبه وعشقه للرسم، ليصبح فيما بعد أبرز فناني الزخرفة والفن الإسلامي في سورية.

يتذكر الفنان بدران بداياته قائلاً: لقد كانت مادة العلوم في المرحلة الإبتدائية أكثر المواد التي أحببت، ولهذه المفارقة سبب ففي حينها كان اسمها (الأشياء)، وكانت تعتمد على رسم تفاصيل جسد الإنسان من عضلات وما شابه، لقد كانت بالنسبة لي متعة كبيرة، فالرسم كان هاجسي الأول.

تابع الفنان بدران حياته الفنية يرسم الطبيعة، وكان مهتماً بفكرة إظهار الأبعاد بوضوح، وفي مركز الفنون التشكيلية الذي كان يديره الفنان أدهم إسماعيل تعلق بشغف بفن الزخرفة الإسلامية، ولأنه كان موظفاً في مديرية الأثار والمتاحف في دمشق قدم الكثير من جمال موهبته بترميم بيوتات وقصور دمشقية مع فريق دأب على تدريبه وتعليمه أعمال الزخرفة الهندسية والنباتية، كذلك درب مجموعة من طلاب كلية الفنون الجميلة ولعل أبرز إنجازاته كانت:

من إبداعاته

زخرفة قاعة محاضرات متحف دمشق، وزخرفة العديد من بيوت دمشق القديمة بالفن التراثي الإسلامي منها، بيت والد خالد العظم بسوق ساروجة، إضافة إلى تصميم وتنفيذ جامع العثمان، وسدة حرمة دمشق، وساهم بإنجاز قاعة العرش في حلب، وإعادة زخرفة أسقف قاعة الذهب بمتحف حماه القديم، كذلك تصميم وتنفيذ مدخل متحف حماه الجديد وترميم الجامع المغربي في اللاذقية، وأيضاً نفذ لوحة جدارية في مدرج جامعة تشرين باللاذقية، وأخرى في صالة السيد الرئيس في المدينة الرياضية باللاذقية.

كما قام بتقديم هذا الفن الراقي للجمهور من خلال عدة معارض منها معرض (رؤية جديدة في الزخرفة الهندسية والنباتية في دمشق)، ومعرض باللاذقية تحت اسم (التجريد في الزخرفة الإسلامية)، وفي مدينته جبلة شارك الصيف الماضي بمهرجان جبلة الثقافي برعاية جمعية العاديات فقدم أعمالاً لاقت إعجاب كل من شاهدها.

يتابع الفنان بدران قائلاً: لقد قدمت رؤية مختلفة لفن الزخرفة الإسلامي، ولاقت أعمالي إعجاب كبار الفنانين في سوريا والمهتمين بهذا النوع من الفنون، لكن عتبي الوحيد هو أنني تقاعدت من وظيفتي في مديرية الأثار والمتاحف دون أي كلمة شكر أو تكريم من المديرية أو من وزارة الثقافة مع أنني فخور بكل لمسة إبداع زرعتها في وطني الحبيب، لقد كانت الوعود كثيرة بأن أكون أحد ممثلي فن الزخرفة الإسلامية في معارض خارجية، وللتوضيح لا تهمني الأمور المادية ما يهمني إظهار ما نملك من إبداع لدول أخرى برؤية جديدة، فالفنان إنسان حساس يحتاج لدافع معنوي يغريه على تقديم أجمل و أفضل ما يملك.