رغم أنها باشرت الدراسة في معهد الفنون بعد شهر ونصف من بدء العام الدراسي حصلت على المرتبة الثانية بالامتحان، وفي سنة التخرج حصلت على المرتبة الأولى مع أنها كانت تخضع مع امتحان المعهد إلى امتحان الشهادة الثانوية للمرة الثانية لتدخل قسم اللغة العربية بهدف دمج الآداب الفنية بالآداب الإنسانية.

ريم حيدر ابنة الرابعة والعشرين على أبواب التخرج من اللغة العربية تدرس ساعات الرسم في مدارس اللاذقية، وهي مدربة الأطفال الوحيدة في مركز إبداع وفن، فبعد التحاقها بالعمل سعت لتضع مخزونها العلمي والفني في أيدي الأجيال الصغيرة لتنمي قدراتهم الفطرية، ولتزود المراحل العمرية المتقدمة عنهم بالمعلومات النظرية عن الفنانين وحياتهم وأعمالهم الفنية لخلق الدافع والحافز لدى الطفل ليطلع على فن الرسم ولاستنهاض ما بداخله من قضايا إبداعية وهي بذلك كما ترى يمكن امتصاص طاقة الأطفال الزائدة وتهذيب سلوكهم لأن الرسم بالنسبة للطفل لعباً يجذبه أكثر ويفرغ طاقته به.

وتقول ريم إنها تسعى لتقويم طريقة الرسم لديه وتتركه على راحته وتبقي له مساحة من الحرية ليعبر عن مكنوناته الداخلية دون تدخل مسيطر أو مقحم.

تنتقي ريم حيدر لوحتها من فكرة للتعبير عن حالة داخلية تمر بها وتتماشى بها مع الواقع الذي تعيشه لتتوج بلوحة متكاملة من حيث الفكرة وتناغم الألوان.

الرسم بالرصاص يجذبها وتتمتع به لأن الرصاص يستغرق وقتاً طويلاً من العمل للوصول إلى لوحة متكاملة ولأن الرصاص يحتاج إلى الهدوء والرومانسية.

كما تحب الزخرفة والإعلان حيث تعتمد الأشكال المتناظرة والزخرفات الإسلامية والنباتية التي تتطلب الدقة ويستخدم بها ألوان غواش.. وتحتاج إلى أفكار لتشويق الموضوع فالفكرة أهم من الموضوع ذاته.

لم تلتفت إلى النحت كما الرسم لأن النحت يحتاج القوة البدنية والجسدية لكنها تأثرت بأستاذها الفنان محمد بعجانو لأنه كان يعطي اللوحة النحتية القوة التي تفضي إلى المرونة والدفء وهو من صقل موهبتها التي كان بدائية لتحصل منه على المفاتيح الفنية الأساسية بالنحت التي زودتها بالقدرة للوصول إلى عمل نحتي مليء بالحيوية والتناغم مع الإحساس.

تحب المواضيع المملوءة بالأحاسيس المرهفة بعد أن علمت أحرفها الأولى من أستاذها أحمد جمعة الذي كان ينتقي المواضيع التي تلامس روحها الشفافة فهي تعبر عن هذه الروح من خلال الخطوط الرقيقة وتزيدها عمقاً عند الضرورة.