على امتداد هذا الوطن سقط الشهداء دفاعا عن أرضهم.. عن أهلهم.. عنا.. عن شرف وعزة سورية..

هم شهداؤنا الذين قضوا ظلما وغدرا مدفوعين بغاية واحدة هي الأسمى.. حب الوطن والدفاع عنه.. ترى كيف ننظر إليهم؟.. كيف نعبر عن خلودهم في حياتنا وكم غيروا فيها؟

هم أولادنا أيضا أولاد كل سورية.. دائما أفكر كيف يمكن لأحد أن يقتل آخر؟ وما السبب الذي يبيح لنا إزهاق النفس التي حرم الله قتلها؟ فأنت يا من قتلت أحدهم لماذا قتلته؟ ما الذي يبرر لك فعلتك وتيتيم أطفالهم؟ هل وضعت نفسك مكان عائلاتهم وأمهاتهم وأطفالهم؟ رحمهم الله هم بناة سورية الحقيقيون وهل هناك ما يوازي التضحية بالروح فداء للآخر؟

أسئلة توجهنا بها إلى الشارع اللاذقاني بتاريخ 19/6/2011 والبداية كانت مع السيد "إنطوان الصايغ" الذي يعمل في أعمال تجارية حرة وحدثنا بقوله: «عندما أرى أحد أطفال الشهداء أشعر بغصة كبيرة في داخلي وأشعر بنفسي كأي سوري آخر مسؤولا عنهم فوالدهم قد ضحى بروحه حقا دفاعا عني، هكذا يجب أن نفكر بشكل شخصي لنحاول أن نخلق مجتمعا أفضل يستحقه أولادهم، علينا أن نقف وقفة مع ذاتنا ونتساءل كيف نساعد أهلهم؟ ما الطريقة التي تمنحهم حياة أفضل؟ الإجابة ستكون ذاتية من خلال تحمل كافة مسؤولياتنا أمام المجتمع ومن خلال تعليم أطفالنا القيم والمثل العليا فأطفالنا سيكبرون يوما مع أطفالهم وسيتشاركون المجتمع معهم ولذلك علينا جعله مكانا أفضل باستمرار رحمهم الله».

انطوان الصايغ

السيد "جوني سكيف" تقني كمبيوتر حدثنا بقوله: «هم حقا استشهدوا دفاعا عن أرض الوطن لكن رحيلهم مؤلم جدا.. أضع نفسي دائما مكان أهلهم.. أطفالهم.. ما هو إحساسهم خصوصا أني أرى أمهاتهم على شاشة التلفاز يزغردن ويهللن وكأنهن يحتلفن بعرس ثان لأولادهن، وبأمهات كهؤلاء نتعلم دائما كم أن سورية غالية عظيمة، أعتقد أنني تغيرت كثيرا بعد أن تعرفت إليهم ولو من خلال شاشة التلفزيون أصبحت الآن أكثر حزما ولست مستعدا لتقديم أي تنازل بأي موقف فعبرة رحيلهم واستشهادهم كبيرة لكل من يعتبر».

السيدة "ملكة أحمد" ربة منزل تحدثت بقولها: «هم أولادنا أيضا أولاد كل سورية.. دائما أفكر كيف يمكن لأحد أن يقتل آخر؟ وما السبب الذي يبيح لنا إزهاق النفس التي حرم الله قتلها؟ فأنت يا من قتلت أحدهم لماذا قتلته؟ ما الذي يبرر لك فعلتك وتيتيم أطفالهم؟ هل وضعت نفسك مكان عائلاتهم وأمهاتهم وأطفالهم؟ رحمهم الله هم بناة سورية الحقيقيون وهل هناك ما يوازي التضحية بالروح فداء للآخر؟».

جوني سكيف

الشابة "تماضر إسماعيل" موظفة في مؤسسة مياه "اللاذقية" قالت: «أكثر ما أثر في نفسي أولادهم الصغار وكم يحملون من الوعي رغم صغر أعمارهم هم مؤمنون يدركون معنى حب الوطن ومقتنعون بمصيرهم وقدرهم ولكن بالمقابل ما الذي سنفعله لأطفالهم هل تساءلنا؟ لربما نحن لن نلتقيهم كلهم ولربما المساعدة المادية لن تفي بالغرض فالروح أثمن وأغلى علينا أن نتعلم حب الوطن بالفعل لا بالقول، فقط هم أحبوا وطنهم وأثبتوا حبهم له ونحن بالمقابل علينا أن نكافح الفساد ألا نستسلم أمام الواقع مهما كان يائسا علينا أن نخلق حياة أفضل لأجل سورية أفضل هذا ما يستحقه أولادهم أن يعيشوا في مجتمع محب ومتآخ فهل نملك هذه القدرة على الغفران والبدء من جديد نحو بلد يكبر بنا كما نكبر به؟».

من جنازة الشهيد أكرم معروف