ما جاء في كلمة السيد الرئيس أمام الحكومة لا يختلف عليه إثنان، ممن تهمهم مصلحة البلد و مستقبل أبنائهم، و نحن نتفق جميعا معه حين قال:""هذا الإصلاح إن نجحنا به نحصن الوطن ويجعلنا قادرين على مواجهة الرياح العاتية التي تأتي دولياً أو إقليمياً وأنا امتلك ثقة كبيرة بالشعب السوري في هذا الإطار لأنه شعب يمتلك إرادة.. يمتلك تاريخاً.. يمتلك ديناميكية عالية".

لا بد من تحرير المارد السوري من قيوده، لا بديل لدولة عصرية و حضارية تلبي حاجات و طموحات شعب كان دائما في المقدمة.

نحتاج إلى تغييرات جذرية و سريعة، تعوضنا ما فات من زمن هدرناه في إعادة اختراع دواليب كثيرة، متحججين بحجج لم تعد كافية لتغطية حجم الحاجات التنموية الداخلية.

نعم سيادة الرئيس: نحن على المستوى الداخلي بحاجة من الحكومة لنفس الأداء الذي تقومون به على مستوى السياسة الخارجية.

نحتاج لإعادة الإيمان إلى النفوس ، كما نحتاج لإعادة مفاهيم أساسية إلى الأذهان و الممارسة، مفاهيم كقدسية العمل و الإخلاص للوطن و كرامة المواطن و شرف المهنة و احترام المعلم و الحفاظ على نظافة الشارع و عدم هدر الماء و الكهرباء و قبل كل شيء عدم هدر المواطن و طاقاته و عدم هدر ثروات البلد الطبيعية منها و البشرية.

نحن ببساطة يلزمنا استنهاض قيمة أساسية هي ضمير المسؤول و ضمير المواطن

سيدي الرئيس: نعم يلزمنا استعادة تملك مفاهيم أساسية و استحضارها في ممارسة الدولة و المؤسسات

لا بد من المواطن المناسب في المكان المناسب و خصوصا في مجال اشغال الوظائف العامة و الوظائف الأمنية

نحن بحاجة إلى إعادة الألق لآلية اصطفتها الطبيعة قبل أن يصطفيها الانسان وهي آلية النخب الطبيعي، بمعنى أن البقاء والارتقاء في أجهزة الدولة يجب أن يكون للأفضل، و لمن يستطيع أن يعدّل " جيناته" بما يتناسب مع الخدمة العامة و يحمل المؤهلات المناسبة لأداء هذه الخدمة

تلزمنا مؤسسات تعمل بانسجام و بشفافية وفق قواعد واضحة و معلنة، تخدم سياسات عامة جرى التوافق عليها في حوار وطني صادق منفتح علماني و منتج.

كما تلزمنا وزارات لا يستطيع وزير اختزالها بشخصه و إدارات لا يستطيع مدير اختزالها بشخصه و أحزاب لا تستطيع قياداتها إلا تنفيذ برامجها و سياساتها التي أقرتها مؤسساتها و مؤتمراتها.

تحتاج سورية إلى مدارس متنورة يسعد فيها الطالب و المعلم و يأخذ كل منهما نصيبه من العلم و التعليم ، نحتاج إلى شهادات تعكس مستوى الإبداع و التميزلدى أبنائنا و نستعيض بها عن مدارس تسطح التفكير و تعلم الطالب الببغائية و تعلم المدرس اللامسؤولية.

و لا مفر من تسمية الأمور بأسمائها الحقيقية، فيجب الإستعاضة عن مفهوم الوظيفة بمفهوم العمل و عن الدوام بساعات العمل و عن الراتب بالأجر،

كما لابد من أن يكون الأجر متناسبا مع العمل و أهميته و صعوبة تأديته و أثره على مصالح الناس، بشكل يضمن الكرامة لجميع من يشغل عملاً عاماً و يجعل أجره الشرعي محصّناً له ضد مغريات ومكتسبات غير شرعية، ذكرتموها سيادة الرئيس في كلمتكم.

سيادة الرئيس: نحن بحاجة إلى حرس حدود يقوم فعلا بحراسة حدود الوطن و ضمان أمنه، بحاجة إلى جمارك حقيقية عصرية تقوم على حراسة اقتصاد البلد و ضمان موارده الشرعية و لا تقوم على تقبل رشوات و تهريب أموال و بناء قصور ، و لنقم بإنفاق عشر ما تهدره هذه الأجهزة على رواتبها و لنوفر للدولة و للشعب تسعة الأعشار الباقية و سنكون نحن الرابحون بكل تأكيد.

لا بد من تحويل الأجهزة الى مؤسسات عصرية متنورة تنفذ سياسة الدولة و قيادتها عوضاً عن سياسات خاصة بكل فرد فيها، أجهزة تعتمد على تقصي المعلومة الحقيقية بطرق علمية حديثة و تحليلها بطرق عالية المهنية، تفرز الثمين من الغث، وتستطيع البناء على هذه المعلومة لتحقيق أمن وطني حقيقي.

سيدي الرئيس: في 30 /3/ 2011 خرجت الجماهير السورية بأغلبية واضحة لا يشوبها لبس، خرجت لتقول أنها تثق بكم و أنكم تمثلون طموحها و حاجاتها، و اليوم وضعتم بخطابكم خارطة طريق لنقلة نوعية في تاريخ سورية

اسمحوا لي القول أن ما ذكرتموه يلبي طموحات جماهيرنا في سورية و سيؤدي حتما إلى تحقيق حاجاتها و مطالبها.

و اسمحوا لي القول أن السوريون هم شعب عريق و حضاري، يستحق دولة عصرية تفجر طاقاته و تضعه في مكانه الطبيعي في مقدمة شعوب المنطقة