في رابطة "المحاربين" القدماء، ولعلها بداية مناسبة لتحقيقنا، فهناك اجتمع محاربون قدماء لم ينالوا شرف النضال ضد الفرنسيين، لكن كان لهم نضالات أخرى في حمل السلاح ضد العدو.

العقيد المتقاعد "جميل سليمان"، ومن وحي ذكرياته النضالية يقول لنا عن يوم "الجلاء"وعن كيفية أن نكون مناضلين بحق: «"سورية" لها تاريخ طويل ومشرف ولم تقف يوماً مكتوفة الأيدي أمام أي نوع من أنواع الاستعمار، عيد "الجلاء" سيبقى محفوراً في ذاكرة كل السوريين وليس حكراً على من شهد تلك الأيام العصيبة تحت نير الاحتلال، نحن كضباط حاربنا وحملنا السلاح في حروب /67/، وحرب (تشرين) التحريرية، نحن أبناء الرعيل الأول في حمل السلاح فعلاً، ونعرف تماماً نكهة أو مذاق الإقدام على الموت في سبيل الذود عن الوطن، لذلك تعرف تماماً قيمة ما قدمه رفاقنا في السلاح أيام الاحتلال الفرنسي، وندرك أهمية الدماء التي بذلت في سبيل الوطن لينعم أحفادنا اليوم بهذا القدر من الحرية».

"سورية" لها تاريخ طويل ومشرف ولم تقف يوماً مكتوفة الأيدي أمام أي نوع من أنواع الاستعمار، عيد "الجلاء" سيبقى محفوراً في ذاكرة كل السوريين وليس حكراً على من شهد تلك الأيام العصيبة تحت نير الاحتلال، نحن كضباط حاربنا وحملنا السلاح في حروب /67/، وحرب (تشرين) التحريرية، نحن أبناء الرعيل الأول في حمل السلاح فعلاً، ونعرف تماماً نكهة أو مذاق الإقدام على الموت في سبيل الذود عن الوطن، لذلك تعرف تماماً قيمة ما قدمه رفاقنا في السلاح أيام الاحتلال الفرنسي، وندرك أهمية الدماء التي بذلت في سبيل الوطن لينعم أحفادنا اليوم بهذا القدر من الحرية

حول منهجية الكفاح هذه الأيام برأيه وكيف تتجلى في سلوك الناس يضيف:«الكفاح لم يتوقف بعد الاستقلال أبداً، فالحكومات المتعاقبة اتجهت إلى بناء قاعدة اقتصادية وعلمية دون نسيان التركيز على الفكر القومي العروبي، هذا التفكير الذي كان يتجلى أكثر وضوحاً في نفوس الطبقات المسحوقة والمتعلمة أمثال "زكي الأرسوزي"، النضال اليوم يأخذ أينع صوره بالإقبال على العلم، وهذه الحركة متنامية، ومن أهم مظاهر هذا التنامي، كثرة عدد العلماء والباحثين، بالإضافة لزيادة عدد الجامعات وتفعيل دور التعليم الخاص والجامعات الخاصة، وهذا له الدور الأكبر في النضال والكفاح بالثقافة، خصوصاً في ظل الغزوات الثقافية التي نتعرض لها عبر وسائل الإعلام المسمومة. وهنا أذكر بدور وسائل الإعلام التي تطورت كثيراً، سواء عبر القنوات الفضائية الجديدة وانتشار تقنيات الانترنت، فهذا كله خلق ساحة نضال جديدة لا تكمن في حمل السلاح، بقدر ما تكمن في نشر ثقافة الوعي الفكري والحضاري، وكذلك الأمر بالنسبة للحركة الاقتصادية التي تزدهر يوماً بعد يوم، وخصوصاً أن التطور بات بطرق مدروسة وعلمية، فالمعامل زادت أعدادها، وتنوعت مجالات الاستثمار ضمن الإمكانيات المتاحة. ختام قولي أحب أن أؤكد على العمل على التذكير بمعاني "الجلاء"، فأنا على يقين بأنه إذا كان أفراد أمة لا يعلمون تاريخهم في "المائة" سنة التي مضت, فكيف سيبنون تاريخهم المستقبلي؟».

العقيد المتقاعد"جميل سليمان"

السيد العقيد المتقاعد " حنا سابا قره" أكد كلام زميله السيد "جميل" وأضاف: «عيد "الجلاء" مناسبة وطنية لا تستطيع كلماتنا أن تعطيها حقها، نحن كضباط متقاعدين، كانت لنا أيام عصيبة وحروب مع العدو على خطوط الجبهات، لم نكن نخاف الموت ومازلنا لا نخافه، كانت أرواحنا على كفنا، وضحينا من أجله براحتنا وأمننا ودفء أسرنا ليال طويلة ونحن نذود عنه. النضال مازال مستمراً ولكنه انتقل من حمل السلاح إلى العمل الصادق والفكر النير. وهنا أود أن أذكر بأن كل إنسان يعمل بشرف ويصون كرامة وطنه بالإخلاص في عمله، يعتبر مكافحاً ومضحياً، فاليوم ونحن نعيش فرحة الذكرى يجب ألا ننسى بأن الذين يقدّسون الاستقلال هم في موقع الصراع مع المتسيبين في عملهم والمرتشين في مواقعهم والذين يعرقلون سير خدمة المواطنين والبلد».

بعيداً عن أخوة السلاح، وقريباً ممن يعيشون الواقع الحالي ولم يعرفوا معنى الجبهات القتالية، مع الناس الذين أسعفهم حظهم بالتواجد في وطن حر في زمن يخلو من الاحتلال بمعناه المتعارف».

السيد"فؤاد شقروف"

التقينا بداية السيد "فؤاد شقروف" صاحب محل نظارات طبية، يقول لنا في سياق موضوعنا: «يوم الاستقلال يوم مقدس للجميع، نالت "سورية" فيه حريتها، قد لا نعي تماماً نحن موضوع حمل سلاح ومواجهة عدو، لكن نستشعر بعظمة من قام بذلك ودافع عنا وعن آباءنا. وبرأي النضال اليوم، يكمن في الكفاح من أجل لقمة العيش، حيث الكل هنا يناضل في سبيل تأمين مستقبل أولاده، فأنا مثلاً أعمل منذ شبابي، ومن قبل أن أتزوج، وصعوبة العيش وطرق تأمين الحياة الكريمة، جعلتني أدرك أهمية ما ساعدني فيه والدي وما قدمه لي مخففاً عني عبء تأمين المنزل وتكاليف الزواج، وهذا ما أسعى من أجله اليوم من أجل أبنائي، طبعاً أؤكد هنا على الالتزام بالضوابط الاجتماعية والأخلاقية التي نصون فيها أنفسنا ووطننا، فالنضال في سبيل وطن متحرر أكثر ينطلق من ذات كل منا».

السيد "منير محمد" موظف منذ إحدى عشر عاماً، يقول:«حتى نلنا استقلال بلادنا هذه ضحى الكثيرون من الوطنيين بأنفسهم وبحياتهم وبأرواحهم ودمائهم, حتى نعيش نحن أبناء هذا الجيل, ضحوا بأنفسهم كرمى لعيون هذه الأرض التي دنسها المستعمر وتقاسمها الغرباء، اليوم يجب تعميق مفهوم عيد "الجلاء" أكثر في نفوس أبناء اليوم، فانا أرى صراحة بعض التقصير وتقلص الإحساس الوطني عند أبناء هذا الجيل الساعي إلى الغربة والتشبه بالغرب، بالنسبة لي أحاول أن أحتفل بهذا العيد ولو على مستوى العائلة والأهل، وبدأت بإرسال عبارات التهنئة عبر البريد الالكتروني أو الرسائل القصيرة، وأدعو لتطوير الاحتفال بهذا اليوم على نطاق كل العائلات وبين الناس، وتعويد أطفالنا على احترام هذا العيد والاحتفال فيه، عبر زيارة المعالم التي ترتبط بهذه المناسبة مثلاً، أو تبادل التهاني والتبريكات في "الجلاء"، عيد أعياد السوريين».

العقيد المتقاعد"حنا سابا"