على منصة من منصات التواصل الاجتماعي، تجمّع عددٌ من محبي النباتات وعشاق البيئة الخضراء ليجعلوا لهذا الجانب الجميل في حياتنا فسحةً يتبادلون فيها أهم نصائح الزراعة، والعناية بالنبات، وطرح المشكلات وإيجاد حلول أكاديمية لها، فولدت مجموعة "ازرع.. اسق ..حب الأرض".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت وبتاريخ 5 آب 2020 مع مؤسسة المجموعة "علا طه" المقيمة في "اللاذقية" لتحدثنا حولها بالقول: «كل فكرة تبدأ من حاجة الفرد أو المجتمع لشيء ما، فأنا أحب كما يقال "العرق الأخضر في المنزل"، واهتم بالنباتات منذ الصغر، والعمل المجتمعي أيضاً نال جزءاً من حبي للنبات فقدمت - كمتطوعة - خلال تكريم في فعالية لـ"يوم المرأة" شتلات من القرنفل، وكانت تجربة ناجحة ولها وقع لطيف، ثم بحثت على منصة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن أجوبة لاستفساراتي في العناية بالنبات فلم أجد مرادي، نتائج البحث إما تكون علمية بحتة، أو لمجموعات عربية غير سورية، أو معلومات ناقصة.

تقع الأزمات على عاتق الفئة الشابة، لذا أؤمن أنه كلما اشتدّت علينا الظروف، يجب أن نتمسك بالحياة أكثر، وأعدُّ هذا المشروع فكرة يعتمد نجاحها على جميع الأفراد فيها، من المسؤول للمتطوع للمتابع، لذا بنهاية كل شهر أقوم بتقييم ما تم إنجازه، وأضع أهداف الشهر الذي يليه

من هنا، والأهم بعد أربع سنوات خبرة في العمل المجتمعي والتنموي انطلقت بمشروع "ازرع، اسقِ، حبّ الأرض"، وتزامن المشروع مع فترة الحجر المنزلي وجائحة "كورونا"، التي ألزمت سكان الأرض البقاء في بيوتهم، وأعطت البيئة قسطاً من الراحة، ومع بداية الجائحة وحاجتنا الماسّة لتقوية مناعتنا والتصالح مع الطبيعة، أصبح هدفي الأساسي، وواجبي تجاه المجتمع، تعزيز ثقافة زراعة، رعاية، وحبّ ما نزرعه، وبدأت باستقطاب فريق أكاديمي، وذلك لأهمية الهندسة الزراعية في هذا المجال، كما تطوع أشخاص لديهم خبرة في هذا المجال، ومهمتي التنسيق والعلاقات العامة والتحرير والتدوين كوني أعمل في المجال الصحفي ويمكنني تقديم محتوى منسق للمتابعين والمهتمين».

"علا طه"

وتابعت بالقول: «كنت أعتقد أن ربّات المنزل سيكنّ الفئة الأكثر تفاعلاً، لكن تفاجأت بأن هناك شباباً لديهم مشتل مصغّر في فناء أو نوافذ بيوتهم، كان وما زال التفاعل إيجابياً لدرجة أني تغاضيت عن تعزيز عدد أعضاء المجموعة الذي وصل إلى ثلاثة آلاف، مع تفاعل يصل أحياناً حسب بيانات الـ"فيس بوك" إلى 300%.

المنشورات في المجموعة تقسم إلى ثلاثة أقسام، عرض النباتات والمزروعات الخاصة بكل عضو في المجموعة كنوع من الاهتمام، واستفسار الأعضاء عن نباتاتهم، العناية والعلاج والسماد، وهنا يأتي دور الفريق التطوعي بالإجابة عن كل التفاصيل التي يحتاجها السائل، والقسم الثالث هو المقالات العلمية، لذا توجهت بلغة مبسطة للمتابعين، بطرح محتوى علمي وبسيط، لأنه لا بدّ من توثيق محتوى أكاديمي، حقيقي، ومفهوم حول النباتات، ونبدأ بالتحضير للمقال بطرح سؤال على الفريق التطوعي كمثال التربة، تأتي الأجوبة حسب علمهم وخبرتهم في التعليقات، أجمع المحتوى وأقوم بتحريره، ثم أرفق صورة مناسبة مع شعار مشروع "ازرع.." الذي تطوع المصمم والمصور الصحفي "معتز موعد" بتصميمه، ثم ننشر المقال في موقع عصري متنوع رحب بما ندونه اسمه "سكلوز"».

شعار المجموعة

وأكملت: «تقع الأزمات على عاتق الفئة الشابة، لذا أؤمن أنه كلما اشتدّت علينا الظروف، يجب أن نتمسك بالحياة أكثر، وأعدُّ هذا المشروع فكرة يعتمد نجاحها على جميع الأفراد فيها، من المسؤول للمتطوع للمتابع، لذا بنهاية كل شهر أقوم بتقييم ما تم إنجازه، وأضع أهداف الشهر الذي يليه».

المهندسة الزراعية "منار هيفا" تقول حول المجموعة: «هي الأولى من نوعها في "سورية" من حيث الاهتمام بالنباتات والنقاش حول حياتها والعناية بها، وتكمن جمالية فكرتها في أن الكثير من الأشخاص لديهم نبات مفضل يزرعونه في بيوتهم لكنهم يصادفون بعض المشكلات حوله، كاصفراره أو عدم نموه وغيرها، فيقومون بطرح المشكلة على المجموعة ويجدون حلها من قبل مختصين في التعليقات».

من منشورات المجموعة

"نيرمين النقولا" أيضاً مهندسة زراعية، أبدت رأيها بالمجموعة فقالت: «لا تقتصر فكرة المجموعة على تقديم المساعدة لمن يهتم بنبات الزينة، بل أيضاً النباتات والمزروعات المنتجة، التي سنحصل من خلال الاهتمام بها على طعام صحي وتحقيق اكتفاء ذاتي من بعض الخضراوات والفاكهة، كما أن منشورات المهتمين التي تحتوي على جمال النباتات وطبيعتها ستحفز الأشخاص الذين يهتمون بشكل ثانوي بعالم النبات، بالاهتمام بشكل أكبر وزيادة رقعة البيئة الخضراء في عالمنا».