بهدف تحدي الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، وازدياد حاجة المرضى للدواء والطبابة، أطلقت مجموعةٌ من الأصدقاء مبادرة "حبة دوا" لتأمين الأدوية من خلال التبرع بها من أشخاصٍ وجهاتٍ مختلفة، وخلق قناة تواصل بين المتبرع وطالب الدواء، ما يعزز الشعور بالمسؤولية ومساعدة الآخر.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 5 تموز 2020 مع رجل الأعمال "أحمد برو" رئيس مبادرة "حبة دوا"، والرئيس الفخري لجمعية أمراض سرطان الثدي في "اللاذقية"، الذي تحدث عن المبادرة قائلاً: «ولدت هذه المبادرة في كنف الحالة المعيشية الحالية المكتظة بحاجة الناس للدواء والطبابة، فهي عمل جماعي تبلور نتيجة نقاش بيني وبين عائلتي، بالإضافة لمجموعة من الأطباء والمختصين أمثال الدكتور "فايز وصفي شحرور" الذي أحببت اندفاعه للفكرة ومحبته لها، وكذلك مصمم مواقع التواصل الاجتماعي "أحمد المعمار"، والشاب "نوار غانم"، حيث أسسنا للفكرة، ورتبنا قواعد المبادرة كالتأكد من صلاحية الأدوية، وجودتها، وبدأنا بإطلاقها بمساعدة وتفاعل الكثير من الناس».

تطورت الفكرة إلى عمل مؤسساتي أوسع كمبادرة بنك "بيمو" من خلال الصديق "مازن إسبر" الذي اقترح علينا مبادرة توصيل الدواء لأكبر عدد ممكن من الناس، وقمنا بتزويده ببعض قوائم المحتاجين من قبل "الجمعية السورية الخيرية لأورام الثدي"، ومن خلال مبادرة "حبة دوا"، استطاعوا تأمين الأدوية لعدد كبير من الناس المحتاجين الذين تواصلوا معهم، وتم توصيل الأدوية لهم بكل رقي

وعن آلية "حبة دوا" قال: «في ظل الظروف التي نمر بها علينا التخلي عن عادة الاكتناز القهري لعديد من المستلزمات الفائضة لدينا، وأهمها الأدوية، لحاجة الكثير من الناس لها، خاصة في الوضع الراهن وأزمة "كورونا" وغيرها من الأزمات، وعجز البعض عن إرسال الأدوية التي اعتادوا إرسالها لأهلهم، فكنا أمام ظروف جعلتنا نتساعد مع بعضنا، وهكذا أصبحنا مجموعة تدير هذه المبادرة.

أحمد برو

ساهم بعض الأطباء في المبادرة من خلال تحديد صلاحية الأدوية ودواعي استخدامها وترتيب أنواعها، وبعد فلترتها من قبل الأطباء المتخصصين نقوم بوضع قائمة هذه الأدوية باسم صفحة المبادرة للتحفظ على أسماء الأشخاص المرسلين، وعندما يطلب أي شخص من الصفحة دواء معيناً نقوم بوصل الطرفين مع بعضهما عن طريق الصفحة وليس عن طريق الاتصال الشخصي مع الأفراد؛ أي يتم إرسال الأدوية بين الأشخاص أنفسهم».

كان التفاعل الإيجابي مع المبادرة هو السمة البارزة، وهنا تحدث "أحمد برو" قائلاً: «تعاون المواطنون بجميع القطاعات معنا، وخاصة القطاع الطبي وقطاع الصيادلة، بالإضافة لمستودعات الأدوية، وتوسع الموضوع كثيراً، ولم ينحصر بأفراد معينين، وهكذا انتقلت العدوى الإيجابية الجميلة بين شرائح عديدة متنوعة في المجتمع شملت أيضاً تبرع إحدى الفتيات بنظارات طبية ليست بحاجتها، وتبعتها أختها فيما بعد بالمبادرة اللطيفة نفسها، وهناك من تبرع بجرعة لمريض سرطان، فقد أثبتت المبادرة وجود شرائح واعية مدركة للأزمة الصعبة التي نمر بها، ومن هذا المنطلق توصلنا لفكرة إعادة تدوير الأدوية، وتوسعت المبادرة أكثر، ووصلت للأجهزة الطبية، حيث تبرع أحد الأفراد بجهاز فحص السكر لفرد آخر طلبه».

د. صفوان عابدين

وتابع: «تطورت الفكرة إلى عمل مؤسساتي أوسع كمبادرة بنك "بيمو" من خلال الصديق "مازن إسبر" الذي اقترح علينا مبادرة توصيل الدواء لأكبر عدد ممكن من الناس، وقمنا بتزويده ببعض قوائم المحتاجين من قبل "الجمعية السورية الخيرية لأورام الثدي"، ومن خلال مبادرة "حبة دوا"، استطاعوا تأمين الأدوية لعدد كبير من الناس المحتاجين الذين تواصلوا معهم، وتم توصيل الأدوية لهم بكل رقي».

رئيس مجلس إدارة "الجمعية السورية الخيرية لأورام الثدي" الدكتور "صفوان عابدين" قال: «مبادرة فعالة بمجال تبادل الدواء بين شخصين الأول محتاج للدواء والآخر متبرع به، حيث يتم تبادل هذه الأدوية على وسائل التواصل الاجتماعي، وحققت نجاحاً لافتاً، ووصلت لمحتاجيها؛ وهي أدوية هامة.

وكوني رئيس مجلس إدارة "الجمعية السورية الخيرية لأورام الثدي" أعرف الكثيرات ممن شفين ولم يعدن بحاجة الدواء، حيث قمنَ بالتبرع به وهي أدوية غالية الثمن، وأصبحت بمتناول المحتاجين من خلال المبادرة، كما شهدت المبادرة تبرعات فردية من أطباء وأشخاص عاديين، والأدوية كلها بصلاحية ولا نتعامل مع الأدوية النفسية والمخدرة».

يذكر أنّ مبادرة "حبة دوا" بدأت منذ ثلاثة أشهر ومستمرة حتى الآن.