تمتاز قرية "بطموش" في ريف "جبلة" بحفاظها على التكافل الاجتماعي والعلاقة الودية بين أهلها الذين ينعمون بدفء محبتهم لبعضهم بعضاً، ويتسلحون بالمحبة لمواجهة الظروف الجوية القاسية للقرية.

التكافل الاجتماعي لم يكن وليد اليوم بحسب ما يقول المختار "محمد يوسف" لمدونة وطن، بل هو طقس موروث عن الآباء والأجداد، ويعود إلى تاريخ نشوء القرية، التي ما كان أهلها ليقدرون على الصمود فيها لولا هذا التكافل بحسب تعبير "المختار".

على سبيل المثال في صباح عيد الأضحى المبارك يجتمع أهالي القرية جميعاً بعد الصلاة، ويجلسون في "المبرة" أو الصالة، ويتم تقديم الدعم لكل محتاج حتى يكون هناك مساواة؛ وهو ما يجعل الفقير لا يشعر بفقره هو وأبناؤه

يضيف "يوسف": «إننا جميعاً كأهالي مدركون تماماً أن قوتنا في محبتنا لبعضنا بعضاً وتكافلنا في السراء والضراء، وهذا ينعكس سلوكاً واضحاً في مختلف الظروف، حيث يجتمع أهالي القرية جميعاً على فعل الخير، وتنتشر لدينا وبكثرة الحسنات التي تقوم على العطاء والذبائح وما إلى ذلك، وأي منزل يقيم حسنة يدعو كل أهل القرية للحضور والمشاركة ولا يرفض أحد الدعوة، وعلى العكس تماماً نجد فيها فرصةً للقاء والتباحث في شؤون القرية».

مختار بطموش

ويتابع المختار: «على سبيل المثال في صباح عيد الأضحى المبارك يجتمع أهالي القرية جميعاً بعد الصلاة، ويجلسون في "المبرة" أو الصالة، ويتم تقديم الدعم لكل محتاج حتى يكون هناك مساواة؛ وهو ما يجعل الفقير لا يشعر بفقره هو وأبناؤه».

ثلث إنتاج القرية الريفية الجميلة يذهب للأعمال الخيرية، هكذا يقول مدير المدرسة "علي صقر"، ويضيف: «قريتنا زراعية وتعمل أيضاً على تربية المواشي ولدينا مردود جيد، صحيح أنه لا يجعلنا أغنياء، لكنه يجعلنا مستورين ونعيش بكرامة متمسكين بأرضنا وإرثنا، ومردود عملنا بالزراعة وتربية المواشي خصصنا جزءاً منه يفوق ثلثه للقيام بالأعمال الخيرية، على سبيل المثال قبل فترة كان في القرية بيت على وشك السقوط وهو لرجل فقير ومريض، فاجتمعنا معاً وهدمنا المنزل وبنينا له بدلاً منه وهو الآن يسكنه بكل سعادة وراحة».

عمل زراعي

في القرية طقس اجتماعي خيري يحافظ عليه الأهالي منذ عشرات السنين ويتمثل بـ"حسنة الملك جعفر الطيار"، يقول علي صقر مدير المدرسة: «توارثنا عبر الأجداد حسنة الملك "جعفر الطيار" والشيخ "حيدر الضهر"، حيث يوجد في القرية مكان مشرف للملك "جعفر الطيار"، وهناك روايات كثيرة لكنها غير موثقة عن أنه مر بالقرية يوماً وجلس في المكان الذي تحول إلى "تشريفة" له، وهو مكان تحيط به أشجار السنديان، وبينها شجرة عملاقة عمرها مئات السنين».

ويضيف "صقر": «يجتمع الأهالي جميعاً على إقامة الحسنة ويقدمون الذبائح أو الأموال التي تصرف على المحتاجين لكيلا يبقى جائع في القرية، وقد أثمرت هذه الحسنة وتكافل الأهالي عن تشييد "المبرة" التي سميناها "مبرة الملك جعفر الطيار"، وهي موجودة لخدمة الأهالي واستيعاب مناسباتهم واحتياجاتهم، ونحن مستعدون لاستقبال أي عائلة تضطر للإقامة فيها حتى تأمين سكن لها، كعائلات القرية التي تعيش خارج المحافظة وتضطر فجأة للعودة إلى القرية بفعل الأحداث التي تمر بها البلاد».

بناء

تميز أهالي قرية "بطموش" بالحفاظ على ريفيتهم وأرضهم، وهم يجدون في ذلك سبباً للحالة الاجتماعية الحميمية التي يعيشونها في قريتهم.