يأتي موسم الأمطار وتأتي معه مشكلات الكهرباء، ينتظر المواطن الحل من المؤسسات المعنية التي تطلب هي الأخرى مشاركة المواطن في الحل، خاصة مسألة زيادة الحمولات المفاجئة.

بعد أن كانت مشكلات هذا القطاع قد وصلت إلى مرحلة شبه الاستقرار لناحية الأعطال والتغذية والشمولية، رغم أعطال هنا وهناك، إلا أن الأزمة الراهنة قد فاقمت من جديد مشكلاته التي أضاف إليها الطقس البارد مزيداً من الأعباء.

أيضاً إنه ليس من المنطقي تحميل هذه الأعباء للحارات المجاورة، فكل حي مسؤول عبر المختار وعبر لجنة الحي عن تأمين موقع لوضع هذه المحولات، ويجب إصدار قانون ملزم لتأمين مواقع لهذه المحولات

يكاد لا يمر يوم في مدينة "اللاذقية" إلا ونسمع بانفجار محولة، أو تعطلها، أو باحتراق خط وأكثر، وتزداد هذه الحالات في مناطق السكن الشعبي والمتوسط، يقول في حديث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 كانون الثاني 2015، السيد "رامي جاموس" من سكان حي "جورجانا" (يقع بين حيي "بسنادا" و"الحمام") إن السبب الرئيس لهكذا حالات يعود إلى سوء التوزيع للمحولات الكهربائية في أغلب الحارات، إضافة إلى تحميل محولة واحدة عبء حي كامل، وأحياناً عدة أحياء على محولة واحدة، يضيف قائلاً: «بالنسبة لحينا "جورجانا" مثلاً، هناك محولة تغذي هذا الحي جيداً، إلا أن الشركة عمدت منذ أيام إلى وصل جزء من حي "الحمام" إليها، وبنفس اليوم الذي بدأت فيه العاصفة الأخيرة؛ وهو ما أدى إلى احتراق خطين (فازين) على تمديدات الأعمدة الخشبية مباشرة، وانقطاع الكهرباء عن جزء من "جورجانا" لثلاثة أيام قبل أن يعاد الوصل، ونعود من ثم لنفس المشكلة».

عمال صيانة في صلنفة

في الأشهر الأخيرة قامت مديرية الكهرباء بإضافة العديد من المحولات في كثير من الأحياء، وبجهود جبارة قام بها عمال الصيانة الذين لا يهدأ بهم الحال، إلا أن بعض الأحياء رفضوا تقديم الأرض اللازمة لوضع المحولة؛ وهو ما دفع الشركة إلى تحميل محولات الأحياء المجاورة هذا العبء، رغم أن هذا يكلف الشركة خسائر كبيرة في العتاد وفي الوقت اللازم لمتابعة الصيانات، يقول السيد "محمد جاموس": «أيضاً إنه ليس من المنطقي تحميل هذه الأعباء للحارات المجاورة، فكل حي مسؤول عبر المختار وعبر لجنة الحي عن تأمين موقع لوضع هذه المحولات، ويجب إصدار قانون ملزم لتأمين مواقع لهذه المحولات».

تكررت هذه المشكلة في كثير من الأماكن، لتزيد العبء كثيراً على ورشات الصيانة وعلى المواطنين في آن معاً، يقول المهندس "أحمد علي" من مديرية الكهرباء: «إن زيادة الحمولات على محولة واحدة محددة بالأساس لخدمة قطاع معين، وبعدد سكان مقدر حيث لا تحدث زيادة في الأعباء على الشبكة الكهربائية، يضاف له مسألة تشغيل الأدوات الكهربائية في نفس الوقت، هي من أهم المسائل التي نعاني منها كل مدة، خاصة في الصيف والشتاء، ويزد التقنين من إمكانية حدوث مثل هذه الانفجارات والتماسات، فمعظم الناس يريدون تشغيل التدفئة والغسالات والتليفزيونات والبطاريات في مدة وجود الكهرباء، هذا يمثل عبئاً كبيراً جداً على المحولات مهما كانت استطاعتها الفنية وجودتها وقدرتها على التحمل».

تحت الثلج والعواصف

كيف يمكن تجاوز حدوث مثل هذه المشكلات؟ يقول المهندس "علي": «إن الجانب الممكن حالياً، هو في التخفيف من حمولات الشبكة ومن ثم المحولات، ويعود الحل إلى تقدير المواطن أن الشبكة لا تتحمل كل هذا العبء دفعة واحدة، فمثلاً يمكن تشغيل الغسالات خارج وقت الذروة (المسائي من الخامسة حتى العاشرة) في حين يمكن تشغيل التليفزيونات لأنها قليلة الاستهلاك، كذلك الشواحن والبطاريات، أما التدفئة على الكهرباء فهي أيضاً يجب أن تقنن، فبدل تشغيل عدة مدافئ يمكن تشغيل واحدة فقط، نحن في أزمة حقيقية ويجب أن يتعاون الجميع لتجاوزها وإلا سنعيد نفس القصة كل شتاء».

يضاف إلى العوامل السابقة الظروف الجوية التي ساهمت مؤخراً في زيادة الأعباء، خاصة مع ضعف صيانة المحولات التي يجب أن تكون دورية تقيها من هذه التغيرات المفاجئة».

أيضاً في صلنفة

يشار أخيراً إلى أن عدد ورشات طوارئ الصيانة في مدينة "اللاذقية" قليل مقارنة بالتوزع الكبير للشبكة، ولا يتجاوز العدد -حسب بعض المصادر داخل المديرية- ثلاث سيارات تعمل على مدار 24 ساعة.