لعبة "أبيكي بيكي" من الألعاب القديمة التي يمارسها الأطفال للترفيه عن أنفسهم، ويؤدّون معها بعض الأغاني والرقصات التي تزيدها بهجة وحيوية، كما لها دورها في تكوين الطفل اجتماعياً وصقله نفسياً وبدنياً.

وللحديث عن لعبة "أبيكي" مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 أيلول 2014، المدرسة "سارة سلوم" التي حدثتنا عنها قائلةً: «لطالما استمتعنا بهذه اللعبة الجميلة في طفولتنا حيث كنا نجتمع مع بنات الحيّ ونقف على شكل دائرة بعدد فردي من البنات ونبدأ غناء "أبيكي بيكي بيكي، أراح أشتيكيكي أدمع دمع دمع، أراح ليتسمع، أبيكي أشكيكي أدمع أسمع"، مع التلويح المستمر بيدنا وضرب قدمنا على الأرض بشكل متعاقب مع كل جملة، ثم نكمل قائلين: "نحنا التلاتة سوا" ونضع أيدينا على صدرنا ونلف يميناً وشمالاً "بين عواميد الهوا"، ثم نقف على رؤوس أصابعنا ليزيد طولنا ونقول: "وحدة طويلة"، وبعدها نجلس شبه قرفصاء قائلين: "ووحدة قصيرة" وأخيراً نقوم بإعادة ظهورنا إلى الوراء مع القول: "ووحدة بترجع لورا"».

يلعب هذا النمط من الألعاب دوراً مهماً في صقل الروح الاجتماعية للطفل، عبر تنمية التواصل اللغوي والجسدي في آن معاً، فتزيد من جو الألفة والصداقة بين الأطفال من جانب، وتحفز نشاطهم الحركي من جانب آخر، انطلاقاً من الدور الأساسي الذي تلعبه سيكولوجيا اللعب في التربية الصحيحة لنشأة طفلٍ سويّ على الصعيدين النفسي والاجتماعي على حد سواء

وبهذا ينتهي الجزء الأول من اللعبة، وأضافت متابعة: «ثم نكمل اللعبة مغنين: "هون ضاربني عمي" مع الإشارة إلى الجبين ونصفق ثلاث مرات، ثم: "هون نزلي دمي" ونشير إلى الذقن مع صفقات ثلاث، ونكمل: "هون تفاحة صفرا" مع الإشارة إلى الخد الأيمن وثلاث صفقات، ثم: "هون تفاحة حمرا" ونشير إلى الخد الأيسر وتلحق بالصفقات الثلاث، ثم نقول: "هون بيت الخياطة" فنرفع رجلنا ممسكين بها من الركبة، ثم: "هون معمل شكولاتة" ونرفع الرجل الثانية».

لعبة "أبيكي"

وأكملت: «بعد الانتهاء من غناء المقطع الثاني نمسك بأيدي بعضنا بعضاً وندور قائلين: "بطارية بطارية قالي عمي عد للمية"، فتقول إحدانا: "عشرة عشرين"، وتقول ثانية: "تلاتين أربعين"، وثالثة: "خمسين ستين"، ورابعة: "سبعين تمانين"، وأخرى: "تسعين مية" مع التصفيق المتكرر بعد كل عدتين، ثم نفلت أيدينا وتتعانق كل فتاتين إحداهما مع الأخرى، ومن تبقى وحيدةً دون شريك تكون الخاسرة، فندل بإصبعنا عليها قائلين: "هذا هو الحرامي يلي سرقلي المصاري"، ونصفق جميعاً ضاحكين معلنين انتهاء اللعبة».

الطفلة "سماء درويش" حدثتنا عن لعبتها المفضلة قائلةً: «ألعب أنا وأصدقائي هذه اللعبة في المدرسة وفي الحارة، وهي إحدى ألعابي المفضلة لأنها تجمعنا معاً بعد أن ننهي واجباتنا المدرسيّة، فنغني ونستمتع بوقتنا، وتجعلنا نحب بعضنا أكثر، إلا أنها قد تسبب بعض المضايقات لنا أحياناً عندما تجتمع البنات على عناق بعضهن بعضاً والتسبب المستمر في خسارة إحدانا عمداً، ولكننا لا نلبث أن نتصالح لتعود المحبة فيما بيننا من جديد».

الفتيات يغنين مستمتعات

وحدثنا المرشد الاجتماعي "ثائر عيسى" الحاصل على دبلوم الدراسات العليا في "علم النفس" عن فوائد هذا النوع من الألعاب قائلاً: «يلعب هذا النمط من الألعاب دوراً مهماً في صقل الروح الاجتماعية للطفل، عبر تنمية التواصل اللغوي والجسدي في آن معاً، فتزيد من جو الألفة والصداقة بين الأطفال من جانب، وتحفز نشاطهم الحركي من جانب آخر، انطلاقاً من الدور الأساسي الذي تلعبه سيكولوجيا اللعب في التربية الصحيحة لنشأة طفلٍ سويّ على الصعيدين النفسي والاجتماعي على حد سواء».

يذكر أن هذه اللعبة تعد من ألعاب الفتيات فقط ولا دور للصبية فيها، وقل انتشارها في مدارس المدينة، ولكنها لا تزال تحتفظ بشعبيتها في القرى.

أثناء اللعب