"هنانو"، "القوتلي"، "الثامن من آذار"، "العنابة"، "الطاولات الطرقية" و والأسواق المقبية... كلها أسواق شعبية اعتاد عليها أهل"اللاذقية" لأسباب تعددت..رغم وجود أسواق أكثر حداثة، وانطلاقاً من أصحاب المحال في شارع "هنانو" وسوقه القديم، السيد "منير عبد الله" تاجر عطور ومستحضرات تجميل في السوق، يقول عن الأسواق الشعبية: «تلقى الأسواق الشعبية رواجا من قبل المواطنين فارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة أجبر البعض على اعتماد هذه الأسواق بدلاً من محلات السوبر ماركت والمحال الضخمة...

فهي ذات ميزة كبيرة حيث تحاول أن تحصل على مكسب أقل وأن تبيع أكثر، صحيح أن فيها ماركات أقل من التي تباع في المحال الكبيرة، وبها ماركات مقلدة، ولكن ليس معنى ذلك عدم وجود ماركات أصلية بهذه الأسواق وكل بضاعة على حسب سعرها».

الكثير من الناس يفضل شراء الخضار والفواكه من الأسواق الشعبية نظراً لأسعارها المنخفضة مقارنة بأماكن أخرى تبيع بضعف السعر، وخصوصاً أولئك الزبائن الذين يأتون للتسوق بكميات كبيرة، لأسبوع مثلاً

ويضيف بأن أسعار العطور وأدوات التجميل لديه بسعر الجملة، وهي ونوعية جيدة مع أن أغلبها سلع مقلدة، لكن بها كثير من الماركات الأصلية، ويقصده الكثير من الزبائن لاقتنائها.

سوق الخضار( الهال)

"إبراهيم الطرشة" أحد باعة الخضار في سوق "الخضار" أو كما يسمى سوق "الهال" أشار بدوره:

«الكثير من الناس يفضل شراء الخضار والفواكه من الأسواق الشعبية نظراً لأسعارها المنخفضة مقارنة بأماكن أخرى تبيع بضعف السعر، وخصوصاً أولئك الزبائن الذين يأتون للتسوق بكميات كبيرة، لأسبوع مثلاً».

سوق حديقة ( البطرني) الاسبوعي

وعن نوعية الناس الذين يقصدون أسواق كهذه يضيف:

«رواد هذه الأسواق هم ليسوا من الطبقة المعدمة أو الفقيرة فقط، حيث الملفت أن هناك متسوقين من الأغنياء، ولا أعني سوق الخضار فحسب بل جميع الأسواق الشعبية، هنا يتساوى الغني مع الفقير وإن اختلفت النوايا، إلا أن الهدف واحد وهو التسوق بأقل الأسعار».

التسوق يستمر ليلاً في شارع"هنانو"

السيدة "انتصار منصور" ربة منزل، التقيناها تتسوق من سوق "العنابة" وتشتري بعض الملابس لها ولأولادها، تقول:

«السوق الشعبي لا نستطيع الاستغناء عنه، وأكثر ما يميزه بنظري، هو تواجد معظم أنواع السلع والبضائع في مكان واحد تقريباً، صحيح أن السلع المعروضة هنا لا تتمتع بالجودة المطلوبة إلا أنها وإلى حد ما تتناسب والوضع المالي لنا. البضاعة في السوق هنا لا تختلف كثيراً عن تلك الموجودة في المحال الإفرادية، إلا أن غياب الرقابة عليها، يدفعنا إلى المجيء إلى الأسواق الشعبية وهجرة المحلات الرسمية والمجمعات التجارية التي تستغل حاجة وأوضاع الناس في هذه الموجة الحارة من الغلاء».

كلام أيدته السيدة" سهام نبيعة" وتضيف :

«السوق الشعبي يوفر لنا جميع متطلبات البيت وبجميع الأنواع والأشكال والألوان، بالتالي يوفر علينا الكثير من الوقت والجهد ويزيد مساحة الاختيار للحصول على الصنف الذي نريده وبالسعر المناسب، فهنا فرصة للحصول على سعر أقل من السعر الذي يطلبه البائعون في المحلات الأخرى ومراكز التسوق التي تحدد سعراً لا يمكن التفاوض عليه، فبإمكاننا مساومة البائعين من أجل الحصول على أسعار أقل وهو ما يوفر علينا كثيراً من المال إذا ما كان حجم المشتريات كبيراً».

يقول "لطفي محمد" مندوب شركة أدوات منزلية: «الناس دائماً تبحث عن الأسعار الأرخص وعن الأسواق الشعبية لأنها تبيع بأسعار أرخص من غيرها من الأسواق، وهذا هو السر في أنه يأتي إلينا زبائن من كافة المستويات الاجتماعية، الأسواق الشعبية تشهد إقبالاً أكبر في هذه الأيام لتجنب حر الغلاء الذي أصابت موجته كل الأصناف، وبات المستهلك يبحث عن الأماكن التي تبيع بأسعار مقبولة وتناسب دخله الاقتصادي، إلى جانب أن الأسواق الشعبية توفر غالبية متطلبات المنزل».

.في رأي ختامي للسيد "محمد سلامة" المجاز في التجارة والاقتصاد، والمشرف المالي لشركة تجارية لبيع الأقمشة، يقول في رأي اقتصادي حول مغزى السوق الشعبي لدى الناس والبلد:

«الأسواق الشعبية تحالف عتيق بين التجارة والثقافة والتراث، وهي اليوم تتواجد بشكل دائم نظراً لما يفرضه واقع المعيشة الصعب من غلاء في الأسعار وضيق الوقت، إنها ضرورة ملحة وجود مثل هذه الأسواق، حركة الشراء والبيع منتعشة دوماً في هذه الأسواق مقارنة مع المحال و (المولات) أو السنترات، مع أنه لا يوجد في "اللاذقية" (مولاً) بمعنى (المول)، بل مجرد أبراج تجارية فيها محال لبعض الماركات، أهم ما في ظاهرة التسوق الشعبي هو تواجد مجموعة من السلع المختلفة جنباً إلى جنب ضمن مساحة تعتبر صغيرة وضيقة، وهنا أتمنى أن تهتم البلدية و المحافظة بهذه الأسواق اكثر، عبر توفير كل المرفقات التي من شأنها أن تطور السوق وتجنبها الفوضى، كوضع سور خارجي لتحديد نطاقها ومنع تداخل السيارات في ساحتها، كذلك ضرورة توفير دورات المياه وتحديد المكان المناسب لإقامة هذه الأسواق بحيث يكون بعيدا عن الطرق العامة والسريعة حتى لا يسبب في وقوع حوادث لا سمح الله، هذا في حال تم افتتاح سوق شعبي مؤقت لغرض وهدف ما، أما بالنسبة للأسواق والحارات الشعبية الدائمة التواجد، لابد من تنظيم حركة المرور عبر المحال والبسطات بحيث لا تعيق حركة المرور».

وأضاف مختتماً: «يجب تنظيم حملات تفتيشية على المحلات المخالفة وتنظيم قوانين وشروط الاستيراد التي تجرم التزوير في البيانات الرئيسية المكتوبة على المنتج لأن أغلبية البضائع الموجودة في السوق الآن مغشوشة ولا تحمل البيانات الأصلية، لكن وزارة الاقتصاد والتجارة تعمل دائماً على تشديد الرقابة على المنتجات التي تطرح في الأسواق وخاصة الشعبية بشكل غير نظامي غير معروفة المصدر، وأتمنى توجيه المديريات مع الجهات المعنية في المحافظة /البلديات والجمارك وجمعية حماية المستهلك وغرف الصناعة والتجارة/ وغيرها من الجهات المعنية مكافحة هذه الظاهرة وإعداد ملصقات ترشد المستهلك لضرورة شراء السلع من المحلات النظامية، لا من على البسطات وخصوصاً الكهربائية منها».