رسالة إنسانية، اجتماعية يحملها عشرون متطوعاً من فريق "في أمل" التطوعي الذي يرافق الأطفال المرضى في رحلة العلاج في مشفى "تشرين" الجامعي، وذلك عبر تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم في رحلة علاجهم.

تأسس الفريق في آذار عام 2016 ويهدف لتأمين الأدوية والجرعات للأطفال المصابين بمرض السرطان، ورعايتهم معنوياً، وكما تذكر "سارة يوسف" مؤسسة الفريق في حديثها لمدوّنة وطن: «نعمل على تقديم الدعم المعنوي والمادي للأطفال المرضى من خلال تأمين الجرعات وما يلزم من أدوية لأنها أصبحت غير مجانية داخل المشفى، بالإضافة إلى تغطية تكاليف التحاليل الطبية، التصوير بالإيكو والطبقي المحوري الخاص بمرض السرطان و"البتا سكان" المكلف جداً، إذ قد تصل تكلفة مستلزمات العلاج لمئات الآلاف من الليرات، لا بل إنّ أحد الأدوية مثلاً يصل سعره إلى سبعمئة ألف ليرة سورية إما أن يحصل عليه الطفل أو يموت».

نعمل على رعاية الطفل وتأمين كل ما يلزم من غذاء، لباس، ورسالتنا المجتمعية أن الإنسانية تجمعنا في ظل الظروف الصعبة، هي فكرة نؤمن بها وشعارنا (في أمل، في عمل، في إرادة، في تغيير) بالاجتهاد يمكن تغيير حياة الأطفال المصابين بالسرطان، وأطفال آخرين كالمصابين بمتلازمة داون، التوحد، والأيتام، حيث كبرت رسالتنا مع الأيام واستطعنا الوصول لفئات أوسع

وعن الخدمات التي يقدمها الفريق تتابع حديثها: «نعمل على رعاية الطفل وتأمين كل ما يلزم من غذاء، لباس، ورسالتنا المجتمعية أن الإنسانية تجمعنا في ظل الظروف الصعبة، هي فكرة نؤمن بها وشعارنا (في أمل، في عمل، في إرادة، في تغيير) بالاجتهاد يمكن تغيير حياة الأطفال المصابين بالسرطان، وأطفال آخرين كالمصابين بمتلازمة داون، التوحد، والأيتام، حيث كبرت رسالتنا مع الأيام واستطعنا الوصول لفئات أوسع».

توزيع السلل الغذائية

الفريق الذي يشارك الأطفال وأهاليهم في كل المناسبات يتألف من عشرين متطوعاً، نشاطاته عديدة منذ التأسيس وحتى اليوم، منها في شهر "رمضان" المبارك من خلال توزيع وجبات الإفطار للأهالي في المشفى، إضافةً إلى توزيع سلل غذائية لأهالي الأطفال والعائلات المحتاجة، وتزيين المشفى في كل عام في أعياد الميلاد والأضحى، والاحتفال بعيد الأم.

وتتابع "سارة" قائلةً: «نوجد من خلال الأنشطة أو توفير الأدوية، وفي الحملة الأخيرة أعدنا تأهيل طابق الأورام في مشفى "تشرين" الجامعي، حيث قمنا بطلاء الجدران ولصق رسومات شخصيات "ديزني" بالتعاون مع شركاء في الحملة وهم فريق "ملتي تاسكر" الذي قدم التصاميم ومطبعة "المرساة"، كما نقوم دوماً بحملات توعية حول مرض السرطان سواء من خلال منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو بالتواصل الدائم مع الأهالي في المشفى، وفي ظل أزمة "كورونا" أطلقنا عدة حملات منها حملة (معقمات، كمامات، كفوف مجانية) بالاشتراك مع مركز "الأحمد" الذي قدمها مجاناً لغلاء الأسعار، واستطعنا تغطية 475 عائلة بتوزيع سلل غذائية لها، واستجابة لكارثة الحرائق قمنا بتغطية 340 عائلة أيضاً، وأطلقنا حملة "خيارنا الأمل" حيث طبعنا عبارة "خيارنا الأمل" على كنزات لبيعها ويعود ريعها لدعم نشاطات الفريق وشارك بها العديد من الفنانين».

إعادة تأهيل طابق الأورام و لصق رسومات

وحول تدريب أفراد الفريق وتأهيله للدعم النفسي تكمل قائلةً: «اتبعنا دورات في الدعم النفسي لدى الطبيب "سام صقور" لنتمكن من تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأهل بالشكل الصحيح، والفئة المستهدفة هي الأطفال المصابين بالسرطان وأهاليهم، وكل طفل بحاجة إلينا، وهدفنا توفير الأدوية التي لم تعد بالمجان (إذا لم يمت الطفل من المرض ربما يموت لعدم توفر ثمن الجرعة)، وهدفنا تقديم كل ما يلزم لعلاج الطفل داخل وخارج المشفى من أدوية، طعام، شراب، مساعدة عائلته لأننا في وضع معيشي صعب حالياً، نسير معهم في رحلة العلاج ونرافقهم في المشفى».

يحقق الفريق أهدافه بحسب "سارة" من خلال التعاون مع المشفى من كل النواحي عبر التواصل والتعاون مع الأطباء ومدير المشفى الذي يسهل كل أموره، وطاقم التمريض الذي يتواصل معه بشكل دائم عند الحالات الإسعافية، وبلغ عدد الأطفال المستفيدين حتى الآن 75 طفلاً بعضهم توفى، إضافة إلى الحالات المستعجلة التي لا يمكن حصرها، كما يتعاون مع جمعية التوحد، ويوجد فريق "وي كير" في المشفى منذ سنة ونصف لتبادل الدعم.

حملة "خيارنا الأمل"

من المتطوعين "نتالي دليلة" طالبة طب بشري سنة خامسة تطوعت مع الفريق منذ سنتين تقول: «واجهتُ في البداية صعوبات لا توصف، إلّا أنّ إرادة قويّة بداخلي دفعتْني للاستمرار، صوتٌ ما هَمَس بداخلي "في أمل" سيغيّر حياتكِ للأبد ولحُسنِ الحظّ استجبتُ لهُ، شاركتُ في نشاطاتٍ كثيرة منها الرسم مع الأطفال، القراءة واللعب معهم، كما قمنا بتزيين غرفهم وأسرّتهم، تعلّمنا منهم الصّبر والعطاء ومواجهة الحياة بكلّ وجوهها، قدمنا لهم الدعم المعنوي قدر المستطاع لأن الطّفل الذي يجلس أمامنا هو صديقنا لهُ الأولويّة، رغباتهُ وسعادتهُ هي ثاني اهتماماتنا بعد صحّتهِ وحالتهِ العامّة، مبدؤنا: (الطّفل ثمّ الطّفل ثمّ الطّفل ثمّ لا شيء)، لطالما كنتُ رفيقةً للأطفال أسعدَتْني ضحكاتهم، هُم جنودُ الأمل وأبطالنا الصّغار الذّين باتوا جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا».

في المشفى، كانت السيدة "رهف القلاب" ترافق طفلها المريض "مصطفى" وفي حديثها لمدوّنة وطن تحدثت عن مساعدة الفريق لها، وتقديمه الدعم المادي لشراء الدواء عند مرض ابنها، وأن أفراده بذلوا جهدهم لتقديم الدعم المعنوي له وللأطفال المرضى، وحاولوا رسم الضحكة والفرح على وجوههم من خلال مرافقتهم في المشفى.

يذكر أنّ فريق "في أمل" يؤمّن الدعم المادي عن طريق أفراد متبرعين، ويواجه حالياً صعوبات بسبب غلاء الأدوية والتحاليل وأحياناً نقص في التمويل والأدوية، وأجري اللقاء بتاريخ 29 آذار 2021.