يدعو قراءه بوعيهم الكامل للتعامل مع اللا وعي لكي ينتقلوا إلى أعلى الدرجات ويحققوا الأهداف، فالعقل الباطن بالنسبة له هو المنقذ، وهو السبيل إلى النجاح.

كتبه كان لها الأثر الكبير في حياة الكثيرين لدرجة أنها غيرت حياة بعضهم، تقول "زيزفون موسى" في حديثها لمدونة وطن "eSyria": «كتب الدكتور "مصطفى دليلة" غيرتني وغيرت مسار حياة العديد من الأشخاص حولي نحو الأفضل، تعلمنا أنا ومحيطي من خلال كتبه كيف نحقق أهدافنا ونجعل من عقلنا الباطن خير صديق ينقذنا من كل مشكلاتنا، تعلمنا كيف نمرن هذا العقل ونستند إلى أحلامنا لتخبرنا ما هو الصحيح والسليم، تعلمت كيف أكتب تعزيزاتي الإيجابية على أوراق بيضاء وأعلقها على الجدران».

كتب الدكتور "مصطفى دليلة" غيرتني وغيرت مسار حياة العديد من الأشخاص حولي نحو الأفضل، تعلمنا أنا ومحيطي من خلال كتبه كيف نحقق أهدافنا ونجعل من عقلنا الباطن خير صديق ينقذنا من كل مشكلاتنا، تعلمنا كيف نمرن هذا العقل ونستند إلى أحلامنا لتخبرنا ما هو الصحيح والسليم، تعلمت كيف أكتب تعزيزاتي الإيجابية على أوراق بيضاء وأعلقها على الجدران

الأكاديمي وخبير الطاقة الدكتور "مصطفى دليلة" حل ضيفاً على مدونة وطن "eSyria" في 22 أيلول 2014، وكان الحوار التالي:

د. "مصطفى دليلة"

  • متى كانت البداية مع العقل الباطن؟
  • ** جميعنا نتعامل مع عقلنا الباطن منذ نعومة أظفارنا شئنا ذلك أم أبينا.

    بين طلابه

    بالنسبة لي تعاملت مع عقلي الباطن (مع اللا وعي) بلا وعي في بدايات حياتي، لكن صفات تميزتُ بها منذ الصغر كحب المطالعة، والاطلاع، والترحال؛ أرشدتني إلى طريق الحقيقة المغيّب عني خلال عقود.

    تغيرت حياتي كلها حينما بدأت أتعامل مع اللا وعي بوعي، كان ذلك في مرحلة متوسطة من العمر. طوال عمري وأنا أجذب إلى حياتي كل ما أشتهيه وما أفكر به، وفيما بعد أدركت، بشكل واعٍ وعلمي، لماذا كانت تأتيني الأمراض والمشكلات وأوجاع الرأس الكثيرة، وكثير من الأمور التي لا أتمناها لأحد.

    بداياتي الغائمة مع العقل الباطن كانت مع كتب ميخائيل نعيمة ورائعته الخالدة كتاب "مرداد" الذي قرأته (وما زلت أقرأه بنهم حتى الآن) في ستينيات القرن الماضي وأنا في المرحلة الثانوية دون أن أستوعب منه الكثير. المرحلة التالية جاءت بقراءاتي لكتب مؤسسي فلسفة النجاح أمثال نابليون هيل، وديل كارنيغي، وغيرهما، وكذلك لمؤسسي علم البرمجة اللغوية العصبية.

    في نهاية القرن الماضي شاءت المصادفة أنا أحمل بيدي كتاب العقل الباطن لجون كيهو، وقبل أن أنهي قراءته باللغة الروسية كانت صورة الكتاب المترجم والموجود في كل بيت مغروسة في ذهني، تحقق هذا الحلم بشكل سريع جداً ثم -وبحسب قانون الجذب- بدأت كتبي المترجمة ضمن سياق العقل الباطن وعلم النفس العملي تتكاثر إلى أن وصل عددها إلى العشرة.

  • ما الذي اكتشفته في كتاب "العقل الباطن"، حتى تشجعت وبادرت بترجمته ليكون أول كتبك؟
  • ** لقد كان كتاب "العقل الباطن" واحداً من الكتب والأمور التي أدت إلى إحداث تغيير جوهري في حياتي؛ إنه مدرسة متكاملة في تعليم نمط التفكير الإيجابي، شاءت المصادفة أن أتصفح الكتاب في إحدى بسطات بيع الكتب في موسكو، ومن اللحظة الأولى أصبحنا صنوان لا نفترق. كان هدفي نشر هذا الكتاب والفكر الذي يحمله ليصل إلى كل بيت، وفعلاً حققت هذا الهدف في أقصر فترة ممكنة، باتت محاضراتي وكتبي المترجمة في مجال العقل الباطن منارة لآلاف السوريين وغيرهم على مستوى "سورية" والوطن العربي.

    هدفي الآن العمل على نشر ثقافة التفكير الإيجابي بين جيل الشباب في مرحلة مبكرة، ومحاولة إدخال هذا النمط من التفكير الإيجابي إلى المناهج المدرسية كمقرر إلزامي.

  • هل تستثمر علوم الطاقة التي تتقنها في نقل المعلومة الدراسية إلى طلبتك في الهندسة بجامعة تشرين وغيرها؟
  • ** طلابي هم انعكاس لي، وكما حدث هذا التحول الإيجابي الكبير في حياتي، أرى كيف تتحول حياة معظمهم نحو الأفضل، تكفي لذلك فقط عدة حوارات ونقاشات جانبية خارج المحاضرات، والنتائج باهرة خلال عقدين من الزمان، سيأتي ذلك اليوم الذي أدوّن فيه رسائل الطلبة وردودهم ومشاعرهم حول عملية التغيير هذه.

    أبدأ عادة، المحاضرة الأولى من الفصل الدراسي في أي مقرر بسؤال تقليدي أوجهه إلى طلابي: "هل أنت تعتقد أنك راسب في هذا المقرر أم ناجح؟" وكم أتألم حينما أرى الكثير من الأيدي المرفوعة المؤمنة برسوبها في مقرري هذا!

    من هذه اللحظة أبدأ عملي معهم في مستوى العقل الباطن، أقول لهم: أنتم أمام أحد خيارين في نهاية الفصل "إما النجاح أو الرسوب، فما الذي دعاكم لتختاروا خيار الرسوب؟" إنها أفكاركم وهي التي تتحكم بمصيركم، بمستقبلكم، وبحياتكم بشكل عام، تخيُل النجاح يسبق النجاح ويستدعي من الكون كافة الظروف والعوامل المناسبة لتحويل النجاح إلى واقع مادي ملموس، وكذلك تخيل الرسوب، فلماذا تتخيل الرسوب ولا تتخيل النجاح؟ وطالما أنت مؤمن برسوبك منذ بداية العام الدراسي وبرمجت نفسك وعقلك الباطن عليه فأنت راسب لا محالة. عقلك الباطن منفذ حرفي لكل رغباتك الواعية واللا واعية، ما أراه في عالمي الخارجي هو انعكاس لعالمي الداخلي.. لأفكاري، لمشاعري، لهواجسي، فدعونا نتحكم بأفكارنا ومشاعرنا كي نبني عالمنا الذي نريده لأنفسنا.

    أقول لهم: "فكر بالنجاح تنجح، ولا جرم عندما تفكر بالنجاح سوف يترافق هذا النجاح مع سلوك مناسبٍ ومواتٍ له، فكر بالرسوب ترسب، إذن أنا ما أفكر به، وقد رأيت بأم عيني كيف حدثت تغيرات جوهرية وعجائبية مع بعضهم.

  • هل يلتزم "مصطفى دليلة" بما يقوله للناس ويطبق تعاليمه في حياته؟ وهل يحصد ثمار ذلك؟
  • ** بالتأكيد أنا أطبق هذه التعاليم في حياتي اليومية على نفسي، وعلى طلابي، وعلى كل من أتعامل معهم في دوراتي ومحاضراتي.

    أنا أنطلق في حياتي من مبدأ مفاده: لا تستطيع أن تمنح الآخرين ما هو غير موجود عندك، لا تستطيع أن تحب الآخرين أو تعلم الآخرين على المحبة ما لم تكن المحبة موجودة في داخلك، لا تستطيع أن تعلم الآخرين الثقة في النفس ومعرفة طريقهم في الحياة ما لم تكن واثقاً من نفسك، ولديك هدف واضح ومحدد في الحياة.

    خلال حياتي العملية وتعاملي مع علوم العقل الباطن استطعت أن أفيد آلاف البشر، وحتى توصلت إلى هذه المرحلة انطلقت من تطبيقها على نفسي أولاً، ومن ثم نصحت الآخرين بها.

    بالنسبة لي تغيرت حياتي تغيراً جذرياً بعد تعاملي مع عقلي الباطن بوعي. أقول وبكل صراحة إن تغيرات جذرية حدثت في حياتي بما يشبه المعجزة.

  • لم يعد "دليلة" مترجماً، إنك باحث، هل يؤثر ذلك في أسلوب ترجمتك للكتب؟
  • ** في الحقيقة أنا لست مترجماً محترفاً أو مأجوراً يترجم من أجل المادة، قرأت الكثير من الكتب ولم أشعر بالحاجة إلى ترجمتها أو نقلها إلى العربية، لكن بعض هذه الكتب كان يترك أثراً عميقاً فيّ ويشدني إليه أكثر من مرة. الكتاب الذي أشعر به صديقاً ملازماً لي في حياتي أشعر بضرورة ترجمته ونقله إلى القارئ العربي.

    الترجمة بالنسبة لي ليست عملية نقل ميكانيكية من لغة إلى أخرى، أبداً. الترجمة هي إحساس قبل أن تكون معرفة بالمفردات، ولهذا فعندما أترجم أترك الحرية لأصابعي للنقر على لوحة المفاتيح لنقل أحاسيسي ومشاعري وتخيلاتي إلى الورق.

    كثيرون يقولون إنني لست مترجماً بل مؤلفاً، وإن كتبي من صنع خيالي، وهذه حقيقة، كتبي تعبر عني حقاً.

  • ما هي النتائج التي حصدتها على الصعيد الشخصي من معرفتك بالعقل الباطن؟
  • ** بالنسبة لي حدثت معجزات في حياتي على المستوى الشخصي والاجتماعي، مادياً وصحياً ونفسياً. وأنا الآن شديد الثقة بأن كل ما أريده أجذبه إلى حياتي، وكل شيء متاح بالنسبة لي.. من كل "مشكلة" تحدث معي آخذ منها درساً وعبرة.

    تعلمت كيف أحب وأكون محبوباً، تخلصت من حزمة كبيرة من الأفكار السلبية والهدامة والقاتلة التي أثرت فيّ وبمن حولي، وتخلصت بالتالي من كثير من الأمراض المزمنة وغير المزمنة، وتوسعت دائرة علاقاتي وصداقاتي، أصبحت أكثر فهماً ووعياً واحتراماً لعالمي الخاص ولعوالم الآخرين، ساعدت كثيرين في التخلص من أزماتهم النفسية والاجتماعية والعائلية، ومن حزمة أفكارهم القاتلة التي تفرملهم وتكبح تقدمهم وتسبب لهم الأمراض من حيث لا يدرون، وكل فائدة قدمتها للآخرين ارتدت إليّ فائدة مضاعفة.

    ما قاله الدكتور "دليلة" عن استثمار الطاقة في التعليم يتجلى عند طالبته "كندة علي"، حيث تقول: «أهم أثر وباختصار شديد، ساعدني على تعزيز ثقتي بإمكانياتي كطالبة يمكنها تحقيق أي هدف علمي تحدده بدقة وتسعى إليه بإصرار، عندما كنت أشعر بالضعف فقد كان "د.مصطفى" من أوائل الأشخاص الذين كنت أرتاح بالتحدث إليهم؛ لأنه كان يعيد توجيهنا إلى أهدافنا بطريقة انسيابية وجميلة مخفية في طريقة حديثه الهادئة والمقنعة، عندما تعزز ثقة طالب بنفسه وإمكانياته العلمية -بغض النظر عن حجمها- وتستطيع توجيه تركيزه باتجاه أهدافه ذات الأولوية الأعلى؛ يمكنك أن تتوقع منه مردوداً كبيراً».

    كتبه التي غيرت حياة الكثيرين تحدثنا عنها "زيزفون موسى" وهي من قرائه: «من خلال كتابه الثالث "اعشق مرضك" اتبعنا سلوكيات ذكية وجميلة في صنع عقل قوي وجسد سليم وبناء، ومسحنا كل المفاهيم الهدامة والسلبية وغرسنا مكانها أفكاراً بناءة قوية، وعملنا على إعادة برمجة عقولنا بطريقة تحقق انتصارات في شفاء أمراضنا بالاعتماد على العقل الباطن، اليوم هاجسي السعادة، وكيف أجعل من عاداتي كلها منبعاً للسعادة، حتى نغمة "موبايلي" حريصة على جعلها دعوة للسعادة والفرح».

    ذكر "دليلة" في مقدمة أحد كتبه السيدة "منال موسى" بالاسم، مدونة وطن "eSyria" التقت "موسى" لمعرفة الأثر الذي تركه "دليلة" في حياتها، لتقول: «هو شخص إيجابي بالمطلق، في نقاشه وفي طرحه للأسئلة وتلقيه لها حتى في تقديم الأجوبة، تميز بإيمانه بالآخر وقدرته على فعل وتحقيق ما يريد، بالنسبة لي شخصياً كنت قد دخلت فرعاً جامعياً لا أحبه؛ ما خلف لدي الكثير من الطاقة السلبية والأفكار الهدامة، ولكي أتمكن من النجاح في هذا الفرع كان لا بد من إعادة لهيكلة المنظومة الفكرية في رأسي وتغيير آلية التفكير وغرس أفكار جديدة إيجابية، وكذلك تعزيز قوة الهدف عندي (النجاح بالدراسة، العمل، السفر.. إلخ)، وهذه الأشياء كلها تحققت بفضل الدكتور "دليلة" وكتبه التي كان لها دور في جعلي قادرة على فعل ما أريد، وبقرار داخلي».