من المعروف أن ما ينمو في المناطق الاستوائية الحارة من الصعب أن يتحمل تقلبات طقس المنطقة المتوسطية، لكن "أحمد غانم" تمكن بعد العديد من التجارب على بذور النباتات الاستوائية وشبه الاستوائية من تطوير بذور قادرة على التأقلم مع الأجواء المتوسطية المتقلبة، وإنتاج أفضل الثمار.

في لقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 شباط 2019، تحدث "أحمد غانم" عن بداية الفكرة في جلب الفواكه الاستوائية وشبه الاستوائية إلى البلاد، وقال: «بدأت منذ 12 سنة بإدخال الفواكه الاستوائية والعمل عن طريق البذور لإنتاج نبات قادر على تحمل الظروف البيئية الخاصة بالمنطقة، التي تختلف كلياً عن البيئة الأصلية للنبتة، واستطعت تطوير هذه البذور التي أعطت نتائج أفضل من النتائج التي تعطيها في بلاد المنشأ، ومن الأنواع التي تمكنا من الحصول على نتائج رائعة كانت أكثر من عشرة أصناف من"البابايا"، وتأقلمت ثلاثة أنواع من "الأفوكادو" مع البيئة في "سورية" فأصبحت تنمو بدرجات حرارة منخفضة تصل إلى ثلاث درجات تحت الصفر، كما أعطت مردوداً مادياً عالياً، إضافة إلى أنواع "الشيكو"، و"الليتشي"، "السابوتا كريمة"، التي نجحت نجاحاً باهراً؛ فهي تعطي أكثر من موسم في "سورية"، في حين تعطي موسماً واحداً في بلد المنشأ، وساعد على تعدد المواسم طبيعة بيئة البلاد التي تتناوب فيها الفصول الأربعة؛ وهذا التناوب يعطي ويوفر الجو الملائم للنبات».

كان لدي خوف من زراعة الفواكه الاستوائية، خاصة أنها تجربة جديدة بالنسبة لي، لكن "أحمد غانم" شرح لي مطولاً عن طريقة الزراعة وكيفية العناية بها، وبأنها تعطي أكثر من موسم، وسيتكفل بالمتابعة المستمرة للزراعة إلى أن تعطي الثمار، والآن زرعت عدّة أنواع فواكه استوائية، والأمر جيدٌ بالنسبة لي، فالآن لا أعتمد على محصول واحد فقط، بل هناك عدة مواسم يمكن أن تؤمن لي مردوداً جيداً خلال العام

ويتابع "أحمد" الحديث عن آلية العمل التي يتبعها لتطوير وتحسين نوعية البذور والمواسم التي تعطيها الأنواع التي نجح بتطويرها: «أهتم في البداية بنوعية البذور والجو العام، حيث أعمل على عزل صنف مذكر وآخر مؤنث من النوع الذي أرغب بتطويره، وعند إعطاء ثمار مطورة أعمل على إعادة زرع بذار هذه الثمار التي نمت ضمن ظروف البيئة الموجودة هنا فتعطي ثماراً تستطيع التأقلم وتحمل الجو العام السائد في البلاد وإعطاء أكثر من موسم، ففاكهة "الباشن فروت" تعطي موسمين في شهر أيار أو حزيران، وفي فصل الخريف، و"السابوتا كريمة" أو "السابوتا البيضاء" تعطي ثلاثة مواسم في "سورية". أما "الشيكو" التي تعطي في بلد المنشأ موسماً أو موسمين، ففي "سورية" تعطي ثلاثة مواسم، وكان لطبيعة الجو وطبيعة الأرض دور في إعطاء الشجرة أكثر من طاقتها في البلاد الأم».

أحد أنواع البابايا

أما عن التسويق وإقبال المزارعين على زراعة هذه الأنواع من الفواكه، فيقول "أحمد": «يعدّ تسويق الفواكه الاستوائية مقبولاً لكوننا مازلنا في البداية والكميات التي يتم إنتاجها قليلة، لكن أحاول العمل على التسويق الخارجي خاصة عند وجود فائض من الفاكهة؛ لما في ذلك من مردود جيد على الاقتصاد للبلاد، فهناك نوع من أنواع "الأفوكادو" ينضج في الشهر التاسع؛ أي قبل شهرين من نضجه في "أوروبا"، فيمكن الاستفادة من هذه النقطة بتصدير هذا النوع ويحقق مردوداً يرفد اقتصاد البلاد ويساعد المزارع أيضاً. أما عن إقبال المزارعين، فقد كان هناك خوف من الخوض في هذه التجربة، وكان الإقبال قليلاً، فالمزارع بحاجة إلى كلام موثوق، خاصة أنه كان يستورد البذور من الخارج من دون معرفة البيئة التي نمت فيها، لذا عملت على بناء الثقة مع المزارع عن طريق المتابعة الدائمة للنبات منذ الزراعة حتى إنتاج الثمار؛ الأمر الذي ساعد على زيادة الإقبال».

فيما تحدث "سامر كمركجي" أحد المزارعين الذين يزرعون الفاكهة الاستوائية حديثاً: «كان لدي خوف من زراعة الفواكه الاستوائية، خاصة أنها تجربة جديدة بالنسبة لي، لكن "أحمد غانم" شرح لي مطولاً عن طريقة الزراعة وكيفية العناية بها، وبأنها تعطي أكثر من موسم، وسيتكفل بالمتابعة المستمرة للزراعة إلى أن تعطي الثمار، والآن زرعت عدّة أنواع فواكه استوائية، والأمر جيدٌ بالنسبة لي، فالآن لا أعتمد على محصول واحد فقط، بل هناك عدة مواسم يمكن أن تؤمن لي مردوداً جيداً خلال العام».

شجرة الشيكو

يذكر، أن "أحمد غانم" من مواليد قرية "فديو" في محافظة "اللاذقية"، عام 1963.

أشجار السابوتا كريمة