استطاعت الفنانة التشكيلية "أمل الحسين" إعلان بداية جديدة لمشروعها الفني في "اللاذقية" بعد أن تركت عملها ومنزلها في "الرّقّة" التي سكنتها الحرب وغادرها الأمان، واستطاعت خلال مدة بسيطة أن تدخل التراث إلى أعمالها، فباتت أشغالها تحمل ماركة خاصة باسمها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 31 أيار 2017، التشكيلية "أمل الحسين"، فتحدثت عن بداياتها في العمل اليدوي والتصميم قائلة: «في طفولتي كنت أجلس في المنزل بمفردي أرسم الرسوم الكاريكاتورية والرسوم المختلفة المستمدة من برامج الأطفال التي أتابعها، ثم أعمل على تطريزها بالخيطان العادية أو الصوف، وأول قطعة بالعمل اليدوي كانت "زهرة النرجس"، فقد نالت استحساناً كبيراً بين أفراد أسرتي الذين اعتمدت عليهم فيما بعد بإحضار المواد اللازمة لعملي، كما استفدت من الثياب المستعملة والعمل على إعادة تدويرها وتصميمها بطريقة فنية؛ وهذا ساهم في إغناء خبرتي».

في طفولتي كنت أجلس في المنزل بمفردي أرسم الرسوم الكاريكاتورية والرسوم المختلفة المستمدة من برامج الأطفال التي أتابعها، ثم أعمل على تطريزها بالخيطان العادية أو الصوف، وأول قطعة بالعمل اليدوي كانت "زهرة النرجس"، فقد نالت استحساناً كبيراً بين أفراد أسرتي الذين اعتمدت عليهم فيما بعد بإحضار المواد اللازمة لعملي، كما استفدت من الثياب المستعملة والعمل على إعادة تدويرها وتصميمها بطريقة فنية؛ وهذا ساهم في إغناء خبرتي

وتتابع الحديث عن عملها وتطويره: «قرّرت بعد زواجي العمل على نطاق واسع، فقمت بافتتاح ورشة في "الرّقّة" عام 1990، واحترفت مهنة الأعمال اليدوية وتصميمها ثم تنفيذها، هذه المهنة التي كانت هواية ازدهرت وأصبحت تحتلّ حيزاً كبيراً في حياتي، فقد عُرفت أعمالي في أنحاء "الرّقّة" من خلال مشاركاتي في معارض عدة، كالسجاد اليدوي، واللوحات التي حملت تراث المدينة، والورود، والأشجار، والوسائد، وغيرها من الأعمال التشكيلية، كما كنت أقوم بإرسال بعض أعمالي إلى بلدان عربية وأجنبية كثيرة، وهناك لوحة من أعمالي انتشرت محلياً وعربياً كُتب عليها: (يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت صاحب الدار)؛ للدلالة على إكرام الضيف».

بعض أعمالها

لم تفقد "الحسين" الأمل بعد أن أصبحت الحياة غير آمنة في مدينتها الثكلى، وأضافت: «الأوضاع غير الآمنة في "الرقة"، والحياة التي باتت كلها في خطر أجبرتنا على ترك مدينتنا، فانتقلت للعيش وعائلتي في "اللاذقية" عام 2014، وبعد استقرارنا والتحاق أبنائي بمدارسهم وجامعاتهم كان لا بدّ من العمل لتحقيق الانسجام مع الحياة الجديدة والصعوبات التي تغلفها، ولم يكن لدي الوقت الكثير لهدره، فقد قمت بجولة في أسواق "اللاذقية" كافة لأستكشف الحياة التي ينتهجها الناس، وأقارب أذواقهم وأعمارهم في عملي اليدوي، ووجدت التنوع والاختلاف بين مكان وآخر.

قمت بعد ذلك بإنشاء ورشة بسيطة ضمن منزلي تحل مكان الورشة التي فقدتها في "الرّقّة"، وأخذت أشتري في البداية ما قلّ ثمنه من المواد الأولية والثياب المستعملة لتصميم وتنفيذ أعمالي التي أشتغلها بطريقة احترافية وأعطيها فكرة تجعلها مرغوبة في كل وقت، ثم سوّقت لمنتجاتي في الأسواق، ولاقت إقبالاً لدى الناس، وبات عملي معروفاً ومميزاً عن الأعمال الأخرى؛ لاستخدامي مادتي الخيش والجينز، وإضافة اللمسات الفنية إليهما. وفي عام 2014 شاركت بمعرض "موزاييك" الذي مثّل قفزة نوعية بالنسبة لي وانطلاقة ناجحة لاستعادة الألق لعملي الذي لا أجد له نهاية».

أمل الحسين

"روزا خضر" من مدينة "طرطوس" المتابعة لأعمالها، تتحدث عنها قائلة: «تعرّفتها أثناء وجودها في "الرقة" حين كان عملها في البدايات، وتميزت بإعادة تدوير الأشياء التالفة والمهملة وإخراجها بطريقة فنية، لقد كنت معجبة بأعمالها اليدوية التي اقتنيت الكثير منها، واعتمدت تقديمها كهدايا للأصدقاء والأقارب في المناسبات، وتشجعوا بدورهم على الشراء، أدخلت التراث إلى أعمالها، فكان كالهوية التي سجلت باسمها، كما استخدمت دلّة القهوة وحبات البن الطبيعي كرمز في لوحاتها، فأكسبها لقب الفنانة التشكيلية التراثية، وحضرت مشاركاتها في معارض "اللاذقية"، ولمست الصدى الإيجابي لفنها الجميل».

الجدير بالذكر، أن الفنانة التشكيلية التراثية "أمل الحسين" من مواليد مدينة "الرقة"، عام 1976.

مشاركتها في أحد المعارض