نال هذ المشروع المرتبة الرابعة على مستوى "سورية" في المسابقة الوطنية للإبداع والاختراع عن فئة المحترفين، العام الماضي، وهو وسيلة تعليمية مصنوعة من مواد آمنة بالكامل.

تعدّ وسائل الإيضاح المتخصصة في "الميكانيكا" من أهم الطرائق التعليمية في إيصال آلية تنفيذ التحريك والحركة، لكون "الميكانيكا" تعني علم الحركة. من هنا يكتسب مشروع "محاكاة عمل محرك احتراق داخلي"، الذي شارك فيه الطالبان "محمد إبراهيم حسن"، و"يوسف علي يوسف" بإشراف الدكتورين المهندسين "أحمد سلامة" و"عيسى اليوسف"، في معرض كلية "الهمك" الشهر الماضي، أهمية بالغة.

شرح وفهم عملية الاحتراق الداخلي في المحركات، من أهم الدروس النظرية والعملية التي تقدم للطلاب في كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية، ولذلك كان لهذا المشروع أهميته البالغة في المشاهدة البصرية الكاملة لهذه العملية، حيث لا يتوافر في النماذج المعدنية هذا الأمر، كما أنه يتميز بنظافته والقدرة على نقله بين مختلف القاعات والورشات دون أن يتأثر المشروع أو يتأثر الطلاب نتيجة الاحتراق في حد ذاته

يتحدث الطالب "يوسف يوسف" عن مشروعه في حديث لمدونة وطن “eSyria” بتاريخ 9 أيار 2014، فيقول: «يحاكي هذا المشروع آلية عمل محرك الاحتراق الداخلي بشكل كامل، مع وجود مجموعة ميزات مهمة لسير العملية التدريسية، ويمكن فكه وتجزئته إلى قطع في دقيقتين ونصف الدقيقة، ويمكن تركيبه بنفس الزمن تقريباً، كما أنه نموذج نظيف لا يحتوي أية زيوت ولا شحوم على أي من سطوحه، والميزة الأهم هي إمكانية رؤية كل أجزائه الداخلية والخارجية أثناء دورانه دون إجراء أي قطوع هندسية فيه، وهذا أمر لا يتوافر في النماذج المعدنية الموجودة، حيث ساعدنا استخدام مواد شفافة مثل الفيبر كلاس والبلاستيك والخشب في صناعته بهذا الشكل».

دكتور هادي معلا مع الطالبين

تم تصنيع الأجزاء الرئيسية للمحرك مثل: "الكرَنْك، والبستونات، والصبابات، والكامات" من الخشب، يتحدث أيضاً الطالب المشارك في المشروع "محمد إبراهيم حسن"، ويضيف: «هذا النموذج قابل للدوران والحركة ليحاكي تماماً حركة عمود "الكرَنْك" وأذرع التوصيل ودوران عمود "الكامات" الذي يسبب فتح وإغلاق "الصبابات"، وبتوقيت دقيق جداً يماثل عمل المحرك الحقيقي، وهو يعمل مع نظام آخر هو نظام محاكاة الأشواط الأربعة للمحرك، وهو مصنوع من دارات كهربائية موصولة إلى ليدات ضوئية تنير كل منها مرحلة من مراحل عمل المحرك، فالأزرق لشوط السحب، دلالة على دخول شحنة وقود وهواء إلى الحجرة، ويبقى نفس اللون خلال شوط الانضغاط حيث لم تتعرض الشحنة للحرق بعد، في حين يصبح لون الحجرة أحمر في مرحلة الاحتراق دلالة اشتعال الشحنة، وأخيراً يصبح أخضر في شوط طرح غازات الاحتراق، تهيئة لها للدخول في دورة جديدة».

تم تصميم المشروع في مراحله الأولى عبر الرسم التخطيطي (كروكي)، مع تحديد الأبعاد الدقيقة لكل مرحلة ولكل قطعة، وبعد ذلك وبمساعدة برنامج التصميم Solid Works صمم المشروع وأجريت عليه محاكاة حركية كاملة، إضافة إلى تحليل الإجهادات والقوى التي يتعرض لها كل جزء من أجزاء المحرك، حيث يقوم البرنامج بإظهار المحرك بأبعاد ثلاثية، مع إمكانية عرض كل جزء وحده، وتحليله، وتحريكه، والتأكد من كل التفاصيل التقنية للقطعة، وفي المرحلة الثالثة والأخيرة، تم تصنيع كل قطعة على حدة وفق الأبعاد المحددة والعملية التكنولوجية المختارة له، ومن ثم تجميعها معاً لتأخذ الشكل النهائي للمحرك.

أبرز القطع في المشروع

استغرق هذا العمل ثلاثة أشهر حتى أبصر النور، وبمساعدة من مخابر الكلية التي قدمت للطلاب كل التقنيات من مخارط، وسباكة، وأدوات مساعدة.. الدكتور المهندس "هادي معلا" المدرس في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، والمسؤول عن مخبر "السباكة" قال تعليقاً على المشروع مقارناً إياه بمشاريع مماثلة مصنوعة من المعدن: «شرح وفهم عملية الاحتراق الداخلي في المحركات، من أهم الدروس النظرية والعملية التي تقدم للطلاب في كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية، ولذلك كان لهذا المشروع أهميته البالغة في المشاهدة البصرية الكاملة لهذه العملية، حيث لا يتوافر في النماذج المعدنية هذا الأمر، كما أنه يتميز بنظافته والقدرة على نقله بين مختلف القاعات والورشات دون أن يتأثر المشروع أو يتأثر الطلاب نتيجة الاحتراق في حد ذاته».

يعتزم الطالبان تقديم المشروع هدية إلى الكلية التي درسا فيها، ليكون نموذجاً مساعداً في العملية التدريسية، في بادرة جميلة منهما، تعمق العلاقة التي تربط الطلاب بكليتهم، وفي محاولة مشرفة منهما للمساعدة في تحقيق أفضل النتائج للعملية التدريسية في حد ذاتها.

محاكاة عمل محرق احتراق داخلي