يواظب الناس في الريف السهلي على استثمار الأراضي الزراعية الواسعة بالمواسم الكبيرة كالبيوت المحمية وغيرها، أما الناس في الريف الجبلي حيث الأراضي قليلة الاتساع فيجمعون جميع محاصيل أراضيهم ويقومون ببيعها بطرق تعاونية مختلفة.

للتعرف أكثر على مواسم الريف الجبلي زارت مدونة وطن eSyria إحدى القرى الجبلية وهي "المشيرفة" في ريف "جبلة" بتاريخ 12/10/2012 والتقت الجد "مرهج سلوم" من أهالي البلدة والذي تحدث بالقول: «قريتنا جبلية والمساحات الزراعية فيها صغيرة جداً وهي على شكل مدرجات صغيرة الحجم لحفظها من الانهيارات بفعل السيول في فصل الشتاء، فالمساحات القليلة ليست عائقاً في الزراعة فنقاء الجو في قريتنا وبعدها عن الملوثات كفيلان بإنتاج نقي وطازج وخال من أي ملوثات وهو طبيعي بنسبة 90% إن لم نقل 100%».

أجمع محصولي وآخذه للمدينة حيث أفرشه على الرصيف في سوق الخضراوات بأماكن محددة للبسطات وحين ينفق أعود للمنزل لأتابع في اليوم الثاني وهكذا، وبهذا أضمن مدخولاً إضافياً لأسرتي

يتابع: «نزرع "البقدونس والسلق" وكافة أنواع الخضراوات الورقية في مساحة صغيرة تدعى "الحاكورة" أو "الخربة" أو "المساكب"، فأنا مثلاً يوجد أمام منزلي /4/ مساكب صغيرة وقد زرعتها "بالقدونس والفجل والسلق" ورعايتها بسيطة جداً، حيث أقوم بحفر الأرض يدوياً أو بالمحراث القديم قليلاً، حيث إن المحراث الحديث لا يستطيع الدخول إليها لطبيعتها الجبلية الصعبة، وبعد عملية الزراعة تبدأ السقاية بشكل دوري دون أدنى جهد يذكر وبعدها أبدأ بجني المحصول وتسويقه في المدينة».

الجد عبود محمد

وعن كيفية التسويق تحدث بالقول: «أجمع محصولي وآخذه للمدينة حيث أفرشه على الرصيف في سوق الخضراوات بأماكن محددة للبسطات وحين ينفق أعود للمنزل لأتابع في اليوم الثاني وهكذا، وبهذا أضمن مدخولاً إضافياً لأسرتي».

السيد "همام عبود" وهو موظف في "غزل جبلة" أشار بالقول: «نحن في قريتنا مشهورون باستثمار الأراضي مهما كانت صغيرة المساحة وفي ظل الغلاء الحاصل لابد من البحث عن مورد جديد، وبالفعل بدأت مع زوجتي بإعداد الأرض للزراعة حيث زرعت كافة المحاصيل التي تخطر في البال "بندورة لوزية وبقدونس وسلق ونعنع وملفوف وجرجير وبصل أخضر...الخ" وهي زراعات بسيطة وبعد موجة الغلاء الحاصلة فهي تعطي مردوداً لا بأس به قياساً بحجم المحصول».

السيد همام عبود يجني المحصول

وأما عن طريقة تسويق المحصول فيضيف: «قريتنا شهيرة بنقاء جوها وجودة محاصيلها ولاسيما الورقية التي تحتاج لجو نقي، فشهرتها هي الحل في تسويق موسمي، حيث يطلب مني زملائي في العمل جلب محصولي وبيعه لهم وبالفعل فأنا آخذ معي كل يوم إلى العمل الخضراوات التي يطلبونها مني، وبذلك لا أتعب كثيراً في عملية التسويق وغالباً ما أحصل آخر الشهر على ربح يوازي راتبي الشهري من مواسم بسيطة زرعت على مساحة أمتار قليلة جداً قياساً بالأراضي الزراعية المتعارف عليها».

ويحدثنا الجد "عبود محمد": «تعودنا على العمل ولن نتوقف قبل العجز أو الموت وما الذي سيضر من العمل في الأرض؟ الأرض كلها بركة وكيفما عملت بها ستنتج وستعطي رزقاً، وهذا مبدئي منذ كنت شاباً، صحيح أن الأراضي ليست واسعة المساحة ولكني أعتني بها واستغل كل شبر فيها بزراعات بسيطة كالخضراوات الورقية إضافة إلى "البندورة الجردية"، ولأن كل القرية تزرع ذات الخضراوات وهي مواسم صغيرة لا تستحق أن نرسلها فرادى إلى سوق الهال في "جبلة"، ولذلك فإننا نجتمع كل عشرين منزلاً نجمع المحصول ونفرزه كل واحد ومحصوله ويذهب واحد منا مع المحصول لبيعه وبذلك لا نخسر كثيراً في تسويقه وهو مطلوب جداً في المدينة لنظافته التي تعكسها رائحة الخضراوات الطازجة».

السلق معد للتسويق