أتى شهر رمضان المبارك وقاربت أيامه المباركة على الانتهاء، ولم يتغير إقبال الناس على المصايف والشواطئ والمقاهي في "اللاذقية".

فالسهرات البحرية والجبلية تمتد على عادتها المستمرة من فترة ما بعد الإفطار وحتى السحور، مع برامج سياحية تسر الأعداد الكبيرة من الرواد والمصطافين السوريين وبعض السياح والإخوة العرب.

هناك إقبال كبير من قبل السوريين على المصايف وخصوصا مناطق كسب وصلنفة وسلمى، بالإضافة إلى إقبالهم أيضاً إلى الشواطئ والمنتجعات الخاصة للسباحة في أوقات العطل والأعياد

إقبال الناس تزامن مع التشجيع الأهلي الذي بادر فيه كل شخص سوري غيور على وطنه واقتصاد وطنه، فمن التقارير الإعلامية للوسائل الإعلامية عن أهم المناطق السياحية إلى العروض الكبيرة والمغرية التي ما زالت إلى الآن تقدم من قبل أهم المنشآت السياحية، إلى الشباب السوري الذي ما فتئ يروج إلى سياحة بلده من خلال الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، ما دعا بعض المغتربين السوريين إلى زيارة الوطن، وزيارة "اللاذقية" عروس الساحل السوري التي تزهو هذه الأيام بكل بقاعها آمنة مستقرة.

الصلنفة القديمة

الشاب "ويس العاشور" وهو أحد المرتادين لمنطقة كسب عند نهاية كل أسبوع تحدث لموقع eLatakia بالقول: «مدينة كسب تعيش وعلى مدار كل أيام الأسبوع أجمل لحظاتها، فمساء المدينة الصغيرة تعمه البسمات والنسمات العليلة التي تمد بعمر أي زيارة تقررها إلى هذه البقعة السورية الأجمل على الإطلاق، كل شيء جميل وآمن، وحتى الأسعار والخدمات التي تقدم في معظم منشآت المدينة هي مخفضة ومناسبة للمواطنين، فازدحام المدينة بعد كل إفطار حري به أن يشجع الجميع على زيارتها وزيارة كل مصيف ومنتجع في "اللاذقية" التي تعيش أجمل أوقاتها الآن».

يضيف الشاب "ويس" وهو أحد القائمين على إحدى صفحات الفيس بوك الترويجية والتي تعنى بنشر الصور الخاصة بأهم مواقع سورية السياحية: «لقد عملنا ومن خلال خلايا عمل تجمعت بكل الاختصاصات التقنية والإعلامية من أجل المساهمة فيما بيننا لنشر ثقافة الترويج الشعبي للسياحة الداخلية، فكنا ننقل أنباء أهم العروض التي كان يقدمها أصحاب المنشآت السياحية، وأيضاً نعمل على الترويج لتبادل الزيارات ما بين المحافظات، وقد حصلت عدة زيارات في الفترة الأخيرة، وما زلنا على أهبة الاستعداد لتنظيم رحلات قادمة أخرى من أجل المساهمة قدر المستطاع في نشر ثقافة السياحة الداخلية في سورية والعودة إلى الوضع الطبيعي للبلد، بما فيه المناطق التي تعرضت لأحداث مؤسفة، فالدعوة مفتوحة للجميع لزيارة كل المدن السورية وأهم مواقعها السياحية».

محافظ اللاذقية "عبد القادر الشيخ"

السيد "عبد القادر محمد الشيخ" محافظ "اللاذقية" تحدث لنا بما يخص الواقع السياحي في المدينة بالقول: «"اللاذقية" لديها إمكانات وعوامل جذب سياحية متميزة، ويعتبر القطاع السياحي من العوامل الاقتصادية الهامة فيها، ويعتبر تعزيز الخدمات السياحية المرافقة والبنى التحتية (نظافة، مياه، كهرباء، خدمات النقل البري والبحري والجوي، الطرق) بشكل متوازٍ مع المنشآت والفعاليات السياحية، من العوامل الهامة لرفع سوية المنتج السياحي».

ويضيف المحافظ: «تسعى المحافظة من خلال خططها لدى الجهات المعنية للوصول إلى المستوى اللائق الذي يوفر للسائح رحلة مناسبة تكون قابلة للتكرار، وعلى الرغم من توافر الفاعليات السياحية في المحافظة والتي وصلت إلى (128) منشأه مبيت بمستوياتها المختلفة، المستثمر منها/72/ بعدد أسرّة /7882/ وقيد الإنشاء /56/ بعدد أسرّة (9339)، وإجمالي الكراسي لمختلف المنشآت/ 78038 / المستثمر منها يشكل /43444/ والباقي قيد التنفيذ، وعدد الأدلاء السياحيين المرخصين في محافظة اللاذقية (8) وعدد المكاتب السياحية 38 ويوجد 8 مكاتب قيد الترخيص».

مشقيتا احدى اهم مواقع اللاذقية السياحية

وبالتطرق إلى ملف "حي الرمل الجنوبي" الاقتصادي والخدمي والإنمائي والسياحي تحدث السيد المحافظ: «إن منطقة الرمل الجنوبي ستحظى بمشروع تجاري هام جدا بالنسبة لأهالي المنطقة وهو عبارة عن سوق كبير من طابقين سيؤمن فرص عمل للمئات من أهالي المنطقة والبدء بهذا المشروع سيكون قريبا جدا، وسنعمل على إنشاء مماثل له في "حي قنينص" أيضا، بالإضافة إلى مشروع بناء أكثر من 20 برجا سكنيا في المنطقة وقعت عقودها مع شركة الإنشاءات العسكرية، وسيتم التسليم بعد سنة ونصف، سيشمل المشروع أيضا تجميل الشاطئ وتشجيع الواقع السياحي بالمنطقة الجنوبية من خلال تخديمها وتأمين كل معطيات الجذب السياحي».

ويتابع "الشيخ" قائلا: «على الرغم من وجود العديد من الفعاليات والخدمات السياحية نرى أنها لا تحقق التنافسية ولا تلبي كماً ونوعاً طموح المحافظة وكذلك فيما يخص الفعاليات المرافقة التي تساهم في الصناعة السياحية، التجارية والتخديمية والتسويقية ومكاتب السياحة والسفر، فهي تحتاج إلى إعادة النظر والتطوير بما يلائم التطور السياحي الحالي، ونحن نعمل حالياً مع الجهات المعنية على تطوير هذه الخدمات ورفع سويتها بما يناسب ويلبي احتياج السائحين من مختلف الشرائح، ولتحسين وتطوير الواقع السياحي يتم العمل على:

  • متابعة مشاريع الاستثمار المتعثرة للنهوض بها ووضعها في حيز الاستثمار خلال مدة قريبة.

  • توفير ثلاث مناطق للسياحة الشعبية (استجمام وشواطىء مفتوحة) لتلبية احتياجات السكان في البسيط والصنوبر وأم الطيور.

  • تشجيع الاستثمار السياحي للمشاريع السياحية المتوسطة والصغيرة ذات الطابع الشعبي في مختلف مناطق المحافظة التي تعكس التقاليد والطابع المحلي.

  • تشجيع الحرف والمهن اليدوية التي تخدم السياحة.

  • وضع خطط وبرامج لعناصر الجذب السياحي (المهرجانات والملتقيات والمسابقات وغيرها من الأنشطة والفعاليات) بهدف زيادة عائد النشاط السياحي.

  • توفير البنى التحتية مياه، كهرباء، خدمات نقل.

  • الاهتمام بالشبكة الطرقية القائمة لتأمين سهولة تخديم الاغراض الاقتصادية والسياحية والزراعية في المحافظة.

  • تأهيل المناطق السياحية، والحفاظ على النظافة داخل وخارج المواقع السياحية وضبط ومراقبة الأسعار، ورفع سوية وجودة الخدمات المقدمة في المنشآت السياحية القائمة، والمتابعة والمراقبة الجدية لضمان ذلك».

  • فيما يتحدث مدير السياحة في "اللاذقية" المهندس "رامز بريبهان" لنا: «بادرت بعض الفعاليات الاقتصادية وحتى المنشآت السياحية في بداية الموسم السياحي الحالي إلى تقديم تسهيلات وحسومات بالإقامة والإطعام وصلت إلى أكثر من 50%، كما بادر بعض الأهالي في مناطق عدة منها البسيط وأم الطيور إلى تقديم عروض مجانية وشبه مجانية وذلك بغية تشجيع السياحة الداخلية».

    ويضيف "بريبهان": «هناك إقبال كبير من قبل السوريين على المصايف وخصوصا مناطق كسب وصلنفة وسلمى، بالإضافة إلى إقبالهم أيضاً إلى الشواطئ والمنتجعات الخاصة للسباحة في أوقات العطل والأعياد».

    تجدر الإشارة إلى أن أسواق المدينة في "اللاذقية" انتعشت كثيرة خلال هذا الأسبوع، وعادت إلى وضعها الطبيعي.