بدأ الشباب السوري العمل عبر مجموعات كبيرة على المواقع الاجتماعية الشهيرة تحت عناوين متعددة مما يحدث في نفوس الشباب وأفكارهم.

هي لغة تواصلية جديدة مكنت هؤلاء الشباب من التواصل مع بعضهم عبر الشبكات الإعلامية الافتراضية التي خلقت ساحة أخرى للعمليات الحربية الإلكترونية التي وصل صيتها ودعاية نجاحاتها إلى العالم بأسره لما حققته على الأرض.

هذا المركز، كما نطمح، سيكون بدايةً لمشروعٍ إعلاميٍ أكبر، تتوافر فيه الخبرات التقنية والإعلامية، منسجمةً مع بعضها كي يكون مشروعاً متطوراً في كل جوانبه

اجتمع الشباب السوري حتى ينشئ مجموعات أو شبكات إخبارية عملت وفق أنظمة عمل الشبكات الإخبارية إعلامياً وواقعياً عبر اعتماد لغة الأخبار المنقولة شفهياً والمتداولة ما بين عدة مصادر عمومية من أرض أي منطقة شغلتها الأحداث المؤسفة وسواها.

الاستاذ سجيع قرقماز

موقع eSyria يستعرض إحدى تلك التجارب الشبابية في "اللاذقية" وهي مركز "بانوراما" الإعلامي الاجتماعي الذي عمل ومنذ بداية الإحداث عبر خمس صفحات متخصصة في خطة عمل إعلامية واقعية من الأرض وحياة الناس.

"مها إبراهيم" طالبة في جامعة تشرين تتحدث عن فكرة صفحة "بانوراما اللاذقية" لتقول: «أرى فيها منبراً يعبر عني وعن أحلامي وحقوقي وواجباتي وأشجع أن تفعل هذه الفكرة في جميع المحافظات لكي نوصل صوتنا نحن الشباب، هو مركز يعمل فيه شباب مثقفون ومحترفون لديهم حس وطني عال وبإمكانهم التأثير على مجريات الأحداث من خلال حسن تعاملهم الحرفي معها، لكن لابد من التنظيم الجيد بين جميع الأعضاء فلا إنجاز بلا عمل منظم، المركز يلقى شهرة جيدة إي إنه أثبت وجوده لكن المرحلة القادمة هي مرحلة إثبات الكفاءة».

الزميلة يونا زود..

الاعلامية الزميلة "داليا عبد الكريم" المتابعة لصفحات "بانوراما" تتحدث عن شهادتها بالمركز وصفحاته لتقول: «فكرة المركز، فكرة شبابية رائعة قائمة على حس التنوع في التعاطي مع المعلومة أينما وقعت حادثتها وأينما كان مصدرها، الناس هنا تعاملوا مع معلومات صفحات المركز بكل جدية وموضوعية، لما ناله من مصداقية ومهنية، ومن خلال متابعتي للمركز وشبابه سواء على الشبكة أم خلال زياراتي المتكررة لهم، رأيت حس التعاون والتعامل المنهجي والمؤسسي الراقي الذي يشغل كافة أروقة المركز، فلكل منهجه ومذهبه في الفكرة، إلا أنهم اجتمعوا بتوقيت معين على حب الوطن والعمل من أجله دون كلل أو ملل، وإن أردت التحدث عن حرفية المركز فالكل يشهد بحسن تعاطي المركز وصفحاته مع الخبر وكيفية الحصول على معلومة الصحيحة في ظل تداخل المعايير والمصادر، إلا أن المركز وصفحته الإخبارية "بانوراما اللاذقية" على وجه الخصوص، خاض مراسلوها في أصعب نقاط الأحداث المضطربة كـ"اللاذقية" و"جبلة" و"بانياس" و"حمص"، ونقلوا الواقع كما هو، ليقدموه للمتابعين بكل أمانة ومهنية».

أمين تحرير المركز، "يونا زود" تحدثت عن آلية عمل المركز: «المركز هو بادرة شبابية جاءت لتشتغل على المعلومة والمصدر والتسويق الاعلامي المضاد لمن يريدون السوء بأمن بلادنا وأمانها، عملنا ومنذ اللحظة الأولى على تغطية واسعة لكل مجريات الحدث السوري أينما كان وأينما وقع بتجرد ووطنية وواقعية، نقلنا للمغتربين الخبر الصحيح والمعلومة مصورة ومتبوعة بالعديد من الأدلة التكذيبية لكل الحملات المغرضة التي كانت تسوق إليهم عبر هجمة إعلامية منظمة ومدروسة».

يقول "احمد آت" أحد المتطوعين في مركز "بانوراما" وصاحب إحدى الشبكات الإخبارية العاملة في سورية: «ما أتحدث عنه هنا هو الشبكات الإخبارية الوطنية وذات التوجه الداعم للمطالب الشعبية وقد أثبت أغلبها على الأقل مصداقية في نقل الوقائع بعيداً عن روتين الإعلام الأكاديمي واعتمادها على دور الشباب الذي رافق الأحداث اول بأول.

وصفحة بانوراما كتجربة لمركز إعلامي شبابي وصلت إلى مرحلة ضمت ألوان الطيف جميعها وبات النقاش يرتكز على إيجاد حلول فاعلة وعملية من خلال تحويلها من حوار افتراضي إلى حوار على أرض الواقع من خلال اللقاءات الشبابية وتلاقي الأفكار».

أما مدير مشروع مركز "بانوراما" الزميل الصحفي "سجيع قرقماز" فيقول عن هذه التجربة الشبابية الرائدة: «مركز "بانوراما" الإعلامي والاجتماعي عبارة عن تجمع عدد من المهتمين بالشأن الإعلامي في سورية، وبدعمٍ من مجموعة من المهتمين بالشأن التقني في مجال الإنترنت، ما يعطينا فرصة للعمل بشكلٍ مريحٍ ومتطور، نعمل خلاله على تطوير ذاتنا في المجالين معاً، لنصل إلى تجمعٍ إعلاميٍ متطور مهنياً وإعلامياً».

يضيف "قرقماز": «اخترنا الانطلاق في عملنا يوم السابع عشر من نيسان الماضي بإصدار صفحتنا الأولى "بانوراما اللاذقية" وهي منوعة خبراً وتحليلاً وتعريفاً بـ"اللاذقية"، ثم أتبعناها بصفحة "وجع الثورة السورية" وهي كوميدية ناقدة تحاكي وتنتقد بعض الأفكار التي يطرحها البعض في صفحاتٍ موجهة لتشويه الحقيقة في سورية، إضافةً لمشاركتنا في صفحة إخبارية تحليلية تصدر بعدة لغاتٍ بعنوان (The truth About Syria)، ولا يقتصر عمل المركز على إصدار هذه الصفحات، بل نقوم بدورٍ اجتماعي في "اللاذقية" همه نشر الوعي والمحبة بين أهل المحافظة، وأقمنا صلاة مشتركة جمعت أعضاء وممثلي الديانتين الإسلامية والمسيحية، وسنقيم أيضاً وفي وقتٍ قريب، احتفالاً كبيراً في موقع أوغاريت الأثري، يتضمن ندوةً إعلامية، وأخرى تاريخية، وحفلاً فنياً، وسيكون في يوم 7/7/2011 في السابعة مساءً، وسنحاكي من خلاله حضارة أوغاريت وتاريخها، من خلال "نداءٍ للحرية من أوغاريت الكنعانية"».

يختم "قرقماز": «هذا المركز، كما نطمح، سيكون بدايةً لمشروعٍ إعلاميٍ أكبر، تتوافر فيه الخبرات التقنية والإعلامية، منسجمةً مع بعضها كي يكون مشروعاً متطوراً في كل جوانبه».