مفهوم الزراعة المائية أو الزراعة دون تربة مفهوم جديد أدخل حديثا إلى محافظة "اللاذقية".

وحيث إن المشروع مايزال في مراحله الأولى وللتعرف أكثر إلى مفهوم هذه الزراعة زرنا أول مواقعها في "اللاذقية" بقرية "زاما" في ريف "جبلة" بتاريخ 19/6/2011 والتقينا المهندس الزراعي "ظهير صالح" الذي حدثنا بقوله: «غامرت بهذا المشروع بعد أن تعلمته في مخابر جامعة تشرين مع زملائي وحين تخرجت أحببت أن أجربه على أرض الواقع وبالفعل جربت الفكرة ونجحت بشكل كبير جدا رغم صعوبة إقناع الناس بها في البداية».

غامرت بهذا المشروع بعد أن تعلمته في مخابر جامعة تشرين مع زملائي وحين تخرجت أحببت أن أجربه على أرض الواقع وبالفعل جربت الفكرة ونجحت بشكل كبير جدا رغم صعوبة إقناع الناس بها في البداية

وعن آلية عمل الزراعة دون تربة حدثنا المهندس "صالح" فقال: «في هذا النوع من الزراعة نستغني نهائيا عن التربة فنبدأ في أول مراحلها بإنشاء أنفاق إسفلتية ضمن البيوت المحمية بشكل طولاني وموزعة بالتساوي، ضمن هذه الأنفاق الإسفلتية نهيئ بيئة ملائمة للنبات فإما أن تكون بيئة مائية بشكل كامل "محلول مغذٍ فقط" أو نضع فيها "الرمل" أو "البرليت" أو "الخفاف الأسود" وبعد ذلك نزرع شتول البندورة في هذه البيئة ونقوم بسقايتها بالمحلول المغذي الذي يعتبر أساس الزراعة المائية».

م.ظهير صالح

وعن تركيبة المحلول المغذي وخصائصه حدثنا المهندس "ظهير" بقوله: «لا يوجد أي مادة عضوية أو هرمونية في المحلول المغذي إنما يحوي عناصر معدنية فقط وتركيبة هذا المحلول مختلفة من نبات إلى آخر وبحسب مراحل النمو فتركيبته في طور الشتول غير تركيبته في طور الإثمار ففي طور الشتول أزيد من "الآزوت" وفي مرحلة الإثمار أزيد من مادة "البوتاسيوم" وهكذا فإنني أتحكم بالمنتج الزراعي بما يناسبه في كل مرحلة وهذه إحدى أهم خصائص الزراعة المائية».

ويتابع حديثه ليقول: «كل /15/ يوما هناك محلول مغذّ جديد أقوم بتركيبه في خزان ومن ثم أرشه على النبات من خلال التنقيط حيث إن المحلول المغذي شبيه بتربه عالية الخصوبة بفارق أني في المحلول المغذي أتحكم بتوزيع العناصر المناسبة لكل مرحلة من مراحل النمو».

طرق توضع الأحواض

وعن التكلفة المادية لهذا النوع من الزراعة مقارنة بالزراعة التقليدية تحدث قائلا: «في الزراعة المائية المنتج أكثر جودة وأقل سعرا ولكن في أولى مراحل العمل بالمشروع هناك تكلفة زائدة من خلال بناء الأحواض الإسفلتية وبشكل تقريبي بإمكاننا أن نزيد على كلفة البيت البلاستيكي الواحد مبلغ /30/ ألف ليرة سورية هي كلفة الأحواض ولكن لمرة واحدة فقط وفي المقابل نحن نكون قد اختصرنا /70%/ من السماد المعدني لأن كلفة المحلول المغذي لا تتجاوز /30%/ من السماد المعدني كذلك سأختصر /100%/ من السماد العضوي و/100%/ من عمليات خدمة التربة- حراثة- سقاية- تعقيم- الأيدي العاملة- عدد ساعات العمل..الخ- وبذلك أحصل على منتج أكبر من المنتج بالزراعة التقليدية، ولنفرض أن الحد الأعلى لإنتاج شتلة البندورة المزروعة تقليديا هو /13/ كغ فإن هذا العدد يكون الحد الأدنى لدي في الزراعة المائية أو الزراعة دون تربة».

وفي لقائنا الدكتور "غياث علوش" وهو أستاذ في قسم علوم التربة والمياه بجامعة "تشرين" تحدث عن الزراعة المائية بقوله: «عاجلا أم آجالا ستصبح هذه الزراعة هي البديلة لأنها تعتبر الحل الأمثل لجميع مشاكل التربة بالإضافة إلى مزاياها الإنتاجية التي تحدث عنها المهندس "ظهير صالح" ويعود السبب في عدم انتشارها إلى الآن هو جهل الفلاحين بها ما يجعلنا محتاجين إلى ورشات عمل خاصة للتعريف بها».

البيئة المؤلفة من البرليت

وعما يقصده بمشاكل التربة تحدث الدكتور "علوش" بقوله: «التربة حاليا تعاني تلوثا كبيرا بسبب الاستخدام العشوائي للسماد العضوي حتى إننا سنصل لمرحلة لن يجدي التعقيم أي نفع معها وطبعا أيضا هناك قرى صخرية لا توجد بها تربة كافية أو صالحة للزراعة فتكون هذه الزراعة هي الحل الأمثل كما في قرية "زاما" التي بدأ بها المهندس "ظهير" مشروعه الناجح».

ولضمان انتشار هذه الزراعة في سورية قال الدكتور "علوش": «تعريف الفلاح بها وبمزاياها وانتشارها إعلاميا هو ما ينقصنا فقط لنشرها، علما أن طريقة الزراعة بسيطة جدا ولا تحتاج إلا لتركيب المحلول المغذي مرة واحدة أمام الفلاح وعبر ورشات العمل والشرح البسيط لها سيفهمها فلاحنا سريعا».