تعتبر المرافئ الركن الأهم في شبكة النقل البحري كنقاط التقاء بين مواقع الإنتاج والاستهلاك مما جعلها تشهد خلال السنوات الأخيرة نمواً متزايداً لدورها في رفع كفاءة النقل الدولي وازدياد الاعتراف الدولي بأهميتها ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة الحصة والعائدات من التجارة الدولية فأولتها الحكومات عناية خاصة لتحول من مجرد محطات مائية لاستقبال السفن إلى صناعة عالمية معقدة ومتشابكة تتداخل فيها الاستثمارات المالية مع المتطلبات التقنية والأمنية والإدارية.

أهم الفرص الاستثمارية في مرفأ "اللاذقية" كانت محور حديث وكلمة الأستاذ "سليمان بالوش" مدير عام الشركة العامة لمرفأ "اللاذقية" خلال ملتقى النقل البحري الدولي الأول المقام في روتانا "اللاذقية"، خلال يومي "11-12 /12/2010" بحضور أكثر من /300/ شخصية مهتمة وعاملة في مجال النقل البحري.

أهم استثمارات مرفأ "اللاذقية"، هي محطة حاويات مرفأ "اللاذقية" وقد تم التعاقد مع شركة "ترمينال لينكCMACGM" سورية القابضة لإدارة وتشغيل محطة حاويات مرفأ "اللاذقية" لمدة /10/ سنوات، قابلة للتمديد /5/ سنوات إضافية وفق مبدأ المشاركة بالإيرادات وقد بدأت الشركة عملها في "1/10/2009". وأيضاً هناك مجموعة من العقود الاستثمارية ما بين المرفأ وجهات متعددة على شكل إشغال لمساحات متفرقة من الأراضي التابعة لملكيته

موقع "eSyria" حضر المحاضرة، والتقى أحد الحضور اللواء "محمود القاضي" رئيس الاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية، والذي بدأ بالقول: «مرفأ اللاذقية ومرفأ طرطوس من اهم مرافئ المنطقة وفي اللاذقية خاصة ثمتى هناك فرص سانحة للجميع في استغلال موقعه الجفرافي المهم بالاضافة الى السعي دوما الى تطوير ادوات العمل بما يتماشى مع الحركة العالمية وتسارع تطورها، وانا شخصياً مهتم وسعيد جدا بعمل الملاحية السورية، وكنت قد حضرت مولدها واليوم احضر في اللاذقية وفي هذا الملتقى الدولي كيفية مناقشة كل الصعاب والمعضلات والاتفاقيات التي تهم عمل النقل البحري في المنطقة».

"سليمان بالوش" مدير عام الشركة العامة لمرفأ اللاذقية

المحاضرة التي بدأها الأستاذ "سليمان بالوش" مدير عام الشركة العامة لمرفأ "اللاذقية"، بدأها بحديث عن اهمية موقع مرفأ "اللاذقية" ودوره في المنطقة بالقول: «الموقع المتميز لمرفأ "اللاذقية" كبوابة عبور من أوروبا نحو الشرق قد هيأه لتلبية الاحتياجات المحلية المتعلقة بأعمال التصدير والاستيراد إضافة إلى قيامه بخدمات "الأقطرما" ونقل بضائع الترانزيت إلى "دول الخليج العربي، العراق، دول آسيا الوسطى".

وتزداد أهمية مرفأ "اللاذقية" في تجارة الترانزيت العابر من خلال ربطه بشبكة متطورة من الطرق البرية والسكك الحديدية مع كافة الدول المجاورة حيث يرتبط بشبكة خطوط السكك الحديدية والأوتوسترادات المرتبطة مع كافة المحافظات أو خطوط السكك الحديدية والأتوسترادات المرتبطة مع الدول المجاورة وخاصة بعد الانتهاء من أوتوستراد "اللاذقية" "أريحا"، ووصلة السكك الحديدية في منطقة القائم مع العراق وكذلك وجوده بالقرب من مطار الباسل الدولي والذي يبعد عنه حوالي 20 كم إضافة إلى وجود محطة حاويات متطورة تعتمد الأساليب الاحترافية وتزويده بأحدث التجهيزات المتخصصة في تداول البضائع والحاويات».

من الملتقى

موقع "eSyria" التقى الأستاذ "بالوش"، الذي تحدث عن أهم الفرص الاستثمارية المتوفرة في مرفأ "اللاذقية" بالقول: «مؤخرا، تم وضع الدراسات الأولية للمخططات المتعلقة بهذه التوسعة من المعهد الروسي سيوزمورني بروجيكت ثم خبراء وكالة جايكا اليابانية للتعاون الدولي وأخيراً تم وضع اللمسات الأخيرة على هذه المخططات من قبل خبراء البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP وقد أكدت جميع الدراسات المقدمة على ضرورة توسيع مرفأ "اللاذقية" نتيجة للطلب المتزايد على نقل الحاويات وعملية الإعمار المتوقعة في العراق وتوقع ازدياد نقل البضائع والشحنات باتجاه العراق، والتي نتوقع أن تبلغ حصة مرفأ "اللاذقية" منها 30 مليون طن سنوياً في العام 2020.

وذلك بناءً على موقعه الاستراتيجي الذي هيأه ليلعب دوراً هاماً كمرفأ شحن وأقطرما وترانزيت إقليمي لخطوط التجارة البحرية من "الأمريكتين، أوروبا، البحر الأسود، وشمال إفريقيا" باتجاه "العراق، إيران، دول الخليج العربي" وتم اتخاذ القرار اللازم من قبل الجهات الوصائية لتوسعة مرفأ "اللاذقية" بتاريخ "19/5/2009" ويتم التحضير للإعلان عن هذه التوسعة».

وأضاف الأستاذ "بالوش: «نحن حالياً بصدد استقدام شركة استشارية للإعداد والإعلان عن مناقصة دولية لمشروع توسيع مرفأ "اللاذقية" والذي يتلخص بإنشاء مكسر مع تعميق قناة الدخول إلى عمق /17/ متر، وإنشاء أرصفة جديدة بطول /2300/ متر، وأعماق مياه تصل إلى /16/ متر، مع مساحة جديدة تصل الى /170/ هكتار، وهذا التوسع يتيح لمرفأ "اللاذقية" استقبال سفن كبيرة تصل حمولتها إلى /100/ ألف طن، وسفن حاويات تصل حمولتها إلى /9/ آلاف حاوية نمطية TEU وبالتالي إمكانية استقبال /2,5/ مليون حاوية في العام /2015/ وحمولة إجمالية تصل إلى /20/ مليون طن سنوياً».

وتابع "بالوش" حديثه قائلاً: «كما سيتم أيضاً استقدام شركة استشارية للإعداد والإعلان عن مناقصة دولية لمشروع إعادة تأهيل الحوض القديم لمرفأ "اللاذقية" بعد خروجه من الخدمة لقلة غاطسة والذي لا يتجاوز /4,5/ متر، وايضا هناك نية لاستثمار "ساحة حلب" والتي تبلغ مساحتها /300/ دونم وهي غير مستثمرة، وتملك الساحة موقعاً متميزاً لقربها من المنطقة الصناعية حيث تبعد /7/ كم عن مرفأ "اللاذقية" و/1/ كم عن المنطقة الصناعية ويمكن استثمارها لغايات متعددة تتعلق بالأعمال المرفئية».

وحول الإجراءات التي اتخذتها شركة مرفأ "اللاذقية" في مجال التطوير والتحديث وسبل العمل فيها خلال العمل في مجال النقل البحري، تحدث "بالوش": «ثمتى هناك العديد من الإجراءات التي بدأنا من خلال عملية التطوير ضمن عملنا، فهناك أتمتة الأعمال المرفئية من خلال التعاقد مع الأكاديمية "العربية للعلوم والتكنولوجيا" واستخدام الحاسوب في إنجاز المعاملات، واستخدام النظم التكنولوجية الحديثة المستخدمة في خدمات مرور السفن من قبل المديرية العامة للموانئ مثل نظام التعرف الآلي على السفن VTMS، وإيلاء أهمية كبيرة لتنمية الموارد البشرية من خلال تدريب وتأهيل العاملين في مجال التدريب (الفني، المعلوماتي، اللغوي، التخصصي).

وأيضاً هناك دور تشغيل أجهزة السكانر من قبل إدارة الجمارك بالتنسيق مع إدارة المرفأ، وأيضاً تم مؤخرا إنشاء المخبر المركزي في مرفأ "اللاذقية" لإجراء كافة التحاليل المتوجبة على عينات البضائع الواردة والصادرة ضمن المرفأ دون الحاجة لإرسالها إلى جهة خارجية ليتم الكشف عنها».

وتحدث "بالوش" عن أهم الاستثمارات الحالية في مرفأ "اللاذقية"بالقول: «أهم استثمارات مرفأ "اللاذقية"، هي محطة حاويات مرفأ "اللاذقية" وقد تم التعاقد مع شركة "ترمينال لينكCMACGM" سورية القابضة لإدارة وتشغيل محطة حاويات مرفأ "اللاذقية" لمدة /10/ سنوات، قابلة للتمديد /5/ سنوات إضافية وفق مبدأ المشاركة بالإيرادات وقد بدأت الشركة عملها في "1/10/2009".

وأيضاً هناك مجموعة من العقود الاستثمارية ما بين المرفأ وجهات متعددة على شكل إشغال لمساحات متفرقة من الأراضي التابعة لملكيته».

تجدر الشارة إلى أن مساحة الحوض المائي لمرفأ "اللاذقية" /135/ هكتار محمي عن طريق حاجز أمواج رئيسي بطول /3166/ متر، وحماية شاطئية بطول /1500/ متر، ويمتلك /15/ رصيف بطول /3200/ متر بغاطس يتراوح بين /8 -13,3/ متر لاستقبال سفن الحاويات والبضائع العامة والدوكمة وسفن الركاب (خصص لمحطة الحاويات من هذه الأرصفة /800/ متر).

كما تبلغ المساحة البرية للمرفأ (ساحات ومستودعات تخزين) /170/ هكتار خصص لمحطة الحاويات من هذه المساحة البرية /62/ هكتار، بالإضافة إلى وجود صومعة حبوب سعة /35000 / طن ومستودع تبريد سعة /1500/ طن.

وقد حاضر في هذه الندوة كل من الدكتور "محمد فرغلي" رئيس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والسيد "بول كوستا" مدير مرفأ فينيسيا، والكابتن "محمد الدلابيح" امين عام نقابى الوكلاء البحريون في الاردن، والسيد "زكي نجيب" مدير عام الشركة العامة لمرفأ "طرطوس"، والسيد "سليمان بالوش" كدير عام الشركة العامة لمرفأ "اللاذقية".