"راحة الحجاج" حاضرة وموجودة بين المهنئين بمناسبة أداء مناسك فريضة "الحج"، وللحديث عنها وعن علاقتها بالموروث الشعبي في "اللاذقية" موقع "eSyria" التقى الحاج "جميل فحام" الذي تحدث عن "راحة الحجاج" بالقول: «"راحة الحجاج" من التراث القديم لمدينة "اللاذقية" وارتبطت سنوياً وعبر عشرات السنين مع قدوم الحجاج من الديار المقدسة وأتذكر أنني تناولتها منذ /40/ سنة عند قدوم والدي من أداء الفريضة، وبالتأكيد فإن تاريخ صنعها يفوق /100/ عام على ما أعتقد».

من جهته قال المهندس "منذر آغا": «تعتبر"راحة الحجاج" من تقاليد مدينة "اللاذقية" ولا بد أن تكون موجودة للضيافة مع قدوم زائري الحاج للمباركة والتهنئة ونجدها في هذه الأيام في كل البيوت والراحة تتوافر بأسعار مختلفة وحسب الحالة الاقتصادية للناس».

تعتبر"راحة الحجاج" من تقاليد مدينة "اللاذقية" ولا بد أن تكون موجودة للضيافة مع قدوم زائري الحاج للمباركة والتهنئة ونجدها في هذه الأيام في كل البيوت والراحة تتوافر بأسعار مختلفة وحسب الحالة الاقتصادية للناس

موقع "eSyria" زار معمل عائلة "حوى"- أقدم مصنعي هذه الراحة في "اللاذقية"-، والواقع في حي "بستان الحمامي" والتقى بتاريخ "24/11/2010" الحاج "جميل حوى"- /75/عاما-، صاحب المعمل وشيخ المهنة، الذي بدأ بالقول: «عندما كنت طفلاً تعلمت من والدي صناعة الحلويات بكافة أنواعها ومنها "راحة الحجاج"، والتي يعود تاريخ صنعها في "اللاذقية" إلى ما قبل أربعينيات القرن الماضي، حيث كان يتم حشو الراحة بـ"الجوز" وبأحجام عادية، واستمرت الراحة تحشى بـ"الجوز" حتى التسعينيات القرن الماضي، عندما بدأت الحشوة تتغير بإضافة مكسرات جديدة مثل "البندق واللوز"، كما تم تغير شكل الراحة من الخارج بوضع "الفستق" على وجه قطعة الراحة لإعطائها شكلاً جمالياً، كذلك قمنا خلال التسعينيات بفكرة توجيه قطعة الراحة على الوجهين الأول يوجه بـ"الفستق" والثاني بـ"البندق" ما زاد من جمالية قطعة الراحة».

الراحة محشوة بالبندق

ويتابع الحاج "جميل" بالقول: «في الماضي كانت الحشوة قليلة واليوم باتت "راحة الحجاج" غنية بالحشوات التي تنوعت مع الأيام حسب تعدد الأذواق، فهناك من يطلب الراحة بحشوة "البندق" فقط بلا توجيه وهناك من يطلبها محشوة وموجهة بـ"الفستق" بينما يطلبها البعض محشوة وذات وجهين من المكسرات إما "بندق" أو "فستق" أو "كاجو".

أما عن موعد تصنيع هذه الحلوى التي تعد من الحلويات الموسمية، فتحدث الحاج "جميل" بالقول: «نبدأ بتصنيع الراحة قبل حلول "عيد الأضحى" بثلاثة أيام ولمدة /20/ يوما وفي الماضي كنا نقوم بتصنيعها بعد العيد لأن الحجاج كانوا يتأخرون بالعودة من الديار المقدسة على عكس هذه الأيام».

توجيه الراحة بالفستق الحلبي

الحاج "جميل حوى" تحدث عن تفاوت أسعار الراحة بحسب الحشوة وكميتها في الراحة، حيث قال: «تقديم "راحة الحجاج" تقليد "لاذقاني" في الحج، لذا لا بد لكل حاج من أن يقوم به، وأسعار هذه الراحة تناسب كل الشرائح وأسعارها حالياً تتراوح ما بين /300-500/ ليرة سورية، حسب نوعية وكمية الحشوة والمكسرات الموجودة فيها».

وعن مكونات "راحة الحجاج" وطريقة تصنيعها بدأ السيد "محمد جميل حوى" بالقول: «تتكون "راحة الحجاج" من "النشاء، السكر، حمض الليمون، المسكة، ماء الزهر، المكسرات"، أما طريقة التصنيع فتتم بالبدء بتسخين الماء مع إضافة السكر ليذوب ثم تتم إضافة النشاء مع التحريك المستمر للحلة على النار وتحتاج الطبخة لما يقارب من ساعتين من الزمن.

الحاج جميل حوى مع اولاده وأحفاده

بعد مرحلة النضج "الاستواء" نقوم بإضافة "المكسرات" وخلطها جيداً قبل سكبها- صبها-، في أوعية خشبية خاصة وتبقى الراحة في الأوعية ما بين /12-24/ ساعة وكلما زادت برودتها كانت الراحة أفضل، وآخر مرحلة هي مرحلة التقطيع والتغليف هذا في حالة الراحة المحشوة فقط دون توجيه بالمكسرات وفي حال أردنا "راحة الحجاج" موجهة بطبقة من المكسرات نضع المكسرات في الوعاء الخشبي ثم نصب الراحة وفي حال أردنا توجيهها من الوجهين نقوم بوضع مكسرات على الوجه العلوي للراحة».

أما الحاج "عدنان جميل حوى" فيقول: «تحتفظ "راحة الحجاج" بنكتها الطازجة لفترة طويلة وصلاحيتها تدوم لعام كامل وهذا من أسرار الصنعة خاصة في اختيار وتحميص المكسرات حيث أقوم بتحميص الفستق والكاجو بنفسي لكن ولأن كميات البندق كبيرة نحرص على تحميصها خارج المعمل لكن بحذر كي لا يحترق، وعن الاختلاف ما بين الراحة العادية و"راحة الحجاج" قال ليس هناك فوارق بينها سوى بالطعم الناتج عن إضافة المسكة" واستمرارها لفترة أطول على النار، وعن الفوائد الغذائية لـ"راحة الحجاج" قال تحتوي قطعة الراحة على "السكريات والنشويات والبروتينات" وهي ذات قيمة غذائية عالية خاصة أن وزن القطعة يصل إلى /200/ غرام والحجم حسب طلب الحاج هناك من يرغب بصنع /6/ قطع راحة في كل /1/ كيلو غرام، وآخرون يرغبون بزيادة العدد إلى /8/ حبات أو /10/».