على الجدران تفتقت موهبة الفنان التشكيلي "رامي جحجاح"، حيث اتخذ رسم الوجوه (البورتريه) بوصلةً لريشته، ولا سيّما وجوه المعمرين، مبيناً رحلة كلِّ وجهٍ وتعابيره الإنسانية بالرصاص والفحم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 6 أيار 2020 مع الفنان التشكيلي "رامي جحجاح"، فتحدث عن نشأته الفنية قائلاً: «ظهرت موهبة الرسم منذ الطفولة، حيث كانت الجدران المكان الذي يستوعب موهبتي، بالإضافة إلى محبة أهلي وإيجابيتهم تجاه موهبتي، وكانت أول رسوماتي على جدران المدرسة والمنزل ثم بدأت بالرسم على جدران معهد السكك الحديدية الذي تخرجت منه في عام 2000، فقد رسمت وجوه أصدقائي وأساتذتي، وكانت تلقى إعجابهم، وفي مرحلة الخدمة الإلزامية كنت أرسم على الجدران أيضاً، خلقت رسوماتي على الجدران تراكماً فنياً وخبرة وكانت بمثابة تدريب ذاتي على الرسم لأكثر من عقدين من الزمن، ورسمت أول لوحة عام 1998، وانتقلت بها من الرسم على الجدران معلناً موهبتي بلوحة بورتريه».

لقد صاغ الفنان "رامي" أعماله بشكل جمالي ووضع لمسات فنية وروحية بحيث تصبح اللوحة عنده كأنها تتكلم وجعل أعماله ذات صلة بالموضوعات الإنسانية والاجتماعية، وقد أجاد تنفيذها بشكل جميل، إنني أرى في أعماله إيقاعاً هادئاً ومنعطفات صافية تحتضن بداخلها مشاعر الدفء وتعطي انطباعاً يحرض المخيلة ويترك أحاسيس إيجابية

استطاع الفنان "جحجاح" رصد ملامح إنسانية بريشته من خلال رسم الوجوه، وهنا تحدث قائلاً: «أتقنت رسم الوجوه بطريقة لافتة، ما شكّل رغبةً لدى المحيطين بي لرسم وجوههم، فأخذت أظهر ملامحهم وتعابيرهم بأدق تفاصيلها مبيناً الفرح والحزن والتعب بدقة متناهية تكاد تحاكي الحقيقة، تجذبني وجوه كبار السن لأن ملامحهم صعبة إلى حدّ ما، وتجاعيدهم كثيرة، ملامح تلخص تجاربهم التي أحاول اختصارها بلوحة تروي حياتهم، فكل وجه أرسمه أعطيه من روحي، وخبرتي تخلق مع المتلقي حواراً حسب رؤيته للوجه في اللوحة».

مشاركته في مهرجان "القلعة والعناب" مع بعض الفنانين

وعن صقل موهبته قال: «قمت بتدريب نفسي ذاتياً من خلال تدريب نظري ليصبح لدي مخزون رؤية، وبالخيال استطعت الوصول إلى مرحلة متقدمة بالرسم، بدأت بالرسم بالفحم والرصاص، وهو من أنواع الرسم الصعب وخاصة القدرة على إعطاء درجات اللون ورسم الرصاص بلون واحد، والرسم على لوحة كبيرة يتطلب مجهوداً كبيراً ولكنه يعطي دقة أعلى من الرسم بالألوان الزيتية، حين وصلت إلى مرحلة رسم الوجوه شعرت بأن أي رسم آخر سهل بالنسبة لي، فالوجوه تحدٍّ للرسام، وفي بداية هذا العام قمت بالتدرب في دار "الأسد" للثقافة مركز الفنون التشكيلية وتدربت على الرسم بالألوان لأطور نفسي».

تحدث الفنان التشكيلي "جابر أسعد" عنه قائلاً: «لقد صاغ الفنان "رامي" أعماله بشكل جمالي ووضع لمسات فنية وروحية بحيث تصبح اللوحة عنده كأنها تتكلم وجعل أعماله ذات صلة بالموضوعات الإنسانية والاجتماعية، وقد أجاد تنفيذها بشكل جميل، إنني أرى في أعماله إيقاعاً هادئاً ومنعطفات صافية تحتضن بداخلها مشاعر الدفء وتعطي انطباعاً يحرض المخيلة ويترك أحاسيس إيجابية».

إحدى لوحاته

أما الرسام "نسيم الإبراهيم" فقال: «هو فنان مبدع، وله لمساته الخاصة في رسم البورتريه، طوّر نفسه بشكل ذاتي في وقت متأخر من العمر، فقد استطاع وهو بعمر الأربعين أن يتعلم النحت والرسم بالألوان الزيتية وخاصة بعد أن تميز بالرسم بالرصاص والفحم الذي يعد من اهتماماتي، والتقيت به في دورة تدريب في مركز الفنون التشكيلية في دار "الأسد" للثقافة وتبادلنا بعض الأفكار في رسم البورتريه».

يذكر أنّ الفنان "رامي جحجاح" من مواليد قرية "عين دليمة" التابعة لريف "طرطوس" عام 1978 ويقيم في "اللاذقية"، شارك في مهرجاني "القلعة والعنّاب" عامي 2018 و2019، و"البسيط العمالي" 2019، وتم تكريمه فيهما.

جابر أسعد