لم تمنعها دراستها في كلية التربية من اللحاق بحلمها الذي راودها منذ نعومة أظفارها؛ لذا عملت جاهدةً على اكتساب العديد من الخبرات وخوض العديد من التجارب المسرحية والسينمائية لصقل موهبة التمثيل والإخراج التي اكتسبتها بالجهد والمتابعة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 أيلول 2018، التقت "رهام التزه" التي تحدثت عن بدايتها في طريق التمثيل المسرحي والأعمال التي شاركت بها في تلك المرحلة قائلة: «خلال دراستي الجامعية في عام 2016، كان في فرعي مادة تدعى "الأنشطة اللا صفّية"، وعليك اختيار نشاط من عدّة أنشطة كان التمثيل أحدها؛ لذا انضممت إلى الفريق الذي كان مشروعه تقديم مسرحية، وبدأنا العمل لتقديم مسرحية اسمها "بارود باشا"، وهي عن نص "الكلاب" للكاتب "ممدوح عدوان"، والمخرج "شاكر شاكر"، لأبدأ بعدها العمل المسرحي عن طريق المشاركة بورشة عمل أقامها الراحل "نضال سيجري" استمرت عدّة أشهر لم تقتصر على تدريبات التمثيل فقط، بل تضمنت تعلّم الموسيقا والرقص التعبيري وإعداد الممثل، ونتجت عنها مسرحية "استروا ما شفتو منا" إخراج الراحل "نضال سيجري"، كذلك شاركت في مسرحية "فالنتاين" التي كانت تأليفاً جماعياً وإخراج "علي ابراهيم"، كما عملت في ورشة مع الفنانة "أمل عمران" نتج عنها عمل اسمه "يوم تافه"، ومسرحية "وجوه" التي كانت أول تجربة لي في الإخراج الجماعي، ومسرحية "طقوس الأبيض" إخراج "هاشم غزال"».

تمتلك "رهام" حضوراً ونكهة خاصة، مجتهدة وقادرة على تجسيد كل الشخصيات التي تكلف بها، وخاصة تلك التي تتطلب جهداً عاطفياً، فنانة (مطياعة) على المسرح وأمام الكاميرا، تمتلك ندرة بالأداء المحترف، ويمكن أن تكون من كبار الممثلين بالمسرح، لديها التزام في مواعيدها ومواقفها المبدئية، فنانة يمكن أن تسجل لها علامة فارقة في التمثيل

وتتابع "رهام" الحديث عن الأعمال المسرحية التي شاركت بها ونالت عليها جوائز: «نلت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان "المسرح الجامعي"، الذي أقيم في "اللاذقية" عن دوري في مسرحية "شوية غسيل" للمخرج "مصطفى محمد". أما مسرحية "حنين" نص "اسماعيل خلف" وإخراج "هاشم غزال"، فشاركت بأكثر من مهرجان في "سورية"، وشاركت في المهرجان العربي الأول للمسرح الجامعي في "ليبيا"، وفي مهرجان "فيلادليفيا" في "الأردن"، وحصدنا سبع جوائز؛ وكانت جائزة أفضل ممثلة من نصيبي، وعملت على إخراج مسرحية "جان دارك" باللغة الفرنسية؛ قام بها فريق "صدى الروح" من طلاب المرحلة الثانوية، ونالت الجائزة الثالثة على مستوى القطر ضمن فعاليات تمكين اللغة الفرنسية في المناهج المطورة في "دمشق"».

مسرحية طقوس الأبيض

وبالنسبة للأعمال السينمائية التي شاركت بها، تحدثت "رهام": «شاركت بالعديد من الأفلام القصيرة، ومنها "ليش، تف، في أمل"، وآخر عمل شاركت به "طريق الجلجلة" الذي عرض في مهرجان "خطوات" الخامس في "اللاذقية" لأول مرة، ولديّ مشاركة في فيلم طويل هو "زينة". وبالنسبة للمسلسلات، شاركت في مسلسل "فوق الموج" للمخرج "هيثم زرزوري"، ومسلسل "حلو الرواق"، و"بين الناس" للمخرج "إلياس الحاج"، ومسلسل إذاعي بعنوان "عائلتي"».

وفي رصيد "رهام" تجربتان إخراجيتان؛ واحدة جماعية، وأخرى فردية، تقول عنهما: «يكون العبء في الإخراج الجماعي أخفّ، حيث إن تبادل الآراء والأفكار والتوجيه بين الأفراد للاجتماع على أفضل ما يمكن تقديمه، وكانت التجربتان في مسرحيتي "وجوه"، و"جيوفرينيا". أما تجربة الإخراج الفردية التي كانت في مسرحية "جان دارك" باللغة الفرنسية، فالهمّ أكبر؛ لأنك المسؤول عن كل ما يخص العمل من ممثلين وإضاءة وديكور وكونترول وغيره».

مع المخرج إلياس الحاج

وبالحديث عن عملها كمدرّسة واستغلال موهبة التمثيل في التدريس، تقول "رهام": «أدرّس المرحلة الابتدائية، وكثيراً ما أعطي الدروس بطريقة المسرح التفاعلي، أو باستخدام دمى مسرح العرائس، وكذلك أقوم بالتلاعب بنبرات الصوت، هذه الطرائق ساعدتني كثيراً في استقطاب الأطفال والتعامل معهم، وسهولة إيصال المعلومة إليهم، وأتمنى إدخال مادة المسرح إلى المدارس؛ ففي المسرح نعمل على زرع القيم التربوية من صدق وكرم ونظافة عن طريق استخدام الأدوات المسرحية».

يقول "إلياس الحاج" الكاتب والمخرج والممثل عن موهبة "رهام" التي شاركت معه في عدّة أعمال: «تمتلك "رهام" حضوراً ونكهة خاصة، مجتهدة وقادرة على تجسيد كل الشخصيات التي تكلف بها، وخاصة تلك التي تتطلب جهداً عاطفياً، فنانة (مطياعة) على المسرح وأمام الكاميرا، تمتلك ندرة بالأداء المحترف، ويمكن أن تكون من كبار الممثلين بالمسرح، لديها التزام في مواعيدها ومواقفها المبدئية، فنانة يمكن أن تسجل لها علامة فارقة في التمثيل».

فريق صدى الروح

يذكر أن "رهام التزه" من مواليد "اللاذقية" عام 1987، خريجة كلية التربية، قسم معلم الصف في جامعة "تشرين"، وتعمل مدرّسة للمرحلة الابتدائية، إضافة إلى عملها بالتمثيل.