استطاع الفنان التشكيلي "أمل مرعشلي" تحدّي العارض المرضي (شلل) الذي جعل يده اليسرى معطلة عن الحركة، والسير في طريق الفن الذي بدأه منذ طفولته؛ فهو المهندس الرسّام والخطّاط والنحّات.

وفي حديث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 21 نيسان 2017، قال المهندس والفنان "أمل مرعشلي": «نشأت في منزل كانت الموسيقا الغذاء الروحي لكل فرد فيه، فقد كان والدي عازف "الربابة" حريصاً على إسماعنا صوتها في اليوم الأول ومع الصرخة الأولى لنا في الحياة، وقد تأثرت به كثيراً، وكوّن ذلك الجو العائلي ملامح موهبة فنية متعددة الجوانب (رسم وغناء وموسيقا)، وفي المرحلة الإعدادية برزت ميولي برسم الحرف وتخطيط اللافتات، فالخط العربي يحوي في طياته الجمال والتراث ويحافظ على أصالتنا وتراثنا، وبتّ أمارس كتابة الخط وزخرفته كخطاط وظف الفن كمهنة، وكما يقال: (الخط للغني جمال، وللفقير مال)، واشتركت بكرنفالات ومعارض عدة، وفي عام 1976 شاركت بمهرجان الأغنية الجامعية، ولدي تجارب مسرحية منذ عام 1963، وتخرجت عام 1977 مهندس ميكانيك، هذا الاختصاص الذي كان رغبتي الأولى، والذي منح فني الإحساس بالمادة وانسجامها مع النفس وتناسب الأبعاد».

اسمه "أمل" وهو يعطي الأمل على الرغم من كل الظروف الصعبة التي مرّ بها، يصارع بإصرار وإرادة، ويمنحنا شعوراً بالتفاؤل وأن الحياة جديرة بالعيش، وألقبه بصاحب القلب الأبيض، وهناك تقاطع بالفن بيني وبينه من حيث الاهتمام بالتراث، عُرف باتجاهاته المتعددة في الفن، ورهافته في تجسيد الواقع. تميز بلوحاته الخطية ودقتها، ومنحوتاته الخشبية التي أعطاها من إحساسه واهتمامه وطاقته، فهو بالنسبة لي حالة فريدة

يتابع "أمل": «أُصبت بعارض صحي (شلل)، نتج عن خطأ طبي عام 2006 أثّر سلباً في حركة يدي اليسرى، فقد كنت في قمة العطاء حينئذٍ، لكن لم أستسلم لليأس، ولم يصبني شعورٌ بفقد القدرة على ممارسة الفن والعمل، وبقيت دائماً الشخص الذي يحب الحياة ويسعى إلى التجديد والعمل، فعملت على صقل موهبة اليد الواحدة، والبحث عن إمكانية الرسم وزخرفة الخط كخط الثلث الذي يعتمد مبدأ النقاط، وتشجعت مرة أخرى للعمل على تقوية دراستي الفنية من خلال الكتب والإنترنت».

إحدى لوحاته

وعن طقوس عالمه الفني، يقول: «أتبع الإحساس الداخلي في الرسم، فالفنان كالشاعر، وأذكر البدايات حين سكنت في "قطنا" بمحافظة "دمشق" مع رفيقي، حين كنا نطفئ إنارة المنزل، ونخلق الجو المناسب للرسم، فيقودنا إحساسنا إلى الجمال.

أتناول في أعمالي التراث والآثار والطبيعة، وأعتمد الألوان الزيتية التي تعطي بريقاً خاصاً، وأبتعد عن الألوان القاتمة، كما أنني أركز في أعمالي على الحضارة التي تلامس الجانب الإنساني، والتي جسدتها في إحدى لوحاتي "خليج الذكريات" كاستعادة لمنطقة الكورنيش الغربي لـ"اللاذقية" مكان المرفأ الحالي، حيث كان يجتمع الناس من أنحاء "سورية"، ولامست من خلال هذه اللوحة المشاعر والذكريات، فالبحر مصدر إلهام في تجربتي الفنية».

أمل مرعشلي

لم يكتفِ بالأمل الذي حمل اسمه، بل كان مصدر أمل وتفاؤل لكل من عرفه، وهنا يتحدث المهندس والفنان التشكيلي "رامي إسماعيل" قائلاً: «اسمه "أمل" وهو يعطي الأمل على الرغم من كل الظروف الصعبة التي مرّ بها، يصارع بإصرار وإرادة، ويمنحنا شعوراً بالتفاؤل وأن الحياة جديرة بالعيش، وألقبه بصاحب القلب الأبيض، وهناك تقاطع بالفن بيني وبينه من حيث الاهتمام بالتراث، عُرف باتجاهاته المتعددة في الفن، ورهافته في تجسيد الواقع. تميز بلوحاته الخطية ودقتها، ومنحوتاته الخشبية التي أعطاها من إحساسه واهتمامه وطاقته، فهو بالنسبة لي حالة فريدة».

يذكر أنّ الفنان "أمل مرعشلي" من مواليد "اللاذقية"، عام 1951.

خليج الذكريات