عشقت صوت أمواج البحر، فكانت الموسيقا هاجس طفولتها، وترعرعت في جوّ أسريّ ثقافي حيث الشعر والكتابة، فأتقنت ثالوث اللحن والصوت والكتابة، إضافة إلى كونها مهندسة.

الفنانة "بادية حسن" التي ترجمت الفن بطريقة إنسانية، واتخذت منه جسر عبور إلى الحياة، التقتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 أيلول 2016، فتحدثت عن نشأتها وبداياتها قائلة: «عشت وتربّيت في مدينة "اللاذقية" في حيّ يتنفس هواء البحر الذي كوّن جزءاً من إيقاعي في الحياة، فالبحر ربّاني وأسّس روحي. بدأت تأليف الألحان بعمر خمس سنوات، كما كنت أغنّي في المدرسة والاحتفالات أغنية "سورية يا حبيبتي" دائماً، حتى إنهم كانوا ينادونني باسم الأغنية، وفيما بعد أخذتني المدرسة ودراسة الهندسة المدنية، ثم العائلة من الموسيقا والغناء، شُغلت عنها ولكنها كانت حاضرة بداخلي، وأذكر الآلات الموسيقية التي كان يحضرها والدي منذ طفولتي (البيانو، والغيتار، والأكورديون)، أخذت من أبي الشاعر ومدرّس اللغة العربية "جميل حسن" الأذن الموسيقية وحبّ الموسيقا والسليقة اللغوية وطريقة النطق ومخارج الحروف، كما أن تعلّقي بقراءة الشعر العربي والروايات كوّن لدي مخزوناً ثقافياً ساعدني في فنّي وحدّد هويتي كفنانة».

عرفتها عندما كانت طالبة في المرحلة الابتدائية بمدرسة "الكرمل" في "اللاذقية"، حيث برزت ملامح موهبتها الفنية بعمر الطفولة، ومشاركاتها بالأغاني في دروس الموسيقا والاحتفالات المدرسية جعلت منها فنانة صغيرة آنذاك، كما أنها تميزت بقدرتها على الغناء باللغة العربية الفصحى من دون آلة موسيقية، ثم نمّت تلك الموهبة واستطاعت أن ترسم خطاً فنياً مميزاً وملتزماً، فهي تؤلف وتلحن وتغنّي، وبات اسمها معروفاً

وعن انطلاقتها ومسيرتها الفنية، أضافت بالقول: «ربما تأخر مشروعي الفني قليلاً، فقد كانت انطلاقتي عام 2010 من دار "الأوبرا" في "دمشق"، حينئذ حصلت على جائزة أفضل ترنيمة في مهرجان "قيثارة الروح"، وشاركت في عامي 2004 و2006 مع "أمواج مسار" بأغنيتين للأطفال وكُرّمت عليهما، كما غنّيت لـ"سورية" الحاضرة في قلبي وفي كل مكان أحيي فيه حفلاً، حيث أحييت حفلاً بعنوان: "أغنّيك سورية"، عام 2013 بقصر "الأونيسكو" في "بيروت"، وحفلاً بعنوان: "وجد"، عام 2016.

على المسرح

الأغاني التي أغنّيها من تأليفي وألحاني، وكل أغنية ترتبط بحالة وجدانية لدي، كما غنيت للشعراء "أدونيس" و"محمود درويش" و"زاهي وهبي"، وفي عام 2008 حيّيت السيدة "فيروز" بأغنية كتبتها في احتفالية "دمشق عاصمة الثقافة العربية"، وتخلل مسيرتي الفنية إحياء الكثير من الأمسيات الشعرية الغنائية والمهرجانات والحفلات الخيرية في "طرطوس" و"لبنان" و"اللاذقية"، ومؤخراً حفل "أزرق" الذي أسميته بلون البحر، وهو تنظيم جمعية "إيثار" الخيرية، حيث غنيت بين أهلي وأصدقائي لأول مرة في مدينتي».

وتحدث الفنان الموسيقار "أمين خياط" عن فنّها قائلاً: «يعجبني حماسها ونشاطها الفردي، فهي فنانة مجتهدة مثقفة وثقافتها الموسيقية غنية، وصوتها من الأصوات الجيدة، ملتزمة، وتختار الكلمة النظيفة، وهذا ما يميزها، وعلى الرغم من عدم وجود جهة داعمة لها، إلا أنها تدعم نفسها بنفسها؛ وهذه بادرة طيبة منها للاستمرار والعمل، تطلعني على ألحانها وأقدم لها رأيي، ومن حيث المبدأ، من المهم أن يملك الفنان الكلمة واللحن والصوت، ومع ذلك أتمنى أن تلوّن ألحانها بألحان ملحنين آخرين».

بادية

الباحث والموسيقي "زياد عجان"، يقول عن معرفته بها: «عرفتها عندما كانت طالبة في المرحلة الابتدائية بمدرسة "الكرمل" في "اللاذقية"، حيث برزت ملامح موهبتها الفنية بعمر الطفولة، ومشاركاتها بالأغاني في دروس الموسيقا والاحتفالات المدرسية جعلت منها فنانة صغيرة آنذاك، كما أنها تميزت بقدرتها على الغناء باللغة العربية الفصحى من دون آلة موسيقية، ثم نمّت تلك الموهبة واستطاعت أن ترسم خطاً فنياً مميزاً وملتزماً، فهي تؤلف وتلحن وتغنّي، وبات اسمها معروفاً».

يذكر أن "بادية حسن" ولدت في مدينة "جبلة"، عام 1969، وهي بصدد تسجيل مجموعة من أغانيها، وتصوير أغنية "شآم" من تأليفها وألحانها.

جمهور الحفل الفني