يعمل السيد" فهد طويل" على هواية غريبة هي الرسم بالمسامير والخيوط منذ أكثر من أربعين عاماً باحترافية، ويسعى اليوم إلى وضعها أمام جمهور لا يعرف عن هذا الفن شيئاً.

مدونة وطن "eSyria" قامت بزيارة السيد "فهد طويل"؛ وهو من مواليد 1955، بتاريخ 2 حزيران 2016، وتحدث عن هذا الفن قائلاً: «أعمل في مكتب للتخليص الجمركي، وهذه وظيفتي، وهي بعيدة عن نمط الفن الذي أشتغل عليه، وهو فن غريب ونادر وغير متداول في "اللاذقية" وفي "سورية" عموماً قليل، تعلمته من أخي الأكبر ومن صحف فرنسية حصلت عليها في سنة 1970، فاكتسبت المهارة بدقة، ومع الوقت أصبح عملي يضاهي الدقة الأكاديمية وما يقدم خارجاً، لأن الإضافات الفنية المطعمة بالشغف وحب الفن تظل لامعة وذات معنى، على مدى السنوات لم أشارك في معارض وظلت الفكرة هواية تقتصر على لوحات أشتغلها وأهديها إلى الأصدقاء والأقارب والجيران، وأحتفظ ببعضها لما تعنيه من ذكرى جميلة عندي أو تتعلق بعائلتي، تشجيع الكثيرين من الناس من حولي شجعني إلى أن أفكر في مشروع لعرض أعمالي في معارض المركز الثقافي».

أضطر إلى بذل جهد أكبر وهذا متعب ليدي، ومؤخراً طلب مني لوحة كبيرة لمجسم "كنيسة اللاتين"؛ عمل كهذا أشتغل عليه بناء على طلب خاص، وهو يستهلك وقتاً طويلاً لشهر تقريباً، وأعدّ ذلك بداية طيبة لإظهار فني الذي أصبح مطلوباً ومرغوباً

عمل دقيق ومجهد يحتاج إلى صبر نراه عند الفنانين يطلعنا السيد "فهد" على آلية عمله على اللوحة وما تحتاج إليه من مواد، يضيف: «اللوحة عبارة عن قطعة خشب صناعي mdf، أغلف الخشب بطريقة التنجيد كي أحمي الخشب من الرطوبة، أستخدم قماشاً من نوع "كريب" غير لامع، وخصوصاً الأسود، فهو يبرز جمالية اللوحة وألوانها، وأستعمل مسامير تستعمل في تثبيت الزجاج على الخشب، تسمى مسامير قشرة، أضع مشروع اللوحة الرسمة وهي صورة على ورق، وأثبت المسامير على قياس وارتفاع واحد، ثم أنزع الورق وأشد الخيطان على المسامير، أستخدم الخيطان القطنية dmc وأحياناً أضطر إلى وضع الإكسسوارات للجمالية فالفن ابتكار، ويجب أن تلاقي الحلول في حال حاجة شيء، ومن هنا أعيد تدوير بعض القطع في لوحاتي من أغراض منزلية غير مستخدمة كالأزرار، وملاعق خشبية، "مسابح"، ألعاب أطفال قديمة».

من الأعمال

تستغرق لوحة "فهد" بحدود أربعة أيام بعمل يومي لا يقل عن ثلاث ساعات في اليوم، هناك لوحات تأخذ وقتاً أطول لصعوبتها ولقرب المسامير، وتعدد الأقواس، يضيف: «أضطر إلى بذل جهد أكبر وهذا متعب ليدي، ومؤخراً طلب مني لوحة كبيرة لمجسم "كنيسة اللاتين"؛ عمل كهذا أشتغل عليه بناء على طلب خاص، وهو يستهلك وقتاً طويلاً لشهر تقريباً، وأعدّ ذلك بداية طيبة لإظهار فني الذي أصبح مطلوباً ومرغوباً».

تأثر الكثيرون بجهد السيد "فهد" وتواضعه الذي أبعده عن الظهور في المعارض ومحال البيع، الفنانة التصويرية "ريمي كباس" مقربة منه وواكبت فكرته، تحدثت عن تجربته قائلة: «لم أكن أعلم أنه يوجد فن كهذا يعتمد الرسم بالدرجة الأولى وبعدها تشكيل اللوحة بالمسامير والخيطان الملونة؛ حتى أتى مرة منذ زمن مضى وطلب مني بكل تواضع ومحبة أن يعلمني العمل على هذا النوع من اللوحات، وأخبرني أنه يعمل عليه ويتمنى أن يكسبني هذه المعرفة، وعندها تعرفت إلى العمل وأحببت الحميمية الظاهرة فيه التي انتقلت إلى كل من تابع فنه».

من أعماله

يحتاج فن "فهد الطويل" إلى الظهور من وراء الكواليس ليستمر؛ فمواضيع لوحاته متنوعة وليست اعتباطية، فقد قدم من خلال لوحاته الكثير من الحالات والصور الإنسانية، الجمالية الطفولية، الأنثوية، الوطنية.

يتابع الفنان "فهد" جهده للقيام بمعرضه في ثقافي "اللاذقية" متأملاً أن يحقق تواصله مع جمهور لم يعتد هذا النوع من الفن، لكنه يأمل عبر تميزه في عمله بتحقيق بصمة ستكون جديدة في تاريخ الفن السوري.