"كمال يونس"؛ هو أستاذ موسيقا، يعزفُ، ويلحّنُ، ويغنّي. أسّس في العام 2000 فرقة كورال "جبلة"، لتكونَ بذلك مشروعه في تطوير الموسيقا عند الجيل الجديد، وفي تهذيب الذّائقة السّمعيّة.

مدوّنة وطن "eSyria" التقته في مقرّ عمله في مدينة "جبلة"، بتاريخ 1 كانون الأوّل 2014، للحديث عن تجربتهِ، ومشروعهِ الموسيقيّ؛ حيث ابتدأَ الحديثَ بالقول: «أحببتُ الموسيقا منذ الصّغر، ولكنّ الوضعَ الاقتصاديّ السّيئ، جعلنا نحلم بمشاهدة العود. كانتْ تلفتُ نظري، وتستهويني مشاهدةُ أيّ آلةٍ موسيقيّةٍ، في الجريدة وفي التلفزيون أو في حفلةٍ عامّةٍ، وكنتُ أستمعُ باكراً لأغنيات الزّمن الجميل: "أمّ كلثوم، وديع الصّافي، سعاد محمّد، فيروز، عبد الحليم"».

تمّ تعييني بعد التخرّجِ أستاذ مدرسةٍ؛ حيثُ استفدتُ من راتبي الشّهريّ في شراء الكتبِ والمجلات الموسيقيّة والكاسيتات وآلات العزف، لتصبحَ الموسيقا شغليَ الشّاغل

وتابع: «عندما نجحتُ في "البكالوريا"، تمّ افتتاحُ معهدِ إعداد المدرّسين، قسم الموسيقا في "اللاذقية"، حيث كانت دفعتنا الدراسيّة الدّورةَ الأولى فيه. ومن أهمّ أساتذة المعهد الموسيقار المعروف "محمود العجّان"، والأستاذ "جودت عيّاش" اللّذَان لعبا الدّور الأساسيّ، في وضعنا كطلّاب معهدٍ على الدّرب الصّحيح موسيقيّاً. في المعهد تعلّمتُ المبادئ الأساسيّة للموسيقا، وعزفتُ بطريقة مدروسة على "العود والأكورديون والفلوت"، وقبل هذه الدّراسة كنت أعزف سماعيّاً على آلة العود فقط».

الفنان "كمال يونس"

بدأ مشروعه الموسيقيّ بعد إنهاء دراسته الأكاديميّة، وعن ذلك تحدّثَ: «تمّ تعييني بعد التخرّجِ أستاذ مدرسةٍ؛ حيثُ استفدتُ من راتبي الشّهريّ في شراء الكتبِ والمجلات الموسيقيّة والكاسيتات وآلات العزف، لتصبحَ الموسيقا شغليَ الشّاغل».

وأضاف: «بعد التمكّن الكامل من العزف ساهمتُ كعازفٍ على آلة العود والأورغ، في الكثير من المُناسبات والحفلات، وأحياناً أساهم ببعض الوصلات الغنائيّة، حيثُ كنتُ متأثّراً بأخي المطرب الشّعبيّ "زهير" المعروف جيّداً في المنطقة السّاحليّة».

مع الأستاذ "إسماعيل العجيلي"

وعن الفرقةِ الموسيقيّةِ التي أسّسها في مدينته "جبلة" تحدّثَ: «نشأتْ فكرةُ تأسيس الفرقة، من الرّغبة الكامنة في داخلي، بتعليم الجيل الجديد من محبّي الموسيقا تعليماً أكاديميّاً، من خلال قراءة النّوتةِ، ومعرفة المقامات الشّرقيّة، والإيقاعات؛ حيث أسّستُ في عام 2000 فرقة "كورال" تضمّ الموهوبين من كافة الأعمار، ممّن يجيدون العزفَ أو الغناء؛ حيثُ يعزفُ كلّ مُنتَسبٍ على الآلة الّتي يُحبّها، إضافة لغناءِ الصّولفيج مع العزف. وعندما يتمكّنُ الشّخصُ ذو الصّوت الجميل من الأداء ينضمّ لفرقة "كورال" كموسيقيّ أساسيّ».

شارك في معظم حفلات مدينة "جبلة"، وخصوصاً بأغنياتٍ موجّهةٍ إلى الأطفال، وعن ذلك قال: «شاركتُ في المركز الثقافيّ في "جبلة" في معُظم المُناسباتِ الوطنيّةِ، وفي عيد الطّفل العالميّ، وقمتُ بتلحين بعض الأغاني خصوصاً للأطفال في هذه المناسباتِ، للفتِ انتباههم إلى الأغنية السّليمةِ، بعيداً عن أغاني الضّوضاء، من حيث الجملة الموسيقيّة والكلمة الجميلة الّتي تعلّم الطّفل القيمَ والعاداتِ الصّحيحة، وآخرُ أغنيةٍ قمتُ بتلحينها وأدائها من قبل الفرقةِ، هي أغنيةٌ للشّاعر "قاسم أحمد":

إحدى حفلات فرقته الموسيقيّة

"قبلْ طْلوع الشّمس بفيقْ

عَا صوتْ العصفورْ

بغسِلْ وجهي، بمشّطْ شَعري

وبْحضِّرْ الفطورْ

وبِذهَبْ عَا مدرستي

عا كتفي محفظتي

وحاملْ لَمعلّمتي

باقة منِ الزّهورْ"».

وختم حديثه بالقول: «ألحّنُ حاليّاً مجموعةَ أغانٍ للأطفال وللوطن، وقد تجدُ طريقها للإذاعة. ولديّ طموحٌ لتأسيسِ فرقة شعبيّةٍ على غرار فرقةِ "الرّقّةِ" للفنون الشّعبيّةِ تكون رديفةً لها؛ وذلك بالتّنسيقِ مع الأستاذ "إسماعيل العُجيلي" قائد تلك الفرقة».

الشّاعر "قاسم أحمد" قال: «أكثر ما يدهشني بالفنّان "كمال" هو إصراره على التميّز والتفوّق حتّى على ذاته. فهو دائماً يفاجئني بالجديد، وهو مع هذا وذاك لا يكلّ أبداً، وحريٌّ بنا أن نرفعَ له القبّعةَ، لِما يقوم به من تنشئةٍ لجيلِ المُستقبلِ من أطفالنا. هو عازفٌ وملحّنٌ ومُعلّمٌ، أرى فيه وبما يقدّمه قامةً تشمخُ في سماء الفنّ، ومدرسةً ستحكي عنها الأيّام القادمة، فهو كالرّبيع يبشّر دائماً بالأزهار والثّمار والرّائحة الطّيّبة».

عازف الإيقاع والطّبل "مالك منصور" قال: «تعرّفتُ الفنّان "كمال"، عندما كنّا نشاركُ معاً في حفلات أخيه، المطرب الشّعبيّ "زهير يونس"؛ حيثُ جمعتني معهما جلساتٌ كثيرةٌ تحدّثنا فيها عن الفنّ وهمومه، وكان "كمال" دائماً يشجّعنا لتحويل الفنّ الشّعبيّ، من السّماع إلى القياس والدّراسةِ الأكاديميّة، وكان يؤكّد لنا في حديثهِ أنّ الطّربَ الشّعبيّ ليس موّالاً وأغنيةً فقط، وإنّما هو مشروعٌ متكاملٌ، ويحتاجُ للمعرفةِ الشّاملةِ موسيقيّاً، لكي يصلَ ويبقى طويلاً».

يُذكَر أنّ الأستاذ "كمال يونس" من مواليد "اللاذقيّة"، عام 1968م.