"جهاد منصور" فنّانٌ شعبيٌ مسكونٌ بالموّال والأغاني التي حملها معه إلى أفراح الناس وسهراتهم؛ حيث غنّى لهم وأطربهم، مكتفياً بإدخال البهجةِ دون طموحٍ بالشّهرة.

مدونة وطن "eSyria" زارت الفنّان "جهاد" بتاريخ 7 آذار 2014، في منزله في قرية "الزهيريّات" حيث يقيم للحديث عن تجربته الغنائيّة، فتحدّث عن بدايات حبّهِ للفنّ بالقول: «بدأ حبّي للغناء منذ أن كان عمري 10 سنوات؛ حيث كنت التلميذ الذي يُطربُ زملاءَه في حصّة الموسيقا ويُرضي أستاذه، وكان يدعم ولعي بالغناءِ تلك المواويل الحزينة التي كان يغنّيها أبي لنا في الحقول في موسم الحصاد وشكّ الدّخّان، وقطاف الليمون، للمطربين الشّعبيين "صالح رمضان، إبراهيم صقر، درويش حمود"، وكان إخوتي الذين يحبّون هذا النّمطَ من الغناء يشترون "كاسيتات" الأغاني الشّعبية التي أصبحت الوجبة المفضّلة لي، وهذا ما طوّر حسّ السّماع عندي بشكلٍ أفضل. وفي بيتنا لديّ أخوان يعزفان العود. ففي هذا البيت المملوء بالشّجن والعزف وحبّ الحياة، ازددتُ حبّاً بالغناء حيث "العتابا" صديقة سهراتنا. ومع الوقت تأثرت أكثر وأكثر بالفنّانين "فؤاد غازي"، و"عادل خضّور"؛اللذين أعتبرهما بمنزلة أساتذة لي».

شاركته في الكثير من حفلاته وما لاحظته أنّه يستطيع تحويل الحفلة من حلقة دبكةٍ ورقصٍ إلى حفلةِ سماع طربيّة

وعن دخوله عالم الحفلات والأعراس تحدّث: «في عرسِ أحد أقرباء عازف العود "بشّار الرحيّة" الذي رافقني في حفلاتي لاحقاً، كان الظّهور الأوّل لي حيث تردّدتُ كثيراً لأنّي لم أخضْ مثل هذه التّجربة من قبل أمام جمهورٍ كبيرٍ نسبيّاً، وحيث سترافقني الآلات التي خفتُ أن أخرج عن إيقاعها، ولكنّ نجاحي في هذا العرس دفعني أكثر إلى تطويرِ وتكرار هذه التّجربة، وكانت سعادتي لا توصف بعد ملاحظتي لسرور النّاس الحاضرين الذين كانوا يطلبون المزيدَ من الأغاني، وقد فاجأتهم عندما غنّيتُ أغنية "رمشة عينك" للمطرب المبدع "وديع الصّافي"».

وعن انتشاره وازدياد حفلاته تابع: «بعد نجاحي في أكثر من عرسٍ لأبناء قريتي والقرى المجاورة مثل: "الأشرفيّة، العيديّة، رأس العين"؛ حيث كنت أدعى للغناء عن طريق المعارفِ من أهل العروسين، ولكن كانت النّقلة المهمّة لي هي تعاوني مع مهندس الصّوت وقائد فرقة العلا الموسيقيّة "زهير محفوض" الذي اشتغلتُ مع فرقتهِ لمدّة 6 سنوات حيث انتقلنا من الغناءِ في مطاعم ومقاصفِ وبيوت القرية إلى المدن القريبة "بانياس، جبلة"، وربّما كان السّبب الأهمّ في طلب النّاس لي كمطربٍ لأعراسهم هو فهمي وتقديري للواقع الاقتصاديّ الذي يعيشه أهل القرى، فلم أكن المطرب الذي يطلب الأسعار العالية، وإنّما كنت أرضى بالقليل، وأعتبر نفسي من أهل الحفل».

وعن عدم نشره للأغاني الخاصّة به في السّوق وفي الإذاعات الغنائيّة قال: «معظم منتجي الأغاني في مدينتي "جبلة" هم من معارفي وأصدقائي، ولكنّ الوضع المادّيّ لي جعلني لا أخوض غمارَ الإنتاج لأنّه يكلّفني على الصّعيد النّفسيّ والمادّيّ؛ فأنا لا أفهم لغة المال التي يتحدث بها الجميع في هذه الأيّام، فليس المُطرب هو الذي يغنّي وإنّما ماله. وعلى الرّغم من وجود الأغاني الخاصّة بي التي أكتبها أحياناً وألحّنها بشكلٍ سماعيّ، فقد تعاملت مع كتاب أغنيّة شعبيّين مثل: "ميلاد مخيص"، وعازف الرّبابة المعروف في قريتي "صالح شحوارة" الذي مازلت أحلم بالغناء من كلماته».

الفنّان الشّعبيّ "باسل إسماعيل" قال: «يتمتّع "جهاد" بقدرتهِ على كتابة الأغاني وهو عازفُ عودٍ وتجاربه عديدة، وهو أكثر ثقةً منّا في الحفلات وأكثر ما يميّزه شغفه بـ"العتابا" التي تجعله أكثر أصالةً وقرباً من جمهوره».

مهندس الصوت "زهير محفوض" قال: «سرّ نجاح "جهاد" هو اعتماده في الأعراس على الأغاني الشّعبيّة التّراثيّة وسلوكه الطّبيعيّ العفويّ، وهو طموحٌ ولكنّ وضعه المادّيّ منعه من الدّخول في مجال التّسويق الإعلاميّ الواسع».

عازف العود" بشّار الرّحيّة" قال عنه: «شاركته في الكثير من حفلاته وما لاحظته أنّه يستطيع تحويل الحفلة من حلقة دبكةٍ ورقصٍ إلى حفلةِ سماع طربيّة».

يذكر أن الفنّان الشّعبيّ "جهاد منصور" من مواليد قرية "بسوطر"، 1976.