في أول عمل مشترك مع الجهات العامة، ولأول مرة في مدينة "اللاذقية"، قدمت صالة "أيام" للفنون أربعة من الفنانين المتعاقدين معها، وهم "عبد الكريم مجدل البيك"، "ليلى نصير"، "مصطفى علي"، "مصطفى فتحي" في معرض للفن التشكيلي، استضافه متحف الفن الحديث، بتاريخ 17/11/2008م.

حيث اختارت صالة "أيام" لظهورها الأول في المدينة أسماء لامعة، بالرغم من اختلاف السيرة والعمر والمشروع التشكيلي، فكان "حكايا التراث" اسم المعرض، والهدف تسليط الضوء على ذلك الجانب الغني، في الفكر التشكيلي السوري.

قدمنا إلى "اللاذقية" بدعوة من صالة "أيام"، التي ألتزم معها بعقد رعاية، هي اختارت الفنانين، والأعمال المشاركة، وبشكل عام فإن أعمالي المعروضة هنا هي من نتاج العام 2008م

حيث تحدثت أعمال "عبد الكريم مجدل البيك" عن التراث المخزن بذاكرة الجدران، في بصمة خاصة جداً، وضعها الفنان مذكراً أبناء المدينة بتجربة الفنان "هيشون" "حكاية جدار اللاذقية" قبل سنوات عدة. بدورها عرضت "ليلى نصير" أعمال "بورتريه" لوجوه من الماضي، أغلبها من تجربة الطباعة على الخشب، وهي تجربة ميزت أعمال الفنانة، وأعطتها هويتها الخاصة

من أعمال مصطفى علي

أما "مصطفى فتحي" الذي لم يحضر المعرض، ملأ القاعة بأعماله الضخمة، التي تحمل رسوماً اختلف على مصدر استلهامها، سواء كانت للثقافة البدوية، أم لسكان استراليا الأصليين، لكنها كانت رموزاً بصرية كثيفة، ومتراصة بقرب بعضها البعض.

وكانت أعمال النحات "مصطفى علي" قريبة من الطقس التدمري، وكعادتها لافتة للاهتمام، على الرغم من أن تركيزه في الأعمال منصب كما يبدو على استثمار أدواته، التي نالت الكثير من الإعجاب، فبدا كمن ابتعد عن الغرس، منهمكاً في مرحلة جني الثمار.

من اعمال عبد الكريم مجدل البيك

eLatakia حضر المعرض، والتقى بعض الفنانين وجمهورهم، حيث قال الفنان "عبد الكريم مجد البيك": «قدمنا إلى "اللاذقية" بدعوة من صالة "أيام"، التي ألتزم معها بعقد رعاية، هي اختارت الفنانين، والأعمال المشاركة، وبشكل عام فإن أعمالي المعروضة هنا هي من نتاج العام 2008م».

الفنانة "ليلى نصير" تحدثت عن تجربتها وسبب عرض هذه الاعمال التي يعرفها جيداً جمهور "اللاذقية" قائلة: «إن الأعمال المعروضة في هذه الصالة هي من مقتنيات صالة "أيام"، وهي ليست آخر أعمالي، بل هي أعمال قديمة من مرحلة الطباعة، حيث يكون العمل الرئيسي على الخشب "cliché" ثم باستخدام تقنيات مختلفة تطبع منها على القماش نسخة وحيدة، هنا عرضت بعض الأعمال "cliché" وبعضها مطبوع وجاهز. الوجه في أعمالي يعبر عن جزء من هذا المجتمع، وخصوصاً التعابير القوية، ففي أحدها مثلاً مجزرة "صبرا وشاتيلا"»، وأضافت: «الخيارات واسعة، هناك شيء من "الفناتازيا" أحياناً لكن إجمالاً هي أقرب إلى الواقع والتعبيرية، كما عرض ضمن المجموعة عملين زيتيين، في حين أن هناك أعمال أخرى جديدة ستعرض عندما سينقل هذا المعرض إلى مدينة "دبي"، التي ستكون أعمال "اكريليك" "Acrylic" بمساحات كبيرة، وبمواضيع أكثر واقعية، مع نفس أسطوري».

الفنان "هيشون" الذي رفض التعليق على أعمال الفنانة "ليلى نصير" مشتركاً مع الفنان "محمد بدر حمدان" بمطالبتهم الفنانة بعرض جديدها للجمهور، تحدث عن أعمال الفنان "مصطفى فتحي" قائلاً: «هي أعمال زخرفية، استفاد الفنان فيها كثيراً من التراث، والتاريخ منذ بداية الرسوم الأولية عند الإنسان، إلى العصر الحديث، حيث جمعها بطريقة تفتح اللوحة إلى اللانهاية، وتمتد بقدر ما يسمح لها أن تفعل، وهي حالة جمالية تنسجم مع الفكرة الزخرفية، واللوحة ثنائية البعد الفراغي، إضافة لانسجامها مع البعد التجريدي، وفكرة انفتاح اللوحة على العالم».

كما تحدث عن تجربة الفنان "عبد الكريم مجدل البيك" قائلاً: «هو يعمل على موضوع بصري هام، متواجد بشكل متكرر أمام جميع الناس منذ فجر التاريخ، وهو الجدار، سواء كان جدار كهف؛ أو منزل؛ مدرسة؛ قصر، هذا الجدار مشغول عليه، ويشغل باستمرار من قبل المحيطين به، سواء بقصد أو بغير قصد، كلصق الإعلانات، والملصقات والصور والرسم عليه سواء من قبل الأشخاص أو الطبيعة، هو يدرس هذه الحالة، ويعالجها بوعي، أي أنه لا يقدمها ببساطة كما هي، بل فيها رمزية متعمدة تخدم العمل الفني».