مارس "شاكر شاكر" الرياضة، عشق الفن وأحب الإعلام، وبرز فيها جميعاً، وكان لتنقله بين عدة محافظات سورية دور في تنمية مواهبه الثلاثة، لكن تعرضه للإصابة جعله يغير البوصلة باتجاه عشقه للمسرح الذي كان له مكانة في قلبه ووجدانه.

تفاصيل كثيرة عاشها الفنان "شاكر شاكر" في حياته أثناء تنقله مع أسرته بين محافظات "دمشق وحمص ودير الزور" بحكم وظيفة والده، قبل أن يستقر لفترة ما في مسقط رأسه مدينة "حماة" ثم يختار "اللاذقية" مقراً لإقامته وأسرته المكونة من زوجة وشابين، وفي حديثه لمدوّنة وطن يقول: «بحكم عمل والدي الوظيفي تنقلت بين عدة محافظات واكتسبت الكثير من عاداتها وتقاليدها، فقد درست الابتدائية والإعدادية في دمشق ودير الزور وحصلت على الشهادة الثانوية في حمص لأنهي مرحلة تعليمي بمعهد التأهيل التربوي، وخلال وجودي في "حمص" جذبتني كرة القدم فلعبت لناشئي نادي الوثبة، لكنني لم أستمر كلاعب لأن والدي وضعني أمام خيارين أحلاهما مرّ بالنسبة لي إما الرياضة أو الفن وذلك كي لا تتأثر دراستي».

عملت معه لسنوات، يمتلك حضوراً وأداء لافتين سواء بالتلفزيون أو المسرح والسينما، وقد أبدع بما قدمه للتلفزيون سواء بالمسلسلات التاريخية أو المعاصرة

وأضاف: « اخترت الفن، والذي تعود بدايتي معه إلى عام 1974 وتحديداً مسرحية "قراقاش" للكابتن الفلسطيني "سميح القاسم" والمخرج "نجاح سفكوني"، وقد كان للفنانين الراحلين "عبد اللطيف فتحي" و"عبد الله النشواني" دور في تعلقي بهذه المهنة بحكم الصداقة التي كانت تجمهما بوالدي، والذي كان يصحبني معه إلى مسرح "الحمراء" وأذكر أن أول مسرحية تابعتها كانت "البخيل" لمؤلفها "موليير" ومثّل فيها "عبد اللطيف فتحي"، كما كان لتميزي في اللغة العربية دور بإسناد المدرسين لي عدة أدوار في الحفلات المدرسية، وما زالت مشاركتي في "عدالة الفاروق" في ذاكرتي».

مع الفنان جهاد سعد في أحد الأعمال التاريخية

خلال وجوده في "حمص" كان الفنان "فرحان بلبل" مدرساً للغة العربية، وكان مديراً للمسرح العمالي وقد تولى تنمية موهبته من خلال إشراكه معه بعدة (بروفات) تحضيراً لعمل مسرحي لكن انتقال "شاكر" مع أسرته إلى "حماة" أضاع عليه فرصة المشاركة، لكن هذا لم يؤثر في شغفه بالمسرح، وحسب ما يقول: انتسبت إلى أكاديمية "الفن الحموي" في نادي "الفارابي" حيث شاركت في مسرحية "أغنية البحر" تأليف وإخراج "مصطفى صمودي" عام 1978 وعملت معه بعدة أعمال مسرحية منها "يهودي مالطا"، "القصة وما فيها"، "الطيور المغردة"، "الملك والوزير"، "ضباب والوان"، "الغريب"، "مارا"، والمتوازيان" إضافة لأعمال أخرى مع عدد من المخرجين منهم "عادل شكري"، "فرحان الخليل"، "سمير الحكيم"، "محمود القيم"، "حسين دروبي"، "محمد إسماعيل بصل"، "هاني محمد"، وآخرون، كما قمت بكتابة وإخراج عدة أعمال مسرحية منها "التاج" وتلفزيونياً كانت لي مشاركة بأكثر من 45 عملاً، إضافة لمشاركات بسيطة في السينما لكنها كانت مهمة ومفيدة لي والأعمال هي : " الطحالب"، و"الترحال" للمخرج "ريمون بطرس"، و"الأم" للمخرج " باسل الخطيب"».

وإلى جانب هذا تخصص الفنان "شاكر شاكر" في مسرح العرائس وخيال الظل، واتبع دورات تخصصية على أيدي خبراء عرب وأجانب منهم الفنان القدير" محمد خير عليوي" والألماني البرفسور "فريدريك منش"، كما اتبع دورة بالعرائس الخيطية في مصر، وكتب وأخرج 30 نصاً مسرحياً خاصاً بهذا المجال، وقام بتدريس مادة مسرح خيال الظل لأربع سنوات في جامعة "تشرين".

من أعماله التلفزيونية

وعاد "شاكر" للرياضة من بوابة العمل الإداري من خلال انتسابه لنادي "الطليعة" واتجه إلى التحكيم واتبع دورات وبدأ كحكم درجة ثالثة بكرة القدم وترفع إلى حكم درجة ثانية ثم حكم درجة أولى وترشح لنيل الشارة الدولية وبرز بقيادته للعديد من المباريات الحساسة، وفي عام 1997 أصيب بتمزق العضلة الفخذية الثالثة" فحذره الأطباء من خطورتها في حال استمراره فآثر الابتعاد.

وإعلامياً اتبع دورات إعلام رياضي بإشراف الراحل "عدنان بوظو" وعمل معه في صحيفة "الاتحاد" كمراسل من مدينة" حماة" ومع صحيفة "الأسبوع الرياضي" وغيرها، إضافة للكتابة في "الحياة المسرحية" والكتابة في المجال الثقافي والنقد الأدبي في صحيفة "الوحدة" باللاذقية.

شاكر شاكر حكم كرة قدم.

الفنانة "كاميليا بطرس" تحدثت عن الفنان "شاكر" فقالت : «عملت معه لسنوات، يمتلك حضوراً وأداء لافتين سواء بالتلفزيون أو المسرح والسينما، وقد أبدع بما قدمه للتلفزيون سواء بالمسلسلات التاريخية أو المعاصرة».

أما الأديب "مصطفى صمودي" رئيس اتحاد الكتاب العرب في "حماة" فقال: «اجتمعت مع الفنان "شاكر شاكر" في فرقة المركز الثقافي المسرحية بحماة والتي شكلتها، وكان أحد أبرز عناصرها، هو كالعجينة اللينة يؤدي أدواره بحرفية فنية عالية المستوى يستطيع من خلالها إقناع الجمهور بالأداء».