موسيقا ومسرحٌ وسينما وغناءٌ في يوم الموسيقا العالمي الذي أحياه "البيت العربي للموسيقا" باحتفالية أطلق عليها "احتفالية الباص الثقافي" بطريقة أثارت دهشةً داخل وخارج الباص؛ جسّدتها نظرات الجمهور والمارة، وإنصاتهم إلى الموسيقا والفرح المنبعث بالصوت والملامح التعبيرية.

مدونة وطن "eSyria" حضرت بتاريخ 26 حزيران 2019، "احتفالية الباص الثقافي"، والتقت "سمر رمضان" لتتحدث عن حضورها الاحتفالية قائلة: «حرصت على إحضار أبنائي إلى هذه الاحتفالية التي تحمل طابعاً غريباً من حيث الفكرة، فحين قرأت الإعلان عن هذه اللفتة الجميلة، شعرت بالسعادة، خاصة أنها تتزامن مع عيد ميلاد ابني، فقرّرت صنع مفاجأة له وإحضاره، صعدنا (باصات) المسرح والموسيقا والأغاني، فقد كان العرض المسرحي عفوياً وتفاعلياً، وشارك فيه ركاب الباص، وهي احتفالية جديرة بالاهتمام وتعمل على نشر ثقافة الموسيقا والفنّ في أماكن خارجة عن المألوف، وإيصال رسالة السعادة والحياة».

"البيت العربي للموسيقا" سبّاق في تقديم مشهد جميل، والمشهد ليس مبتكراً فقط، وإنما يخلق حالة محببة لدى المتلقي، و"احتفالية الباص الثقافي" بيوم الموسيقا العالمي هي تأكيد أن الحياة نبض للموسيقا التي تمثل فعلاً روحانياً درامياً إبداعياً، وخاصة أننا في وقت صعب ونحتاج إلى التخلص من الصخب والتعب وآثار الحرب بداخلنا

وتحدث الإعلامي "كمال شاهين" عن الاحتفالية قائلاً: «الفكرة جديدة، وتقوم على إعادة ربط الناس بالفنون الإبداعية بعيداً عن الصيغ الرسمية المعتادة؛ وهو ما حقق لها حضوراً وتواصلاً مع أشخاص بعيدين عن هذه الأجواء، وقيمة الأعمال المقدمة جاءت من شمولية النص المسرحي التي عرضت القضايا اليومية، إضافة إلى الموسيقا، والسينما حضرت بوصفها زائراً أساسياً أنتج تفاعلاً يطرح أسئلة الإبداع على مثقفي البلد، والمهم أن الناس حققوا غايتهم وهي المتعة؛ وهذه وظيفة الفنون».

سمر رمضان مع أبنائها

كما كان في الاحتفالية حضور فني غني، فتحدث "إلياس الحاج" كاتب وممثّل ومخرج قائلاً: «"البيت العربي للموسيقا" سبّاق في تقديم مشهد جميل، والمشهد ليس مبتكراً فقط، وإنما يخلق حالة محببة لدى المتلقي، و"احتفالية الباص الثقافي" بيوم الموسيقا العالمي هي تأكيد أن الحياة نبض للموسيقا التي تمثل فعلاً روحانياً درامياً إبداعياً، وخاصة أننا في وقت صعب ونحتاج إلى التخلص من الصخب والتعب وآثار الحرب بداخلنا».

أما "مروان دريباتي" مشرف موسيقي في "البيت العربي للموسيقا"، وأحد منسقي الاحتفالية، فيقول: «تمّ اختيار باص النقل الداخلي؛ لأنه يعدّ شريان المدينة في النقل للطلاب والناس، وهو وسيلة النقل الأولى والفلكلورية قياساً بوسائل نقل أخرى، ويضمّ شرائح المجتمع كافة، فأحببنا أن نقوم بتغيير هذا العام بعيد الموسيقا؛ حيث نأتي إلى الناس في أماكن وجودهم ونجعلهم يستمتعون بالموسيقا والفنّ، إضافة إلى فكرة باص النقل الداخلي الأخضر الذي ارتبط بنقل المهجرين والمسلحين، وإنما هو شريان ينبض بالحيوية وحالة رمزية للفرح، والهدف أن ننشر حالة من العفوية، ونفتح نافذة للناس لينسوا همومهم والتزاماتهم، ويروا الحياة بصورة أبسط وألطف على الرغم من كل الضغوطات».

أوس عثمان

ويضيف: «شارك في الاحتفالية ثلاثة (باصات) لعروض الموسيقا، واثنان لعروض المسرح، وواحد لعروض السينما، وتمّ تقديم أعمال موسيقية غنائية قريبة من الناس، وفلكلورية تشبه النفَس الرحباني، قدمه موسيقيون ومغنون من "البيت العربي للموسيقا" وبعض الأصدقاء، ومسرحية من روح قصص الباص، وكانت العروض السينمائية بالتعاون مع مؤسسة "الفنّ السابع" الثقافية في "اللاذقية"، كما انطلقنا من نقطة محددة بباب "مشروع الزراعة"، وحددنا الخطوط التي مرّت (الباصات) بها بطريقة طبيعية، وتوقفت على المواقف، وكان هناك حركة صعود ونزول مستمرة، فالاحتفالية ثمرة لتعاون "البيت العربي للموسيقا" مع مديرية النقل الداخلي، ومديرية الثقافة في "اللاذقية"، والأمانة السورية للتنمية، وفعاليات مختلفة».

يذكر، أن الاحتفالية أقيمت ليوم واحد فقط، ودارت في أغلب الأحياء الرئيسية في مدينة "اللاذقية".

مروان دريباتي