لكل حقيقة وجهان نأخذ منهما الوجه الخاضع للنور، ونتجاهل الوجه الآخر المظلم الذي يمكن أن يحمل السعادة الحقيقية إذا ما لاحظنا وجوده؛ هذا ما أراد أطفال التوحد إيصاله من خلال عرضهم لمسرحية "وجهان" على مسرح دار "الأسد" للثقافة بـ"اللاذقية".

حضرت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 18 نيسان 2019، العرض الذي قدم وجهاً آخر للقصص القديمة التي اعتدنا نهايتها منذ أيام الطفولة، وكان أبطاله أطفال التوحد، الذين أظهروا أن المستحيل يصبح ممكناً، وعن التدريبات والعرض تحدث "نجيب الحبال" مدرب الدراما في منظمة "آمال"، وقال: «بدأت منظمة "آمال" إعطاء منهاج الدراما منذ أربع سنوات؛ وذلك لأنه يخدم حالات التوحد، فعناصر المسرح تسهم في تطور حالة طفل التوحد من نواحي الثقة بالنفس وتنمية الخيال والتواصل مع الآخرين، وكان نتيجة المنهاج أربع مسرحيات تم عرضها على مسرح المنظمة على مدار الأعوام السابقة ليأتي عرض "وجهان"، الذي قررنا عرضه خارج المنظمة بحضور الجماهير، فكان العرض الأول في "حمص" أمام جمهور بلغ عدده 900 شخص؛ الأمر الذي كان مفاجأة لنا وللجمهور المتابع نتيجة تفاعل أطفال التوحد مع تصفيق الجمهور وتشجيعهم. أما العروض في "دمشق، طرطوس، اللاذقية"، فقد تعمدنا أن تكون في "نيسان" لتواكب شهر التوعية باضطراب التوحد».

يعدّ ما نقدمه جزءاً بسيطاً تجاه ما يقدمه العاملون في المجال الإنساني، وعرض "وجهان" كان نتاج جهد كبير بدأ منذ أربع سنوات، وأنتج هذه الحالة التفاعلية التي كانت غائبة في حياة أطفال التوحد

ويتابع "نجيب" الحديث عن الصعوبات التي واجهتهم: «عندما تتحدث عن طفل توحد، فهذا يعني أنه طفل التحدي، خاصة أن عناصر المسرح من إضاءة وموسيقا، وديكور، ومساحة، وجمهور، وضجيج... تمثّل تحديات بالنسبة لطفل التوحد، فكان عملنا على مدار السنوات الأربع أن يتأقلم الطفل مع هذه المشتتات، وعلى الرغم من أن عمل "وجهان" تم العمل عليه لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، إلا أن التأسيس لهذا العمل بدأ منذ أربع سنوات».

نجيب الحبال

وعن الإعلان للعرض وحملات التعريف باضطراب التوحد، يقول "عمار البرّي" متطوع في منظمة "آمال": «استعنا بوسائل التواصل الاجتماعي على نشر معلومات عن اضطراب التوحد والتعريف به، إضافة إلى وسائل الإذاعة والتلفزيون والصحف والإعلانات الطرقية، وكانت الدعوة إلى عرض "وجهان" لإظهار الإنجاز الذي حققه أطفال التوحد، وإيصال رسالة أن أطفال التوحد قادرون على تحدي الصعوبات بالعمل المستمر معهم».

أما الفنان "جرجس جبارة" الذي قدّم الحفل وأثنى على جهود المشاركين، فقال: «يعدّ ما نقدمه جزءاً بسيطاً تجاه ما يقدمه العاملون في المجال الإنساني، وعرض "وجهان" كان نتاج جهد كبير بدأ منذ أربع سنوات، وأنتج هذه الحالة التفاعلية التي كانت غائبة في حياة أطفال التوحد».

الفنان جرجس جبارة

يذكر، أن عرض "وجهان" قدّم وجهتي نظر لقصتي "سندريلا" و"ليلى والذئب"، وغيرهما من القصص، وكانت البطولة المطلقة لتسعة عشر طفلاً لديهم توحد من منظمة "آمال" المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة، والتي أسّست وأشهرت عام 2002.

عمار البري