أُقيمت فعالية "عوافي" احتفالاً بيوم السياحة العالمي في قرية "السراج" ذات الطبيعة البِكْر للتعريف بالمنتج التراثي في الساحل السوري والموروث الشعبي، فكانت فرصة للتعريف بهذا المكان الغنيّ بالمقومات الطبيعية والبيئية، ونقلها إلى إطار السياحة والاستثمار.

مدوّنة وطن "eSyria" حضرت بتاريخ 29 أيلول 2018، فعالية "عوافي"، والتقت "عاطف إسماعيل" من أبناء قرية "السراج" التابعة لناحية "المزيرعة"، فتحدث قائلاً: «أنتمي إلى بيئة ريفية فلاحية فقيرة، فأنشأت في أرضي الزراعية استراحة شعبية من مكونات الطبيعة، حيث نبع "الفويرة" ونهر "السراج" والأشجار المثمرة والحراجية المحيطة، وأقدّم في الاستراحة المأكولات الشعبية، كما يأتي المصطافون من أهل القرية مع أصدقائهم من مناطق مختلفة ليجلسوا في الطبيعة، ومعهم كل لوازمهم، وأكتفي بتقديم المكان للجلوس فيه، وتُقام فعالية "عوافي" في هذا المكان لأهميته وغناه، حيث نعرض كل الأدوات التراثية القديمة التي ترتبط بريف "اللاذقية"، كالرحى، وجرن القمح بنوعيه الحجري والخشبي، وجرار الفخّار، ومشغولات القصب والبردة، ونقدّم المأكولات الشعبية المطبوخة على الحطب وخبز التنور، فما زالت القرية تعتمد بكل ما فيها على التراث الأصيل والتعامل معه، حيث نهدف بالتنسيق مع الجهات الرسمية إلى تسليط الضوء على القرى المنسية في ريفنا؛ وقريتنا واحدة منها، ولا بدّ من الإشارة إلى القيمة الاجتماعية لهذه الفعالية التي ولّدت المحبة والألفة الموجودة بين أهالي القرية الذين ساهموا بتنظيم هذه الفعالية بالتعاون والعمل يداً واحدة».

أقوم اليوم بدقّ القمح "الحنطة" في جرن خشبي؛ وهو من الأدوات التراثية النادرة، حيث يقوم رجال القرية بحفر الخشب وتصنيعه، وهو من الأشياء المتداولة حتى وقتنا الحالي، خاصة في موسم الشتاء

ومن المشاركات بالفعالية "وفاء حيدر"، قالت: «أشارك اليوم بنسج أطباق القش بسنابل القمح، حيث تعدّ من الحرف التراثية القديمة التي تعلّمتها من جدتي، وما زالت النساء في قريتي "عين البيضا" ينسجنها ويستخدمنها في حياتهن اليومية وذات مردود اقتصادي، إضافة إلى أنها صحية، وأقوم من خلال الفعالية بتعريف الأجيال الجديدة بالتراث، وإيصال رسالة بأننا قادرون على صنع الكثير من لا شيء».

عاطف إسماعيل

أما "جمانة رجوب"، فتقول عن مشاركتها: «أقوم اليوم بدقّ القمح "الحنطة" في جرن خشبي؛ وهو من الأدوات التراثية النادرة، حيث يقوم رجال القرية بحفر الخشب وتصنيعه، وهو من الأشياء المتداولة حتى وقتنا الحالي، خاصة في موسم الشتاء».

"سلوى خاتون" من قرية "السراج" تقول: «مشاركتي عبارة عن عملية خضّ اللبن في جرّة الفخار واستخراج السمن العربي، وهي من الأعمال شبه اليومية التي أقوم بها ونساء القرية، حيث نعتمد على إنتاجنا المحلي في المنتجات النباتية والحيوانية وبيع الفائض».

سلوى خاتون

المهندس "فراس وردة" مدير الترويج السياحي بمديرية سياحة "اللاذقية"، يقول عن الفعالية: «احتفالاً بيوم السياحة العالمي برعاية وزير السياحة "بشر يازجي" تقيم مديرية السياحة في "اللاذقية" فعالية "عوافي" بهدف التعريف بالمنتج التراثي في الساحل السوري والموروث الشعبي، وتنميته سياحياً واجتماعياً ضمن ما يُعرف بالسياحة المستدامة، وهي فرصة لخلق التمازج بين الطبيعة وسكان المناطق والقرى الجبلية، حيث تمّ اختيارنا لقرية "السراج" لامتلاكها مقومات طبيعية وبيئية كثيرة، وهي قرية بِكْر فيها غابات الجوز والبلوط وملأى بالينابيع المائية والأنهار، وموقعها ضمن مسار القلاع الذي يمتد من قلعة "صلاح الدين"، وصولاً إلى "قرفيص" عبر أربع قلاع: "المهالبة"، و"مينقة"، و"بني قحطان"، و"صلاح الدين"، وقربها من محمية الشوح والأرز».

الجدير بالذكر، أن فعالية "عوافي" أقيمت ليوم واحد في قرية "السراج"، بتاريخ 29 أيلول 2018.

فراس وردة