جسّد ثلاثة شبان الحالة النفسية للشباب السوريين بعد سنوات من الأزمة، عن طريق ثلاث شخصيات تمثل أفراداً يمكن أن تجدهم في أي حي أو منزل؛ وذلك من خلال عرض مسرحي على خشبة المسرح القومي في "اللاذقية"، حمل اسم: "جيوفرينيا".

وفي لقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 أيلول 2018، مع "علي يونس" كاتب النص، وممثل ومخرج العمل، تحدث عن الفكرة العامة للعمل، فقال: «يتضمن النص ثلاث شخصيات تعرضت إلى رضوض نفسية نتيجة الأزمة بوجه عام، وتأثرت بالأحداث إلى درجة لم تستطع استيعاب ما حدث، فتبرز مشكلة واضحة عند الأفراد، وهي الخوف والحذر من الآخر، وتوقع الأحداث السيئة؛ الأمر الذي ينعكس على الشخصيات التي تعمل على اقتسام الغرفة التي يقطنها الشابان، فيما تعمل صاحبة الغرفة على الجمع والتوفيق بينهما، ونعمل من خلال العمل على إيصال فكرة أن القتل لن يعيد الموتى، والحل يبدأ من المصالحة مع الذات وتقبل الآخر».

"مايك" شخصية مهزوزة، تأثر بفقد أهله الذين غرقوا أثناء سفرهم عن طريق البحر، لديه عالمه الخاص الذي يتناسب مع نفسيته وحلمه بالسفر والغناء والشهرة، يتعرض إلى عدّة انهيارات، منها فقدان أهله وعدم تقبل المجتمع له ولحلمه، ويتحول إلى شخصية متطرفة

ويتابع "علي" الحديث عن شخصية "دمر" التي جسدها، والتي تعاني الرهاب، بالقول: «تمثّل شخصية "دمر" العديد من الأفراد الذين كانوا في وقت من الأوقات يسيرون في الشارع ويتلفتون حولهم خوفاً من القناصين، و"دمر" شاب يعاني رهاب القناص والاتهام، ويمتلك شخصيات تختلف باختلاف الحدث، فهو انتهازي في بعض الأحيان، وأحياناً يكون مدّعي ثقافة، جباناً ويعاني الرهاب، هو "دونكيشوت" بامتياز، ويعلق آماله على أشياء وهمية».

علي يونس

وتحدث "جان حنا" صاحب شخصية "مايك" الذي يقاسم "دمر" الغرفة بالقول: «"مايك" شخصية مهزوزة، تأثر بفقد أهله الذين غرقوا أثناء سفرهم عن طريق البحر، لديه عالمه الخاص الذي يتناسب مع نفسيته وحلمه بالسفر والغناء والشهرة، يتعرض إلى عدّة انهيارات، منها فقدان أهله وعدم تقبل المجتمع له ولحلمه، ويتحول إلى شخصية متطرفة».

أما شخصية "ماريا مرسيدس" صاحبة الغرفة، فتقول عنها "رهام التزه": «لديها عقدة لسان تعبر عن كل مشاعرها بجملة واحدة: (اركبها واستمتع بقيادتها مرسيدس)، لتتخلص منها عند سماعها خبر استشهاد حبيبها، ويتضح أن عقدتها بسبب وفاة أهلها بكمين أمام شركة "مرسيدس". "ماريا" شخصية متخفية وراء الموروث الثقافي والعادات والتقاليد، تتعاطف مع الشابين وتعاملهم كإخوتها وتعمل على التوفيق فيما بينهما، وطوال المسرحية تظهر وهي تعمل بحياكة الصوف؛ ليتضح أنها تحيك شالاً لتقدمه إلى الشخص القادم، ولتظهر بأن الوطن هو الدفء في ليالي البرد، والحياكة تعبير عن حياكة أفكارنا لنكون أشخاصاً نتقبل الآخر، ونتفهمه بصرف النظر عن أعماله السابقة وخلفيته الثقافية».

جان حنا

يذكر أن مسرحية "جيوفرينيا" عرضت على خشبة المسرح القومي ما بين 2-6 أيلول 2018.

رهام التزه