انطلق مهرجان "عرامو" التراثي بنسخته الأولى في قرية "عرامو" في محافظة "اللاذقية"، حيث جمعت الأهالي في القرية والقرى المحيطة حكايات الماضي الشاهدة على عمق حياة أجدادهم وعاداتهم وأصالتهم أمانة منهم للحفاظ على مدلولاتهم التراثية وإحيائها.

مدوّنة وطن "eSyria" حضرت بتاريخ 11 آب 2018، افتتاح المهرجان والتقت بعض المشاركين فيه، فتحدثت "نجوى خليل" من أهالي قرية "عرامو" قائلة: «أعرض منتجاً نادراً لثمرة "العليق" التي قمت بإحضارها وزراعتها في أرضي وحاولت نشرها في المنطقة لفوائدها المهمة، والزعتر البري والمجففات من "الزهورات" الطبيعية، فالقرية غنية بالأعشاب البرية، كما أعرض ورق الكرمة، ومعروضاتي تعتمد الزراعة النظيفة الخالية من الأسمدة الكيماوية».

أشارك بمهرجان "عرامو" التراثي بمنتجات غذائية طبيعية، وأقدم منتجاً ريفياً يدوياً، والمهرجان خطوة جيدة وفرصة لإيصال منتجي إلى كل مكان، وهي المرة الأولى التي أعرض فيها منتجاتي

"غزوان الوزة" من قرية "كفرية" المجاورة لقرية "عرامو"، يقول عن مشاركته: «أشارك بمهرجان "عرامو" التراثي بمنتجات غذائية طبيعية، وأقدم منتجاً ريفياً يدوياً، والمهرجان خطوة جيدة وفرصة لإيصال منتجي إلى كل مكان، وهي المرة الأولى التي أعرض فيها منتجاتي».

عبد الإله عزيز الأحبش

أما "عبد الإله عزيز الأحبش" من عشيرة "المشاهدة" مربي أغنام من "دير الزور" في قرية "السكرية"، فيقول عن مشاركته في المهرجان: «تنقلت منذ خمس عشرة سنة في مناطق الساحل السوري، وأقيم منذ ثلاث سنوات في قرية "عرامو"، حيث أشارك اليوم في مهرجان "عرامو" التراثي بمنتجات الألبان والأجبان اليدوية وتسويقها، وهناك إقبال على منتجاتي».

كما يصادف عيد السيدة الذي اعتاد أهل القرية الاحتفال به في كنيسة القديس "استيفانوس" للأرمن الأرثوذوكس، وهنا يتحدث "باركير فرح" من قرية "عرامو" عن المناسبة ومصادفتها مع المهرجان، قائلاً: «نحن بمناسبة عيد السيدة وعيد الكنيسة في الوقت نفسه، وفي كل عام نحتفل بهذه المناسبة ونقيم طقوساً متنوعة ونطبخ أكلة "الهريسة" التي تعدّ من الأكلات التراثية في الأعياد خاصة، ونستقبل الضيوف من "حلب" و"دمشق" و"اللاذقية" لإحياء المناسبة، واليوم يصادف العيد مع المهرجان الذي يعيد إلينا جزءاً من تراثنا الحي في بعض الأماكن من القرية، والمهرجان هو إعادة ولادة للمنطقة وتجديد الحياة، ويحث الناس على العودة إلى البناء والزراعة».

باركير فرح

فيما يتحدث الباحث التراثي "حيدر محمد نعيسة" مدير المهرجان قائلاً: «يعدّ مهرجان "عرامو" التراثي ثلاثة أيام من الماضي، فالتراث هوية وعلامة فارقة، وهو أمانة الأجداد في أعناق الأحفاد ونسغ الجذوع الجاري في الفروع، ويعدّ حملاً للأمانة وبعثاً للعادات الأصيلة والمظاهر الجميلة في تراثنا الشعبي وتعزيزاً للتواصل بين الأجيال، يُقام هذا المهرجان السنوي في قرية "عرامو" بمشاركة القرى والمزارع المجاورة لها، تزامناً مع عيد السيدة "مريم" العذراء، والغرض منه إحياء مدلولات التراث، ونقل شعارات إحياء التراث من القول إلى الفعل.

فعاليات المهرجان منوّعة ومتعددة؛ ففي اليوم الأول الاحتفال بافتتاح المهرجان وافتتاح المعرض الزراعي والرعوي باعتبار أن المنطقة ريفية وتعتمد على الزراعة، إضافة إلى عرض بعض الأدوات الزراعية المستخدمة قديماً وأصبحت ضمن تراثنا، وأشغال يدوية من القصب والبردة، وجولة في قرية "عرامو" القديمة، كعين الماء القديمة وكنيسة القديس "استيفانوس"، وفي اليوم الثاني عرس حقيقي وفق تراث الأعراس التقليدية العتيقة، حيث يأتي العريس على الفرس لأخذ العروس ويرافقه الطبل والزمر، وغيرها من العادات والتقاليد المتعلقة بالأعراس الريفية، واليوم الثالث يوم العون، حيث يعمل الأهالي من دون تقاضي أي أجر».

حيدر نعيسة

الجدير بالذكر، أن مهرجان "عرامو" التراثي الذي افتتح بحضور محلي ورسمي في 11 آب يختتم فعالياته في 13 آب عام 2018، وتقع قرية "عرامو" في الشمالي الشرقي من محافظة "اللاذقية" على بعد خمسين كيلو متراً، وتشكل منطقة مثلث بين مناطق "سلمى" و"صلنفة" و"الحفة".