اجتمع في الملتقى الثالث للنحت على الخشب "أغافي" نحّاتون سوريون من محافظات عدّة، ليعبّروا بطريقتهم عن ديمومة الفن وأهميته في تسليط الضوء على الجمال وتوظيفه فنياً.

مدونة وطن "eSyria" زارت الملتقى المُقام في حديقة المتحف الوطني في "اللاذقية" بتاريخ 1 آب 2017، والتقت النحّات "عماد كسحوت" منظم الملتقى، فتحدث قائلاً: «الملتقى الثالث للنحت على الخشب بعنوان: "أغافي"، يتحدث عن قصة فتاة من "اللاذقية" بزمن "سلوقس"، ويذكر أنه طُلب منه تقديم قربان للإله "زيوس" ليحمي المدينة من الكوارث والحروب، وكان القربان فتاة جميلة من المدينة، فتبرعت "أغافي" آنذاك بنفسها لحماية المدينة، وهذا إسقاط لم يحدث الآن في "سورية"، غير أن أولئك الذين يضحون بأرواحهم ليصونوا الوطن من كل أذى كانوا قرباناً، والملتقى من روح الواقع، وكل نحّات يعمل على ترجمة واقعه بطريقته؛ فالفنان قادر أن يصل إلى أقصى الإحساس بالأشياء، ومن منطلق نشر الثقافة البصرية الذي أعطته وزارة الثقافة الاهتمام من خلال تسليط الضوء على الفنانين الشباب ليستمر الفن التشكيلي بهذا الألق».

هذه مشاركتي الثالثة في ملتقى النحت على الخشب، وهو دليل على حبّنا للحياة على الرغم من الظروف الصعبة، وأننا قادرون على إنتاج الثقافة والفنّ، وبأعمالنا النحتية نرسخ البقاء والديمومة للفن والجمال، وأعرض في منحوتة رأس حصان للدلالة على أصالة الحصان السوري والتعبير عن الحرية

ويضيف عن الفنانين المشاركين: «دعت وزارة الثقافة أسماء متنوعة من عدة محافظات، وهي: "دمشق"، و"القنيطرة"، و"السويداء"، وطرطوس"، و"حلب"، و"حمص"، و"اللاذقية"، وهم عشرة نحّاتين، ومنهم له بصمته في الفن السوري، وهناك من شارك للمرة الأولى، وهذا يساعده في إغناء تجربته. والملتقى فرصة للقاء الفنانين، كما أنه خلق حواراً ثقافياً بينهم وبين الجمهور، ونشر ثقافة الجمال البنّاءة التي تصنع الأجيال البنّاءة وتعلمنا كيف نرى الجمال ونصونه.

النحات المنظم عماد كسحوت

إضافة إلى التنظيم أشارك بمنحوتة لوجه سوري له رمز للمستقبل والحياة الجميلة والحركة إلى الأمام؛ وهو ما يميز أعمالي في اعتماد الحضارة والواقع والبيئة».

ومن "الجولان" النحّات المشارك "زياد قات"، يقول: «هو الملتقى الأول بعد خمسة عشر سنة من الانقطاع عن النحت، واليوم أعود إلى شغفي بالنحت والفن، ووجود الملتقى في "اللاذقية" شجعني على المجيء ولقاء الفنانين الأصدقاء في كلية الفنون الجميلة، وأساهم في فني بجمال "سورية"، فساحاتنا جميلة ويليق بها الجمال. عملي مزيج سوري وأحاسيس وتراكم معرفي من "الجولان" و"اللاذقية"، وأصوّر بمنحوتتي المرأة الجولانية ولمسة الحزن على وجهها بسبب النزوح والاحتلال الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه فيها الجمال والرصانة والانسيابية».

النحات زياد قات

كما تقول الفنانة المشاركة "عهد القطان": «هذه المشاركة الأولى لي بالنحت على الخشب، وفكرة الملتقيات مهمة للفنانين، وتغني تجربتهم. والملتقى عبارة عن مجموعة ملونة من الفنانين بأفكار مختلفة، حيث يتم تبادل الخبرات فتجتمع بيئة الجبل والساحل والداخل؛ وهو ما يعطي الفن التشكيلي عمقاً، وعملي شَكلٌ لامرأة وفكرته المرأة والتصاقها بالأرض وشموخها؛ وهذا يعبر عن المرأة السورية».

فيما يتحدث ابن "اللاذقية" النحّات "محمد بعجانو" قائلاً: «هذه مشاركتي الثالثة في ملتقى النحت على الخشب، وهو دليل على حبّنا للحياة على الرغم من الظروف الصعبة، وأننا قادرون على إنتاج الثقافة والفنّ، وبأعمالنا النحتية نرسخ البقاء والديمومة للفن والجمال، وأعرض في منحوتة رأس حصان للدلالة على أصالة الحصان السوري والتعبير عن الحرية».

النحاتون المشاركون

يُذكر أن الملتقى الثالث للنحت على الخشب افتتح في 29 تموز، ويستمر لغاية 13 آب 2017 في حديقة "المتحف الوطني".