خمس سنوات من الجهد المتواصل انتهت بالفنان "أحمد علاء الدين" إلى تقديم معرض متميز في محتواه؛ جمع بين التقنية المتقدمة والموضوع الفني في منحوتات من خشب الزيتون.

المنحوتات التي قدمها الفنان تنقلت في موضوعاتها بين السياسي الراهن والإنساني المستديم في انفتاحه على الأبدية، الأنثى السورية في تحولاتها والوطن وظهوره في سنبلة القمح والأغنيات الخافتة على إيقاع نحتي استخدم خشب الشجرة المقدسة: الزيتون.

يبدع الفنان في التنقل بين المنحوتات، وكل منها يعطيها عنايته التي تجعلها مفضلة لديه، كمتلقية لمعرضه الأول وجدت في أعماله نفحة فنية مميزة تدفع إلى التفكير وبالوقت نفسه تستمتع بما يقدمه لك

يقول الفنان "علاء الدين" وهو من مواليد "بسنادا" 1968، في حديث مع مدونة وطن "eSyria" عقب افتتاح معرضه في صالة معارض المركز الثقافي بـ"اللاذقية" بتاريخ 26 حزيران 2016: إن المعرض الراهن خلاصة صبر امتد خمس سنوات، مضيفاً: «اعتمادي على خشب الزيتون لأسباب كثيرة؛ أولها أنه ابن البيئة التي أحبها، حيث يتيح الاستفادة الكلية من الفراغات التي ينتجها الجذع كما الأغصان في بناء تشكيلات يتشارك فيها الرؤية الفنية مع رؤية الطبيعة الأم، ولذلك كان عنوان المعرض: "سورية الأم"؛ جامعاً بين الخلود السوري والرؤية الفنية التي أحاول أن أقدمها لجمهوري».

من المنحوتات المعروضة

افتتح المعرض بحضور جمهور كبير تجول مع منحوتات تراوحت ما بين منحوتات صغيرة مشكلة من الأغصان، وأخرى كبيرة عتقها الفنان مستخدماً مختلف التقنيات التي تساعده في إيصال رسالته الفنية، يقول الفنان: «لا يمكن للفنان الخروج من الراهن والانشغال فقط بما يدور في ذهنه، من هنا كان التطعيم الذي قمت به مع الراهن اليومي، أنا لا أنتمي إلى مدرسة فنية محددة وعملي كله فطري أحاول فيه الاشتغال الدقيق بما يحقق احترامي واحترام الجمهور لعملي».

المهندس "زكوان شدود" الذي حضر المعرض قال في حديثه للمدونة: «هناك معارض تفرحك بما تحتويه ولو كان صاحبها يعرض للمرة الأولى، المحتوى والعناية الكبيرة بالمنحوتة تدل على رغبة بمشروع قد يكون في قادم الأيام ناجحاً حقيقة، هناك كثير من التنويعات التي يمكن مشاهدتها في المعرض؛ وهو ما يمنح لكل متلقٍّ فيه نصيباً جمالياً، أنا شاهدت جزءاً من التصوف مشغولاً بعناية الفنان وعينيه الخبيرتين».

المهندس زكوان شدود

من الحضور أيضاً السيدة "لمى علي" التي رأت في المعرض فرصة لتأكيد حضور الوطن بما هو من إنسان وحجر ومكان في الأعمال، مضيفةً: «يبدع الفنان في التنقل بين المنحوتات، وكل منها يعطيها عنايته التي تجعلها مفضلة لديه، كمتلقية لمعرضه الأول وجدت في أعماله نفحة فنية مميزة تدفع إلى التفكير وبالوقت نفسه تستمتع بما يقدمه لك».

يستمر المعرض لمدة أسبوع في الطابق الثاني في المركز الثقافي الجديد بـ"اللاذقية"، من التاسعة صباحاً حتى بعد الظهر.

سورية الأم