التجربة السورية الأولى في النحت على الرمل أثمرت عدداً من الأعمال الفنية؛ التي نالت رضا الجمهور القادم للتعرف إلى نوع جديد من فنون النحت لم يره سابقاً على شواطئنا بهذه الاحترافية.
الفكرة بدأت قبل عامين، ووجدت طريقها للتطبيق العملي أخيراً في انطلاق "الملتقى الاحترافي الأول للنحت على الرمل" في نادي "اليخوت" في "اللاذقية"، بعد مشاق كثيرة اعترضتها بسبب حداثة الفكرة وضعف الإمكانيات المتاحة عموماً، إلا أن إرادة القائمين على العمل استطاعت تجنب كل العقبات وانتقلت إلى صناعة سياحية جديدة يتوقع أن يكون لها مستقبل جيد في الأعوام القادمة.
يحمل الرمل رسائله مثل غيره من المواد الأخرى، لكنه يقدم مزيداً من الحرية بالقدرة على استخدام كافة الوسائل للوصول إلى المشهد المطلوب، في أغلب الأعمال إصرار على تقديم وجوه مختلفة للإنسان السوري في وضعه الراهن وفي عدة تحولات وجودية مع الربط في بعضها مع البحر ورمزيته
الملتقى اختتم أعماله بتظاهرة فنية فريدة في الساحل السوري و"سورية" عموماً، يقول النحات "عبد العزيز العلي" القادم من "دمشق" في حديث لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 15 آب 2015، للمشاركة بتظاهرة الملتقى: «الفكرة مغرية بالعمل على الرمل، وهو تحدٍّ يزيد على تحديات الخشب أو الصخر لأسباب كثيرة أولها إغراء سهولة النحت على الرمل وبالتالي الحاجة إلى مزيد من التفاصيل والدقة والحرفية في تقديم المنحوتات للجمهور الذي يمثل هنا عاملاً إضافياً نظراً لتمكنه من التعامل مع المشهد البصري هنا بطريقة مختلفة».
أنجز النحاتون عدداً من المنحوتات التي تطرقت إلى مواضيع شتى؛ منها الإنسان السوري في واقعه الراهن، ورمزيات الخصوبة والمرأة والحضارة السورية، ومنها ما حمل أسئلته معه للجمهور، تقول النحاتة "كنانة الكود" القادمة أيضاً من "دمشق": «يحمل الرمل رسائله مثل غيره من المواد الأخرى، لكنه يقدم مزيداً من الحرية بالقدرة على استخدام كافة الوسائل للوصول إلى المشهد المطلوب، في أغلب الأعمال إصرار على تقديم وجوه مختلفة للإنسان السوري في وضعه الراهن وفي عدة تحولات وجودية مع الربط في بعضها مع البحر ورمزيته».
شارك في الملتقى عشرة نحاتين من محافظات سورية مختلفة، أغلبهم من الشباب الهادفين إلى ترك بصمة في عالم الفن والنحت منه، تقول الفنانة "رهف علّوم" القادمة من "السويداء": إن المشاركة في عمل كهذا تضيف إليها في تجربتها الكثير من العناصر الفنية والجمالية؛ وهي اختبار لما قد تقدمه مستقبلاً.
أقامت الملتقى "الجمعية الوطنية لإنماء السياحة في سورية" و"غاليري مصطفى علي" في "دمشق"؛ برعاية من وزارة السياحة ومحافظة "اللاذقية"، وبالتعاون مع مجلس بلدية "اللاذقية" الذي قدم تسهيلات كثيرة للملتقى، إضافة إلى "قلعي للصناعات" وشركاء آخرين.
